أكد الفلسطينيون مجددا، اليوم الأحد، عزمهم على التوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل، لطلب اعتراف بدولة مستقلة لهم على الحدود التي تسيطر عليها إسرائيل منذ عام 1967. ويأتي التأكيد الفلسطيني رغم المعارضة الإسرائيلية والأمريكية الشديدة لهذه الخطوة، باعتبارها إجراء أحادي الجانب. وأبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأحد، وفدا من مجموعة جي ستريت اليهودية الأمريكية، خلال لقائه بهم في رام الله، أن التوجه الفلسطيني إلى الأممالمتحدة "إجراء مستند على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وليس إجراء أحادي الجانب". واعتبر عباس أنه يجب على كل من يسعى للتأكيد على خيار الدولتين، أن يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. غير أن عباس أكد "استعداد الجانب الفلسطيني لاستئناف المفاوضات فورا في حال قبول الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات المحددة لعملية السلام، ووقف الاستيطان في الأرض الفلسطينية بكل أشكاله، وبما يشمل القدسالشرقية". ولوح الفلسطينيون مرارا بالتوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل، لطلب اعتراف بالدولة الفلسطينية على الحدود التي تسيطر عليها إسرائيل منذ عام 1967 كرد على تعثر محادثات السلام مع إسرائيل منذ الثاني من أكتوبر الماضي. وفي هذا السياق، قال صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن "التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين ليس خطوة أحادية الجانب، كما تدعي إسرائيل بل هي خطوة واجبة الاتباع". وأوضح عريقات -في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"- أن قرار التوجه لمجلس الأمن قبل 35 يوما من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، يأتي تطبيقا لقوانين الأممالمتحدة. وأشار إلى أن مجلس الأمن لا يعترف بالدول، وأن السكرتير العام للأمم المتحدة يوصي بالاعتراف بالدولة، ومجلس الأمن، إما أن يقبل بالتوصية أو يحولها للجمعية العامة. وقال عريقات إن حق النقض (الفيتو) على الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعني تعطيل الجهود الفلسطينية في هذا الاتجاه، وعندها سنضطر للتوجه للجمعية العامة. وأضاف: "لا نستطيع تخطي مجلس الأمن إذا أردنا أن نكون عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة، ولكن نستطيع الحصول على اعتراف من الجمعية العامة، وعندها يصبح وضعنا مثل الفاتيكان". وذكر أنه في حال قوبل التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن بالفيتو، وتوجهنا بعد ذلك للجمعية العامة؛ فإن الأخيرة تستفسر عن سبب الفيتو، وقد تعيده للنظر مرة أخرى في مجلس الأمن. وأكد "مبدأ الدولتين لا يتحقق إلا بالاعتراف بدولة فلسطين"، داعيا الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى مباركة هذه الخطوة. وأشار عريقات إلى "أن التوجه للأمم المتحدة هو أحد خياراتنا وليس الخيار الوحيد أمامنا، مبينا أنه في حال أوقفت إسرائيل الاستيطان، واعترفت بمرجعيات عملية السلام، عندئذ يمكن العودة للمفاوضات". ويتطلع الفلسطينيون إلى شهر سبتمبر المقبل ك"استحقاق" لإقامة الدولة الفلسطينية، وهم يراهنون بذلك على موعد انتهاء مهلة محادثات السلام التي حددت بعام في سبتمبر، وإعراب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أمله بحصول دولة فلطسينية على عضوية كاملة في الأممالمتحدة خلال دورتها المقبلة. كما أن شهر سبتمبر المقبل يتزامن مع الموعد الذي حددته السلطة الفلسطينية، للانتهاء من تطبيق خطتها لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، حتى تكون جاهزة عند إعلانها. كما أن الفلسطينيين يرغبون في أن يتسلحوا بهذه الخطوة، باتفاقهم مؤخرا على تحقيق المصالحة برعاية مصرية رسمية، لإنهاء انقسامهم الداخلي الذي استمر لأربعة أعوام.