الفكرة التي أعرضها اليوم بترشيح أيقونة الثورة, أحمد حرارة, لانتخابات رئاسة الجمهورية, قد تبدو للبعض نوعا من الإثارة, أو خارجة علي السياق, أو حتي غير قابلة للتنفيذ, غير أنني أتقدم بها كرد فعل مناسب علي عرض أكثر إثارة كتبه رئيس تحرير الأخبار, الزميل العزيز الأستاذ ياسر رزق, في مقاله يوم الإثنين الماضي, بخصوص إمكانية إعادة ترشيح الرئيس المحبوس حسني مبارك للمنصب الرفيع في ضوء عدم صدور قرار بإدانته حتي تاريخه. هذه التسريبة غير السارة, والمثيرة للدهشة, التي عرضها الزميل رزق, حتي ولو جاءت علي سبيل المزاح والسخرية, وجدت صدي فوريا وفظيعا لدي أبناء ومحبي الرئيس المحبوس ممن يرفعون شعار إحنا.. آسفين ياريس, تزامن مفعولها المركب والثلاثي( من الطرف الثالث) مع تصعيد منظم وغير مسبوق من الحصار والمطاردة والهجمات الشرسة علي الثوار والثورة أملا في إجهاضها تماما. ها هم أبناء وأنصار المتهم حسني مبارك يتهيأون للانقضاض علي الثوار المارقين تحت الحماية الرسمية والأمنية في ميادين العباسية.. وروكسي.. ومن قبلها أمام مسجد مصطفي محمود وقصر رأس التين, إنهم يرفعون شعار إحنا آسفين يا ريس.. كلهم لهفة طبعا علي عودته الميمونة للقصاص والثأر من الثورة والثوار, قبل يوم25 يناير. أيتام الرئيس المحبوس حسني مبارك لا يعيرون أي انتباه لمرافعة النيابة ووصفها للمتهم بأنه لوث تاريخه العسكري بعدما تسبب في تردي أوضاع البلاد, علي مدي سنوات طويلة, عاشها الشعب في ظل الفقر والقهر والتعذيب وغياب العدالة الاجتماعية, وكرس أجهزة الدولة لخدمة مشروع توريث الحكم لولده جمال. ورثة الاستبداد لا يصدقون ممثل النيابة عندما يصف المتهم المحبوس حسني مبارك بأنه دمر الحياة السياسية, وترك الفساد ينتشر في ربوع الوطن بدون محاسبة, وزور الانتخابات البرلمانية والمحلية وأطاح بكل من يتمتع بشعبية, وذهبت النزاهة والشفافية عندما فضل المتهم ولايته الشخصية علي المصلحة العامة, وتبني سياسات إقتصادية فاسدة نتج عنها ارتفاع الأسعار وظهرت طبقات معدومة لا تجد قوت يومها واتسعت الفجوة والفوارق بين الطبقات وتقهقر الدور الإقليمي والدولي لمصر. إذا كانت هذه هي مجرد عينة من الصفات الموصوم بها المتهم المحبوس حسني مبارك ويستحق بسببها الإعدام هو ومعاونوه, وفقا لمرافعة النيابة أمام المحكمة, بدون حتي أن نتطرق إلي اتهامه بقتل الثوار المسالمين, فكيف بالله عليكم تنقلب الأمور هكذا رأسا علي عقب ليصبح من حق المتهم إعادة الترشح لانتخابات الرئاسة؟ لن أتوجه بالسؤال إلي الزميل رزق, الذي عرض الفكرة, علي سبيل المزاح والسخرية, لن أنتظر إجابة من أيتام المتهم وأرامله وورثته أو حتي من المرشحين لانتخابات الرئاسة من تلاميذه ممن يواصلون الليل بالنهار أملا في حدوث المعجزة وعودته وعودتهم الميمونة للانتقام من الثورة. لكنني أكرر العرض المتواضع الذي بدأت به المقال بترشيح أيقونة الثورة أحمد حرارة لانتخابات الرئاسة. ألا يعتبر مثل هذا الترشيح أبسط احتفاء بالثائر العظيم أحمد حرارة, وأقصيما يمكن تقديمه للرجل الذي وقف في مقدمة الصفوف بالميادين دفاعا عن الثوار والثورة وأهدافها النبيلة المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية, ألا تستوجب المرحلة إظهار شكل من أشكال الاحترام لطبيب الأسنان الشاب, الذي لم يبخل بعينيه الاثنتين في سبيل الكرامة الإنسانية, وحتي تبقي رأسه ورؤوس المصريين عموما مرفوعة عالية, بعد القضاء نهائيا علي النظام( ليس فقط رأسه العفن) وتطهير البلاد من كل أشكال الفساد والاستبداد. أحمد حرارة(31 سنة) رئيسا للجمهورية, هذه هي البشري السارة الحقيقية إنها فكرة غير تقليدية أعرضها للحوار, أري أنها جديرة بالدراسة والمناقشة, أثق في التفاف المصريين الشرفاء حولها عند احتفالهم بالثورة يوم25 يناير, بالضبط كما التف الأشقاء التونسيون حول رئيسهم المؤقت المناضل المنصف المرزوقي. أزعم بأن غالبية المرشحين المحتملين للرئاسة, الأوفر حظا للفوز بثقة الشعب, وفي مقدمتهم: صباحي وأبوالفتوح والبرادعي, سوف يحنوا رؤوسهم جميعا للفكرة تقديرا لتضحيات الثائر الشاب, سيقدمون له الدعم والمساندة الكاملتين, لن يجدوا أي حرج أو غضاضة في الاصطفاف إلي جانبه والعمل معه كفريق عمل متناغم ومتفان ومعبر عن إرادة الثورة والثوار في التغيير. ما يدعم حماسي بعرض الفكرة هو ما قرأته منسوبا إلي الدكتور محمد البرادعي وورد فيه أنه علي استعداد للتنازل عن فكرة الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية في حالة تقدم أحد شباب الثورة للسباق. السؤال للبرادعي وصباحي وأبوالفتوح: هل هناك من يفوق أحمد حرارة شبابا ونضارة وثورية وجدارة بتحمل المهمة ومسئولياتها الجسام في هذه المرحلة؟ من يا تري من شباب الثورة الذي قدم الدليل القاطع, القادر علي حمل لوائها, يحظي بالشعبية والثقة المطلقة في تنفيذ أهدافها وتطلعاتها, غير أيقونة الثورة أحمد حرارة؟! نقلا عن الاهرام