أكد نافذ عزام، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن حركته لن تشارك في الحكومة والانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية القادمة، على اعتبار أنها جزء من اتفاق أوسلو الذي ترفضه "الجهاد"، فيما ستشارك في انتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير والمحليات. وقال نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط: إن حركته وقعت على اتفاق المصالحة الفلسطينية وقبلته ودعمته لدفع الأمور في الساحة الفلسطينية إلى الأمام وطي صفحة الانقسام، والبدء في صفحة جديدة، نأمل أن تستقيم فيها أمورنا ونستعيد فيها وحدة الموقف، وأن نتوافق حول الملفات التي ناقشناها في كل جولات الحوار السابقة. وردا على سؤال عما إذا كانت لحركة الجهاد تحفظات على وثيقة الوفاق الوطني، قال: "نعم لنا تحفظات على الوثيقة حول موضوع المقاومة والثوابت التي ضحى من أجلها الشعب الفلسطيني، فكان من المفترض أن يضمن الاتفاق نصا واضحا وصريحا حولهما، لكن نحن آثرنا ألا نعيق توقيع الاتفاق ووضعنا تحفظاتنا جانبا على أمل أن يفتح الاتفاق أفقا جديدة أمام الشعب الفلسطيني للخروج من دائرة الصراع والخلاف الداخلي، والتوجه نحو المرحلة المقبلة بتوافق أو تفاهمات حول القضايا محل الخلاف" . وعما إذا كانت حركة حماس قد غضت الطرف مؤقتا عن وضع نص يجيز المقاومة لتمرير اتفاق المصالحة، قال عزام: "نحن لا يمكن أن نشكك في نوايا إخواننا في حماس أو الفصائل الأخرى على الإطلاق، ولكن نحن لاحظنا أن الاتفاق ركز على موضوع السلطة والحكومة والانتخابات والأجهزة الأمنية والأمور الميدانية التنفيذية الإدارية في قطاع غزة والضفة الغربية". وحول ما يتردد عن أن الفصائل الفلسطينية تخلت عن المقاومة، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني نافذ عزام: "نحن في حركة الجهاد الإسلامي لا يمكن على الإطلاق أن نتخلى عن خيار المقاومة، هناك ربما ظروف تضغط في الضفة الغربية نتيجة المطاردة وجدار الفصل العنصري، والوضع الميداني في غزة، بعد الحرب أجبر الفصائل على اتخاذ هذه السياسات أو ما يسمى في الإعلام بالتهدئة". وأضاف: "نحن نؤمن تماما أن هذا الصراع لن ينتهي في ظل موازين القوى القائمة حاليا، هناك فترات تهدئة لكن بشكل عام خيار المقاومة قائم ويزداد إيماننا به رغم كل ما يحدث". وحول إمكانية التوافق على مرجعية مشتركة لمواجهه إسرائيل، قال نافذ عزام: "نحن لا نحتكر فلسطين لرؤية واحدة ولا يمكن أن نقصي أحدا لأنه يختلف معنا أو لأننا نختلف معه، ونأمل أن نتوافق على القضايا التي طرحت في السابق سواء المرجعية أو القضايا الأخرى". وأوضح أن منظمة التحرير يمكن أن تمثل هذه المرجعية، لكن بعد أن يتم إصلاحها وإعادة هيكلتها، وبعد أن يتم الاتفاق على برنامج وعلى آلية عمل لأطر المنظمة، "لكن من الضروري فعلا أن تكون هناك مرجعية وطنية يتفق عليها الفلسطينيون". وحول موقف الجهاد الإسلامي من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قال نافذ عزام، إن أميركا لم تتصرف بشكل يتفق مع الأخلاق والقيم والمواثيق الدولية، حتى لو كان التقييم أن أسامة بن لادن أخطأ في سياسات ومواقف وخطوات ولو نظر إليه الكثيرون على أنه أخطأ لا يجوز أن تتعامل أميركا معه بهذا الشكل". وأضاف، "نحن لا نستغرب أن يحدث هذا من أمريكا، فهي التي خلقت بجرائمها في أفغانستان والعراق وفلسطين التشدد، وهي تقدم الدعم اللامحدود لإسرائيل التي ترتكب جرائم حرب ومجازر واضحة، لذلك لا نستغرب الرواية التي تقول أنها اعتقلت أسامة بن لادن وأعدمته بعد ذلك". وعن نية حركة الجهاد الدخول في الانتخابات المقبلة، قال نافذ عزام: "نحن لن نشارك في الانتخابات الرئاسية والتشريعية على اعتبار أنها جزء من اتفاق أوسلو الذي نرفضه، والتجربة المرة التي خاضها شعبنا على مدى السنوات الماضية تعطي مصداقية أكثر لرؤيتنا ويجعلنا نقتنع بها أكثر، لكن إذا جرت انتخابات في المجلس الوطني سنشارك على اعتبار أن المجلس الوطني يمثل فلسطيني الداخل والخارج، ولا علاقة له بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وسنشارك في منظمة التحرير، وسنشارك في انتخابات المجالس المحلية". وحول العوامل الموضوعية التي أدت إلى توقيع الاتفاقية من طرف حماس وفتح، قال عزام: "ربما يكون الإخوة في فتح وحماس هما الأقدر على التفصيل، لكن نحن نرى أن أربع سنوات من الانقسام كانت كافية لدفع فتح وحماس إلى توقيع الاتفاق، ونرى أن التغيرات التي تشهدها المنطقة والثورات العربية المتلاحقة أيضا مثلت ضغطا وتحفيزا، إضافة إلى تعثر ما يسمى بمسيرة التسوية السلمية مع إسرائيل وعدم وجود أفق لها". وعن علاقة الجهاد الإسلامي بإيران قال، إن إيران لا تمارس علينا أية ضغوط في ما يخص الموضوع السياسي أو غير السياسي، ونحن نتخذ مواقفنا لصالح الشعب الفلسطيني، وبعيدا عن أية ضغوط من أي طرف، وهذا ما أستطيع الجزم به في حركة الجهاد، وحول الخلافات وعلاقة الشد والجذب بين حماس والجهاد في الفترة الأخيرة، أوضح نافذ عزام أن الخلافات ليست جوهرية. وقال: "نحن حريصون على وجود علاقات قوية مع إخواننا في حماس ومع كل فلسطيني، نعم توجد خلافات بيننا وبين الأخوة في حماس ووجدت أمور ميدانية شوشت على العلاقة بيننا وبينهم لكن هناك رغبة من الأخوة في حماس ومنا لتجاوز أية عقبات وتطوير العلاقة دائما، وهذه الرغبة بالنسبة إلينا موجودة حتى مع أخواننا في الفصائل الأخرى، ونحن نحرص على وجود علاقة قوية بين كل القوى الموجودة في الساحة الفلسطينية". وحول الخطوات الواجب اتخاذها لتثبيت اتفاق المصالحة، قال: "النقطة الأولى، أن نضع الهواجس جانبا، وألا يتعامل الأخوة في حماس وفتح مع بعضهم البعض بهواجس وعدم ثقة، وهذه نقطة أساسية، والنقطة الثانية، يجب أن تكون هناك إجراءات عملية وسريعة مثل الإفراج عن المعتقلين، وعدم وضع العراقيل أمام عمل المؤسسات والهيئات والجمعيات سواء في غزة أو الضفة الغربية، والخطوة الثالثة يجب الإسراع في نقاش الملفات الأخرى المتعلقة بمنظمة التحرير الفلسطينية والمتعلقة بالمرجعية وانتخابات المجلس الوطني، وهذه العناصر الثلاثة يمكن أن تهيئ الساحة الفلسطينية لمرحلة جديدة تكون فيها الأمور فيها أفضل".