ركزت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية على تلميح الحكومة النيجيرية إلى أنها تدرس تلبية مطالب من جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة لإطلاق سراح معتقلين تابعين لها, مقابل فتيات المدارس المختطفات منذ الشهر الماضي. وأشارت الصحيفة في تقرير لها في 14 مايو إلى أن إمكانية مقايضة الفتيات المختطفات برزت بعد نشر "بوكو حرام" شريط فيديو يظهر نحو 130 فتاة من أكثر من 200 أسيرة في منطقة أحراش، وهو أول دليل علني على وجود الفتيات لدى الجماعة، وقد صاحبت الفيديو رسالة من زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو قال فيها :"لن نطلق سراحهن أبدا إلى أن تطلقوا سراح إخوتنا". ونبهت الصحيفة إلى الإشارات المختلطة الواردة من السلطات النيجيرية بشأن دراسة كل الخيارات لتحرير الفتيات، وقالت إن هذا الأمر يعكس شكوكا متزايدة في قدرة الحكومة على إنجاز أي نوع من الإنقاذ للفتيات, دون تعريض الرهائن للقتل. وختمت بأن أي عملية مقايضة للفتيات ستكون محرجة للسلطات البريطانية والأميركية, التي تعاون الحكومة النيجيرية بعملياتها العسكرية ضد "بوكو حرام", نظرا لأنهما تعارضان رسميا أي نوع من التنازلات للخاطفين. وكانت جماعة بوكو حرام اختطفت 276 تلميذة من مدرسة ثانوية في قرية شيبوك بولاية بورنو في شمال شرقي نيجيريا في 14 إبريل الماضي, في حادثة أثارت غضباً عالمياً. ولم يتبق في قبضة الجماعة إلا 223 تلميذة عقب فرار 53 منهن مطلع مايو, وألمحت حكومة نيجيريا في 13 مايو إلى استعدادها للتفاوض مع "بوكو حرام". وقال وزير المهام الخاصة تنيمو توراكي إن "نافذة التفاوض لا تزال مفتوحة". وجاء تصريح الوزير النيجيري بعد يوم من نشر زعيم "بوكو حرام" أبوبكر شيكاو تسجيلاً مصوراً عرض فيه الإفراج عن الفتيات المختطفات مقابل إطلاق سراح معتقلين من الحركة في سجون نيجيريا. وجاء إبداء الحكومة النيجيرية استعدادها للتفاوض متزامناً مع إيفاد الولاياتالمتحدة قائد قواتها في إفريقيا إلى نيجيريا لإجراء مباحثات مع السلطات هناك من أجل إنقاذ التلميذات المختطفات. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن الجنرال ديفد رودريغيز موجود في نيجيريا "لمناقشة المساعدة الأميركية في عمليات البحث وكذلك كل أوجه التعاون" بين القوات الأميركية والنيجيرية. وستتناول محادثات رودريغيز خصوصاً تحديد اتفاق للسماح للولايات المتحدة بأن تتقاسم مع نيجيريا المعلومات التي ستحصل عليها بفضل طائرات التجسس ومصادر أخرى. ويأتي الإعلان عن زيارة قائد القوات الأميركية في إفريقيا إلى أبوجا في 13 مايو بعد أقل من يوم من إعلان بدء طائرات مراقبة أميركية في التحليق فوق شمال نيجيريا للمساعدة في البحث عن المخطوفات. وإلى جانب الفريق الأميركي، كان فريق من خبراء فرنسيين قد وصل نيجيريا للمساعدة في الجهود المبذولة لتحرير المخطوفات. وسيعمل هؤلاء على جمع معلومات من السكان وتحليل صور الأقمار الصناعية، لينضموا بذلك إلى خبراء بريطانيين أيضا. وكان الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان استبعد في وقت سابق عقد صفقة لإطلاق سراح الفتيات عقب اجتماع مع قادة الأمن في العاصمة أبوجا. وطلب جوناثان في رسالة موجهة إلى مجلس الشيوخ النيجيري "البرلمان" تمديد حالة الطوارئ السارية منذ عام في شمال نيجيريا, الذي تنشط فيه بقوة جماعة بوكو حرام.