تقدم ممدوح إسماعيل عضو مجلس نقابة المحامين و14 محاميا من أعضاء اللجنة العامة لحقوق الإنسان بالنقابة بمذكرة للسفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي طالبها فيها- بصفتها ممثلة للولايات المتحدة- بالاعتذار العلني والرسمي عن حكومتها إزاء ما تعرضت له جثة أسامة بن لادن زعيم "القاعدة" مطالبين بإظهاراه لدفنها فى مقابر المسلمين، عارضين تسلمها ودفنها بالقاهرة طبقًا للشريعة الإسلامية. يأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت مبكر صباح الاثنين نبأ مقتل أسامة بن لادن، ولاحقًا أكدت الإدارة الأمريكية أنه تم إلقاء جثة زعيم "القاعدة" بالبحر بعد وضعها فى حقيبة ثقيلة، فيما برر المسئولون الأمريكيون عدم عرض صوة لجثته بما حدث بها من تشوهات شديدة جدًا. واعتبر المحامون إن إلقاء الجثة في البحر وتشويهها هو تعمد واضح من الإدارة الأمريكية لإهانة المسلمين بعدم مراعاة الدفن الشرعي له كمسلم، بخلاف تعمد تشويه الجثة، مرجعين اهتمامهم إلى الإخوة ونصرة حق المسلم والدفاع عن حرمة ميت مسلم، بما يتفق مع المادة الثانية في الإعلان الدستوري الحاكم للبلاد وهي "أن الإسلام دين الدولة الرسمي واللغة العربية اللغة الرسمية والشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع". وأكدوا أن الشريعة الإسلامية قامت بتكريم الميت لتمييز قيمة الإنسان في الإسلام عن غيره حتى وهو ميت، وهذه الحقوق بمثابة وجه من وجوه التآخي والتحاب في الإسلام، وحرمة المسلم بعد موته باقية كما كانت في حياته، وأن الأصل المقرر شرعا هو احترام المسلم وعدم أهانته حيا وميتا، ووجوب دفنه ودفن ما وجد من أجزائه من عظم وغيره، لقوله تعالى: "وَلَقَد كَرَّمنَا بني آدم". واستدل المحامون بموقف الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي انتقد بشدة التخلص من جثة زعيم "القاعدة" عبر إلقائها بالبحر، معبرًا بصورة واضحة لا لبس فيها عن رفضه بصفته مسلم ورئيس أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم لهذا الفعل المشين مع جثة مسلم. كما تقدم أعضاء اللجنة العامة لحقوق الإنسا أيضا بشكوى للدكتور نبيل العربي وزير الخارجية المصري ضد الرئيس الأمريكي بارك اوباما والسفيرة الأمريكية بالقاهرة. وطالبت باستدعاء السفيرة الأمريكية بصفتها ممثلة للولايات المتحدة ومواجهتها بتهمة انتهاك حرمة الموتى والتمثيل بجثة مسلم وإهانة مليار ونصف مليون مسلم ومنهم 80 مليون هم الشعب المصري المسلم. ودعت اللجنة إلى إظهار الجثة مبدية استعدادها لتسلمها ودفنها بالقاهرة حسب الشريعة الإسلامية، والتأكيد على حتمية اعتذار الرئيس الأمريكي والسفيرة الأمريكية بالقاهرة عن واقعة إلقاء الجثة وتشويهها. ويقول المسئولون الأمريكون إن بن لادن الذي لم تظهر جثته إلى العلن حتى الآن قامت القوات الأمريكية بدفنه في البحر من على ظهر حاملة طائرات أمريكية في شمال بحر العرب بعد اتمام الغسل وإجراءات الدفن وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.