أثار تفوق عدد الأصوات الباطلة في الانتخابات الرئاسية لعام 2014 على الأصوات التي حصل عليها المرشح الرئاسي حمدين صباحي بمليون و29 ألف صوت للأصوات الباطلة، مقابل قرابة 800 ألف صوت لصاحبي وفق النتائج غير الرسمية في مفاجئة من العيار الثقيل، تساؤلات حول أسباب ارتفاع الأصوات الباطلة لهذه الدرجة، وتراجع أصوات صباحي لهذا الحد. ويقول الدكتور مختار غباشي مستشار ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن حمدين صباحي كان يراهن على كتلتين تصويتيتين، أولهما الشباب من عمر 18 سنة إلى 35، وهؤلاء يبلغون حوالي 30 مليون صوت انتخابي، ولكنهم فضلوا المقاطعة عن مساندة صباحي، مبينًا أن أغلب حملة صباحي كانوا من الشباب، ولكنهم فشلوا في إقناع نظرائهم بالمشاركة. وأضاف غباشي، أن الكتلة الثانية التي كان يراهن عليها صباحي هي كتلة التيار الإسلامي، ظنًا منه أنهم سيهبونه أصواتهم كتصويت عقابي للمرشح عبدالفتاح السيسي، ولكن هذا ما لم يحدث، لذلك حصل صباحي على عدد أصوات قليل للغاية. وألمح إلى أن تجاوز نسبة الأصوات الباطلة لهذا العام لأصوات صباحي وأيضًا للأصوات الباطلة لانتخابات عام 2012، سببه أن الشباب أراد أن يرسل رسالة لكل من السيسي وصباحي بأنهم غير مقتنعين بالعملية الانتخابية برمتها ويعتبرونها مسرحية هزلية عن طريق إبطال أصواتهم. واتفق معه في الرأي، الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات، وحدة قياس الرأي العام والنظام المصري، قائلاً إن ارتفاع نسبة الباطل في الأصوات، لأنها جاءت هذا العام كنوع من أنواع التصويت السلبي، حيث رأى العديد من الشباب في حمدين صباحي أنه إنسان ضعيف والسيسي شخص مرفوض، مفضلين الشطب على الاثنين معًا. وأضاف العزباوي، أن حصول صباحي على هذه النسبة الضئيلة، يرجع لأن شعبيته تراجعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وظهر هذا منذ البداية في تصويت المصريين في الخارج، والآخر في قوة شعبية خصمه المشير عبدالفتاح السيسي، فالفارق بين شعبية السيسي وصباحي كبير جدًا. وتابع العزباوي: "لو كان صباحي ترشح أمام أي شخص غير السيسي لكان حصل على عدد أكبر من الأصوات التي حصل عليها".