أثارت مبادرة "مشوار الألف ميل للمصالحة مع الإخوان المسلمين"، التي تقدم بها الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، ردود فعل متباينة من جانب أنصار النظام الحالي ومعارضيه، على المبادرة التي لم تطرحها بنودها حتى الآن، مع إبداء تحفظات من كلا الجانبين. وقال الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين العام المساعد لحزب "النور"، إن "الحزب يؤيد أي مبادرة للخروج من الأزمة الحالية، حيث إن الاستقرار الاقتصادي والسياسي في حاجة لمبادرة للم الشمل، والبلد في حاجة للاستقرار". وأضاف أنه توافرت إرادة سياسية من الإخوان والنظام سنخطو خطوات متقدمة للأمام، وإذا ما قرر الإخوان أن يخطو خطوات في سبيل استقرار البلاد ستحل الأزمة. وتابع: "لو تمسك الإخوان بمطالبهم بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي وشرعيتهم فلن تكون هناك مصالحة بينهم وبين النظام الحالي". وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، خبير النظم الانتخابية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن "عودة الإخوان للممارسة السياسية مرفوض، ولكن نبارك عودتهم للمجال الدعوي والاجتماعي". وأضاف أن "الإخوان يطالبون بأمور تجاوزت الأحداث على الأرض، فالدستور والرئاسة والبرلمان أمرهم أصبح محسومًا، ولا نية للرجوع للوراء". وتابع: "أي مبادرة للصلح مع الجماعة ينبغي أن تشمل فقط عودتهم للمجالين الدعوي والاجتماعي وليس السياسة، ووقفهم للمظاهرات. وأشار ربيع إلى أن "الأحزاب التي تدور في فلك الجماعة السياسي، والتي لا ترتبط بالدم لايمكن تضييق الخناق عليها، ومرحبًا بها في السياسة"، على حد تعبيره. من جانبه، وصف الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم "الجبهة السلفية"، والقيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الدكتور سعد الدين إبراهيم بأنه "رجل محسوب علي الولاياتالمتحدة، وهو شخصية غير اعتبارية، وهو يمثل عراب الانقلاب في الغرب، ويريد أن يثبت للنظام الأمريكي بأنه رجل المصالحات في مصر". ورحب سعيد بالمبادرات التي تحل الأزمة وتسعي للمصالحة الوطنية، في سبيل شمولها لمبادئ تطهير الفساد والحفاظ علي حقوق الشهداء والقصاص، مشيرًا إلى أن الكرة في ملعب النظام الحالي. وأكد أن التحالف لن يتحفظ علي الجلوس علي طاولة مفاوضات مع سلطة الانقلاب، حيث إن الدول الأعداء يجلسون سويًا على طاولة مفاوضات فما بال أبناء البلد الواحد. وأوضح سعيد، أن مرسي شرعيته لا تفاوض عليها، وأنه لولا انقلاب 3 يوليو ما كانت ستسقط كل هذه الدماء وما وصلنا لهذه الدرجة.