ذكرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إن ظاهرة الروبوتات المستقلة المصممة للفتك بالإنسان، والتي تناولتها أفلام الخيال العلمي بهوليود قبل أن تصبح واقعا، تثير تساؤلات استراتيجية وأخلاقية وقانونية ملحة على المجتمع الدولي. ورصدت المجلة - في تقريربثته على موقعها الإلكتروني - رغبة البنتاجون في حيازة هذا السلاح غير البشري، الذي هو امتداد للطائرات بدون طيار التي كانت بالأمس ظاهرة، وقالت إن البنتاجون يبحث تقليص التواجد البشري اللازم لضبط هذه الروبوتات تمهيدا لخروج العنصر البشري تماما من الدائرة. ورأت المجلة أن رغبة البنتاجون في حيازة هذه الروبوتات لا ينبغي أن تعني بالضرورة سماح واشنطن باستخدامها كسلاح، ودعت "فورين أفيرز" واشنطن إلى السبق في صياغة مسودة اتفاقية دولية جديدة لحظر استخدام هذه الروبوتات القاتلة وغيرها من هذا النوع من نظم الأسلحة .. ورأت أن أنسب وقت للدفع في اتجاه هذه الاتفاقية هو بعد غد الثلاثاء 13 مايو الذي يتزامن مع حضور 117 دولة في جنيف لبحث قضية الروبوتات القاتلة بالأمم المتحدة.. وقالت إن هذه فرصة سانحة لكي تقف أمريكا وتقول للعالم إن البشر يجب أن يظلوا ممسكين بزمام الأمور عندما تتعلق بالحرب والسلام. ونوهت المجلة الى أن كلا من الصين وإسرائيل وروسيا وبريطانيا وأمريكا، بالإضافة إلى 50 دولة أخرى، وضعت بالفعل خططا لتطوير ترسانتها من الأسلحلة الآلية، ومنها الروبوتات القاتلة.. ورصدت المجلة إحراز الصين سبقا في هذا المضمار على كل من عداها من الدول المتسابقة؛ مشيرة إلى أن بكين عرضت 27 طرازا مختلفا من الطائرات بدون طيار عام 2012. وأشارت في هذا الصدد إلى استخدام عدد من الدول لتلك الروبوتات، ومنها كوريا الجنوبية التي تستخدمها لأغراض أمنية في المنطقة منزوعة السلاح بينها وبين جارتها الشمالية، ونوهت عن أن هذه الروبوتات تستطيع تتبع أهداف عبر أجهزة استشعار باستخدام الأشعة تحت الحمراء. ورصدت المجلة تطوير إسرائيل لطائرة مسلحة بدون طيار تعرف باسم "هاروب" والتي تستطيع تتبع أهدافها عبر جهاز كشف خاص. وعزت "فورين أفيرز" إصرار الجيوش على استخدام مثل هذه الأنظمة الروبوتية إلى حرصها على تجنيب عناصرها البشرية للخطر.. لكن أعطال هذه الأسلحة المبرمجة أثناء استخدامها من شأنه أن يتسبب في أخطار أشد وطأة، بحسب المجلة. وعلى الصعيد الأخلاقي، رأت أن الحرب الآلية من شأنها محو كافة الخطى الطويلة التي مشتها البشرية على طريق التحضر والسلام ونبذ العنف والتي قامت على أساسها هيئات دولية كالأمم المتحدة. ورأت "فورين أفيرز" أنه ينبغي على واشنطن العمل على حظر هذه الأسلحة الآلية الفتاكة للبشر، قبل أن تصبح الروبوتات القاتلة واقعا غير مقبول غدا بعد أن كانت بالأمس فكرة غير معقولة.. وقالت المجلة إن الفرصة سانحة والوقت ضيق.