قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن شركات استثمارية بحقول الغاز البحرية الإسرائيلية تتفاوض من أجل صفقات إمداد تصديرية محتمل أن تتم قريبًا إلى مصر والأردن بكميات كبيرة عن طريق خط أنابيب، وفقًا لما نقلته عن ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات هذا الأسبوع. وأضافت في تقريرها تحت عنوان: "اقتراب توقيع عقود توريد الغاز الإسرائيلي لمصر والأردن"، أن مسؤولين تنفيذيين ومحللين وضعوا الأسس لصادرات كبيرة من السلع من حقل غاز "تنين" بإسرائيل، في ظل نقص الغاز الحاد في مصر، وتحولها من حكم الإسلاميين إلى نظام عسكري أقل عداء لإسرائيل مقرر له أن يقود البلاد الأسبوع المقبل". وأشارت إلى أن شركتي "نوبل إنرجي" للطاقة ومقرها ولاية هيوستون الأمريكية للطاقة ومقرها الولاياتالمتحدة و"ديليك" الإسرائيلية يقودان زمام مبادرة الاستثمار في مجال المياه العميقة قبالة ساحل "حيفا" الفلسطيني، ويخططان لبدء العمل بحلول نهاية عام 2014 على يتم تصدير الغاز أواخر عام 2017". وتابعت أن "مسؤولين مطلعين بشركتي "نوبل إنرجي" و"ديليك" أكدوا أن مصر والأردن اللتين اعتمدتا حتى وقت قريب على الغاز المصري الرخيص لدعم اقتصادهما، هما أول المرشحين لمبيعات خط الأنابيب القادمة من إسرائيل". وأردفت أن "مصر التي كانت تصدر الغاز بنفسها لإسرائيل في الآونة الأخيرة، قد يكون الغاز الإسرائيلية بالنسبة لها أرخص مصدر للإمداد وأسرع إصلاحاً لصناعة تصدير الغاز المتعثرة". ولفتت الصحيفة إلى أن "الإنتاج توقف في اثنين من منشآت الغاز الطبيعي المسال، كما حولت السلطات المصرية الغاز للشبكة المحلية"، مشيرة إلى أن" انقطاع التيار الكهربائي أضر بالشركات وأثار استياء الرأي العام قبل الانتخابات الرئاسية والمتوقع أن يتولى المشير عبد الفتاح السيسي بعدها قيادة البلاد". واستطردت أنه "في يوم 5 من الشهر الجاري وقعت شركتي "نوبل" و"ديليك" على رسالة لتصدير حوالي 2.5 مليون قدم مكعب من الغاز على مدى 15 عامًا من حقل "تمار" إسرائيل إلى أصغر مصنع للغاز الطبيعي المسال في مدينة دمياط بدلتا النيل والتي تديرها شركة "أونيون فينوسا" للغاز بشكل مشترك مع شركتي اسبانيا للغاز الطبيعي و"ايني" الايطالية. بينما أكدت شركة "نوبل" أنه من المتوقع أن يسفر الأمر عن اتفاق ملزم في غضون ستة أشهر". ورأت الصحيفة أن "عودة الحكم العسكري سهل الروابط القديمة مع إسرائيل". وقالت كاثرين هنتر الباحثة المتخصصة في شؤون شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط لدى IHS، أن مصر وإسرائيل شهدتا صلات تجارية جيدة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بما في ذلك الغاز وبالتالي انعكس هذا التدفق بشكل أكثر منطقية تحت إطار الجيش. وذكرت الصحيفة أن شركتي "نوبل إنرجي" و"ديليك" عقدتا أيضًا محادثات أولية مع مجموعة "بي جي" البريطانية لإعادة الإنتاج بمنشأة الغاز الطبيعي المسال التي تعمل في مصر يناير الماضي، بعدما أعلنت الشركة أنها قوة قاهرة في البلاد لعدم وجود غاز لتشغيل المصنع". وأضافت أن "مصدرًا مطلعًا على المحادثات أكد أن الصفقة لازالت قيد النقاش، ونفس الوضع مع شركة "أونيون فينوسا"، موضحًا أن شركة "بي جي" كانت أكثر حساسية بشكل قليل لما كان يحدث على الساحة السياسية بمصر". وأشارت إلى أن "كلا من شركتي "النبيلة" و"ديليك" رفضتا التعليق على خططها بسبب حساسية المحادثات السياسية. بينما امتنعت شركة "بي جي" عن تأكيد أو نفي أية محادثات مع الشركاء لكنها علقت قائلة: نحن نعمل مع الحكومة وأصحاب المصالح الأخرى في إطار الوضع المقبول في البلاد، وقبل القيام بأية استثمارات إضافية نتأكد من أن مناخ الاستثمار آخذ في التحسن بشكل عام".