كنا نحسب ان زمن المضحكات المبكيات انتهي بمجرد سقوط نظام مبارك , ومنذ لحظة تنحيه , بدأ الناس في البحث عن اشياء مضحكة , وشرعوا في (زغزغة) بعضهم البعض عن طريق اشياء مثل ( الراجل اللي ورا عمر سليمان ) و ( بلوفر شفيق ) و ( الست اللي ورا القذافي ) , وقد حسب هؤلاء أن الكوميديا السوداء انتهت بزوال مبارك ولكن الايام تثبت لنا أن تلاميذ ( نجيب الريحاني ) مازالوا حاضرين بقوة في المجتمع المصري بشكل خاص وفي المجتمع العربي بشكل عام .. اولي المضحكات المبكيات هي الطريقة التي يعامل بها مبارك وبعض افراد نظامه من تدليل و ( تدليع ) و كأنهم مازالوا في السلطة , وأبسط دليل علي كلامي ان مبارك لم ينقل لطرة حتي الان , وهناك ما يشبه " التواطؤ الجمعي " علي مطالب الثورة بمحاكمة مبارك بطريقة عادلة , وهناك دليل اخر يؤكد كلامي وهو ارسال السباعي صاحب قضية ( اللفافة ) الشهيرة للكشف علي مبارك واعطاء تقرير عام عن صحته , وبالطبع صدر تقرير السباعي ليؤكد ان مبارك لا يمكن نقله لان حالته حرجة و حمل كل الجهات المسؤلية اذا توفي مبارك اثناء نقله لمزرعة طرة .. واذا كان هذا هو الحال مع مبارك , ماذا عن فاروق حسني ومفيد شهاب؟ .. نعم أعلم ان جهاز الكسب غير المشروع اعطاهما " صك البراءة " ولا اشكك في قرار الافراج عنهما .. ولكن ماذا عن الفساد والافساد السياسي ؟ ماذا عن مفيد شهاب الذي لم يدخر جهدا من اجل تمرير مشروع التوريث ؟ كلما تحدثت عن وجوب محاكمة هؤلاء بتهمة الافساد السياسي تجد من يرد عليك قائلا : ( لا يوجد لدينا قانون يجرم الفساد السياسي ) .. وللأسف كلام هؤلاء صحيحا .. ولكن لو اردتم بعض الحلول الجذرية فسوف اتقمص دور " فتحي سرور" واقوم " بتفصيل " حل قانوني لهذه المسألة, ولكن يجب عليكم ان تقولوا : موافقة .. الخطوة الاولي ان نقوم بإلغاء العمل بقاعدة ( عدم رجعية القانون ) التي تحمي مبارك ورجاله من امكانية المحاكمة بقانون تم صدوره بعد وقوع الجريمة .. والخطوة الثانية أن نقوم بالموافقة علي مشروع قانون يجرم الفساد السياسي ويعاقب من يمارسه بالاعدام شنقا , ثم نقوم بمحاكمة مبارك ورجاله علي اساس هذا القانون , ولكني اؤكد لكم – بعد ان تخلصت من سرور الرابض بداخلي - انه حل ( غير اخلاقي ) ولا يناسب روح الثورة المصرية التي اندلعت من اجل القضاء علي الظلم .. من الاشياء التي استوقفتني ايضا تصديق الناس لذلك الخبر الذي انتشر علي الانترنت يفيد أن مبارك قرر الترشح للأنتخابات الرئاسية القادمة وأنه ينوي المنافسة بقوة ويثق في فوزه بالانتخابات نظرا لحب الناس له,, الرجل بعد 30 عام من الفساد السياسي وتزوير الانتخابات قرر ان يعتمد علي نفسه ويترشح للرئاسة وينجح بمجهوده لكي يشعر بطعم النجاح ! .. وفور صدور هذا الخبر انهالت التعليقات التي تسب وتلعن في مبارك ونظامه .. ومع ذلك لم يفكر احدهم لحظة في ان كل ما يتمناه مبارك الان ألا يدخل السجن .. ولكن للأسف مازال شبح الرجل يسيطر علي بعض الناس .. مازلنا ايضا مع مبارك , الذي كان عيد ميلاده يوم 4 مايو الماضي , حيث قرر مؤيدوه الاحتفال امام ماسبيرو , إلا ان هناك بعض المعارضين لمبارك جاءوا الي نفس المنطقة فما كان من المؤيدين الا ان رشقوا المعارضين بالحجارة , فرد المعارضين عليهم بطريقة عجيبة حيث قاموا بأخذ " التورتة " التي جلبها المؤيدين لمبارك وقاموا بتناولها هم ! .. وربما كان هذا الرد قاسيا وغير لائق الا انني لا انفي اعجابي بما حدث ! .. ولا أنفي شعوري بالغيظ والاستفزاز من هؤلاء المؤيدين لمبارك بسبب اصرارهم علي تأييد الفساد والظلم والاستبداد والقتل , لدرجة انني فكرت في اصطحاب جمل وبغل وحمارين والذهاب الي ماسبيرو لتفريق هؤلاء ,, إلا انني خفت ان يقاضيني نظام مبارك بتهمة الاعتداء علي حقوق الملكية الفكرية ! من الاشياء العجيبة ايضا ان الدكتور عمرو حمزاوي طالعنا منذ عدة ايام بتصريح اعتقد انني سمعته من قبل عدة مرات , وهو أن ( الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية ) , الشعب المصري أذهل العالم وجعل كل الدول تحترمنا وتثق بأننا جديرين بالديمقراطية الان ان عمرو حمزاوي مازال ينظر للشعب بطريقة غير جيدة , ولا اعرف ما هي مقاييس الجدارة بالديمقراطية لدي الدكتور عمرو حمزاوي ؟ هل يريد ان يذهب الي أحد مقاهي " السيدة " ليجد رواد المقهي يتحدثون عن ( الثورة البوليتارية ) ؟ او يجد مبارزة بين شابين احدهما ماركسي والاخر يدافع عن الامبريالية ؟ .. لا اعتقد ان هذا سيحدث .. ولكن الشعب المصري مدرك لمعني الديمقراطية عن طريق حدسه , ويعلم جيدا انه لا يريد دكتاتورا جديدا , كما انه اصبح مؤمنا بضرورة اختياره لمن يحكمه .. هذه ابسط الاسس التي يمكن ان يبني عليها الشعب ممارساته الديمقراطية القادمة .. ولكن من الواضح ان عمرو حمزاوي لا يستطيع التخلص من افكاره ( الحزب وطنية ) حتي الان , ومن الواضح ايضا انه متأثر باساتذته الكبار ( احمد نظيف ) و ( عمر سليمان ) ... هناك تلميذ اخر من تلامذة الريحاني عاد من جديد للظهور في الاعلام , ومن المفارقات العجيبة ان اسمه ( نجيب ) ايضا ,إنه نجيب جبرائيل الذي ادارت معه " جريدة الاهرم " حوارا صحفيا .. واستمرارا لنهج الاهرام الجديد في الصحافة , قامت بنشر " صورة تعبيرية " لكاميليا شحاتة زاخر بصحبة زوجها وطفلها .. ومن الغريب ان من ظهرت في الصورة ليست كاميليا وانما هي تلك الفتاة التي ظهرت في ذلك الفيديو " المريب " .. وصرح الاستاذ نجيب ان كاميليا لا تريد ان تظهر في الاعلام اطلاقا وان الادعاءات التي تؤكد اسلامها من وحي خيال قائليها وهو كلام غريب يحتاج للكثير من الماء لابتلاعه وللكثير من ( الزبادي) لهضمه , ومع ذلك قامت الاهرام بنشر كلام " جبرائيل " باعتباره حقائق لا تقبل النقاش .. سأظل اقولها في كل مقالاتي : ( إعلام الكنتاكي لا مكان له بعد الثورة ) اخر خبر سمعته وأدهشني هو اعتزام جماعة الاخوان المسلمين إنشاء فريق لكرة القدم للمنافسة علي الدوري والكأس .. وفي هذه الحالة ارجو ان يتقبل اعضاء الجماعة نقدي بصدر رحب .. لست ضد انشاء فريق لأي شخص أو لأي جهة .. ولكن لو افترضنا ان فريق " الاخوان " حصل علي ركلة جزاء " فشنك " فهل سيقوم اللاعبين بتنبيه الحكم انها ليست صحيحة ؟ .. بإفتراض ان الاخوان حكموا مصر , وباعتبار انني " اهلاوي " فهل سيتم تصنيفي علي انني " معارض شرس " ؟ ولو افترضنا ان الاخوان خسروا بطولة هامة بسبب خطأ تحكيمي .. فهل سيعتبرون الحكم من " عملاء امن الدولة " ؟ .. سؤال اخير .. ماذا سيحدث بين الجماهير في مباراة الاخوان مع فريق الجونة "الذي يمتلك حزبا هو الاخر" ؟ .. تبدو تساؤلاتي سخيفة من وجهة نظر البعض , ولكني أري ان هذا القرار غير مناسب , لأن فكرة ادخال فريق له علاقة بجماعة دعوية الي نشاط مليئ بالشتائم والتعصب والتمثيل احيانا هي فكرة في غير محلها , وأرجو من شباب جماعة الاخوان ان يعارضوا هذه الفكرة لانها غير متماشية مع فكر الجماعة من وجهة نظري المتواضعة .. وعلي الصعيد العربي مازال القذافي مصرا هو ونظامه علي الظهور في زي "المهرجين" .. حيث اذاع التلفزيون الليبي امس لقطات مصورة لببغاء "يؤيد العقيد الليبي معمر القذافي " وظل الببغاء يهتف " الله .... ليبيا ... معمر " وهذا الامر حقيقي 100% ويمكنكم البحث عن الفيديو ومشاهدته .. والسؤال هنا : ماذا نفعل لكي نتخلص من " جمعية اصدقاء الكوميديا السوداء " ؟