عودتنا الجماعة الاسلامية دائما على تدشين أنشطة وفعاليات تنم فعلا عن عمق حب الوطن في قلوب قادتها وأبنائها وهذا خير مؤشر على تجرد هذه الجماعة لله وحبها لمصرنا الحبيبة وتعد حملة مواجهة قتل المتظاهرين والتكفير والاعتداء على رجال الشرطة من أروع البرامج الذي تواجه به الجماعة أزمات الواقع المصري على المستوى الفكري غير ان لنجاح هذه الحملة لابد من تناغم خطاب الجماعة وانتهاجه سبيلا يؤدي في النهاية الى النتيجة المأمولة وهي التصدي للتكفير خاصة ولأنه لا يمكن لا يستقيم ابدا على مستوى التأصيل ان تؤصل لخطاب يؤول الى التكفير ثم تدشن حملة تواجه التكفير ولكي اكون مباشرا أقول إن الجماعة الاسلامية اعتمدت في خطابها الاعلامي العام وعلى لسان قادتها(الشيخ اسامة حافظ- الدكتور صفوت عبد الغني) ان ما حدث في مصر من انقلاب على الشرعية هو حرب بواح صريحة وواضحة ضد الاسلام وتلك قضية في غاية الخطورة وتؤسس بقوة لخطاب تكفيري شديد الخطورة كما انها تتنافى مع اهداف الحملة لأن الحرب على الإسلام صفة كفرية صريحة وغير ملتبسة ولا يخفف من حدة الصفة إحالتها الى ما يعرف بقضية اقامة الحجة والقول أن هذه القناعة لا تؤدي الى التكفير لأننا نفرق بين الحكم العام والحكم المعين لأن من المستقر لدى العلماء أن اقامة الحجة لا تكون إلا في المعاني الملتبسة أو التي يخفى دليلها أو التصرفات النسبية التي تختلف باختلاف الزمان والمكان وأن ثمة ألفاظا لا تقتضي إقامة الحجة بالضرورة كالاستهزاء بالله او القرآن او كره الاسلام او اعلان الحرب عليه يقول الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف في نواقض الإيمان القولية والعملية: (إقامة الحجة ليس لكل مسألة مطلقاً، فهناك أمور كالمسائل الظاهرة مما هو معلوم من الدين بالضرورة لا يتوقف في كفر قائلها، ولذا يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ومسألة تكفير المعين مسألة معروفة إذا قال قولاً يكون القول به كفراً، فيقال من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص المعين إذا قال ذلك لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس ... وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: إن الذين توقفوا في تكفير المعين في الأشياء التي قد يخفى دليلها، فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية من حيث الثبوت والدلالة،) ومن ثم فلا معنى لقول الجماعة أنها تطلق القول بحرب الاسلام ثم تقول لا يلزم التكفير عن ذلك القول إلا بعد اقامة الحجة لأنه لا حجة في الحرب على الاسلام وبناء على ذلك الجماعة بين أمرين لا ثالث لهما إما أن تقول وتصر:هم قوم حاربوا الاسلام وقتلوا أهله وبذلك هم كفار ومن ثم فلا معنى للحملة وتوقفها توفير للجهود والأوقات وإما أن تقول: لا هم لم يحاربوا الاسلام الذي نعرفه وأن الدافع كان شيئا غير حرب الاسلام. فهذا الذي نقول به وهو ان الخلاف سياسي بمعنى تردد الامر بين المبدأ والممارسة وهو اقرب الى الفتنة وأنهم فعلوا ما فعلوا لأسباب سياسية وليست دينية أما استدلال البعض بحرق إخواننا في رابعة والنهضة على حربهم للإسلام فمن المعلوم أن مباشرة القتل في حد ذاته ليس دليلا على حرب الاسلام فقد قتل الصحابة بعضهم بعضا فهل كفرهم أحد فقتل المسلمين في رابعة والنهضة لم يكن على اساس موقفهم الديني وإنما على اساس تبنيهم لموقف سياسي وهذا حدث مع كل اطياف النسيج السياسي في مصر