المقاطعه..ليست..حلا! اليوم وغدا موعد انتخابات الرئاسه،ومن نافلة القول أن نذكر بمدي اهمية اختيار الرئيس القادم لمصر ،لمدة لا نعلم ماهي،فحسب الدستور 4سنوان،وبحسب الواقع المصري وتقلباته قد تكون أقل من ذلك،إذا لم يحسن الرئيس القادم التعامل والتصرف،واذا لم يف بتعهداته ووعوده التي علي أساسها يتم إنتخابه،ومن نافلة القول أيضا ان نقول..اننا لم نكن نفضل إطلاقا أن يترشح المشير السيسي للمنصب ،ويكتفي بدوره السابق في30يونيو،ويترك هو والمؤسسه العسكريه للشعب حرية إختيار رئيس مدني،ينتهي من خلاله حكم المؤسسه العسكريه والذي دام 60عاما،وانقطع عاما واحدا،ثم يبدوا انه سيعود ليبقي ويستمر، وتظل العقليه العسكريه التي أودت بالبلاد لهاوية سحيقه، يعاني منها الشعب بكل طوائفه باستثناء طبقة الناهبين والفاسدين أشد المعاناه،وأما وقد ترشح وعرض برنامجه اإانتخابي من خلال أحاديثه وحواراته،فمن حقنا أن نقول..إن الرجل لا يختلف في نظرته لمقاومة الفساد والحريات و الممارسه الديمقراطيه،وتطبيق القانون وهيكلة المؤسسات عن نظرة مبارك،علاوه علي تكوينه المخابراتي الذي يظن أن كل شئ وأي شئ يجب أن يكون سرا حتي ولو كان أماكن ومصادر الطاقه الشمسيه في مصر،والتي يعرفها القاصي والداني،علاوة علي أن الرجل سيأتي وهو مشبع ومتخم بثأر دائم ومستمرمن تيار لازال موجودا في الشارع، ولو كان رئيسا غيره لأتيح له المجال للملمة اللأمور،ومحاولة إيجاد حلول لكن بنجاحه فإن الصراع سيزداد، وسبدفع الشعب والبلاد ثمن هذا الصراع، والذي سيكون غطاء لمزيد من القمع وإنتهاك القانون،ولذا أعتقد أن ما ينادي به بعض النشطاء السياسيين من مؤيدي ثورة 25 يناير،من مقاطعة الإنتخابات الرئاسبه وعدم المشاركه فيها،بحجة إستمرار الثوره،وكأن الثوره حاله مستمره دون نهايه،وأنها لا تستقر في النهايه علي آليات لتحقيق أهدافها وتحقيق مصالح وآمال الشعب الذي قام بها،ومن هذه الآليات الإنتخابات وكانت المقاطعه وجيهه وجديه وذات أثر إيجابي لو لم يترشح صباحي الذي مهما إختلفنا معه ،فلا يمكن إتهامه بانه تابع للثوره المضاده أو انه مؤيد لنظام مبارك أو أنه داعم للفساد أو أنه لا تاريخ له في مقاومة الظلم،أو أنه لا يهتم بمصالح الفقراء والمعدمين لصالح الطبقه الناهبه الفاسده الملتفه حول المرشح الاخر،وهو من المشاركين وبقوه في معارضة نظام مبارك ولا ننسي له مقولته لجمال مبارك في عنفوانه(مانبقاش رجاله لو حكمت مصر،مصر كبيره عليك)،ثم إن الظروف تغيرت والواقع إختلف عما كان في فترة25 يناير حتي 11 فبراير،فلم تعد القوي والشعب متحدا كما كان،بل إنقسم فرقا،وإحزابا،وشيعا،واهواءا،وتشويها،وتسريبا، ونجحت الثوره المضاده،والدوله العميقه بمساعدة المجلس العسكري،وتواطأ الاخوان،في تراجع الزخم الثوري،وانكماش الحلم ،والإنتقال من مرحلة الهجوم،والتطهير،والأمل في التغيير الحاسم ومقاومة الفساد وإستعادة الشعب حقوقه،إلي مرحلة الدفاع،وحماية النفس من الإعتقال أو القتل أو التشويه،أو الحظر الإعلامي،بل وصل الأمر إلي الإتهام بالخيانه وتلفيق القضايا وسجن رموز من شباب ثورة 25 يناير. حقائق مؤلمه لكنها حقيقيه ،وواقعيه علي الأرض،وتجربة رومانيا مستنسخه بحذافيرها،وإليسكو القادم من أعماق النظام السابق ومن جذوره الضاربه أطنابها في الفساد،والمشبعه بأفكار فوقيه إستعلائيه مخابراتيه،قمعيه بأغطية قانونيه ،مضحكة ،مبكيه،يكشر عن أنيابه قبل التمكين،فما بالنا إن تمكن؟! إن تكوين كتله معارضه،وطنيه،ثوريه،تتبني أهداف 25 يناير،ومرشحها الآن حمدين صباحي ضروره قوميه للحفاظ علي الوجود الثوري ل25 يناير،ومقاومة لعودة نظام مبارك متسلحا بتجربه مؤلمه له ومستفيدا من أخطائه،فيغير من أساليبه وتكتيكاته،مستغلا آلته الإعلاميه برأسمالها الناهب لأموال البلاد،ومستترا ومتخفيا وراء دخان مكافحة الإرهاب، والذي مكافحته عمل الأجهزه الأمتيه تحت أي سلطة وأي رئيس ،من أي إتجاه. إن الكتله التصويتيه لحمدين كلما زادت كلما أعطت قوه لتيار 25 يناير،وكانت قوه ضاغطه مؤثره علي الطرف الآخر لو نجح،بدلا من وجود معارضه متناثره كجذر منعزله،تفقد تأثيرها لفرقتها،وتشرذمها،بل وهجومها علي بعضها البعض،وهو مالم تدركه هذه القوي برغم قسوة التجربه وفداحة الخساره. إجتمعوا علي التصويت ولا تقاطعوا،فستؤكلون كما أكل غيركم،لأنكم ستكونون صيدا ضعيفا،واهنا.،واقرءواالواقع جيدا،ومالا يدرك كله لا يترك جله،ودعونا من المعادلات الصفريه..إما الكل أو لاشئ. حمدين مازال طريقا من طرق الثوره لكنه ليس آخره بل هو خطوة فيه،إن نجح فلنواصل معه ولندعمه إن أصاب ،ونقومه إن أخطأ وستكون معارضته وتبعاتها أخف وطأة من غيره لأنها معارضه المنهج الواحد وليست معارضة الإتجاه المعاكس،وإن فشل فقد التف الجميع حول رمز ثوري ،وأصبح لهم كيان معتبر بعدد الأصوات وهو مايقيس به الناس مدي القوة والتأثير فيما بعد. * باحث اسلامي