أرسلت أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن، الأب الروحي للجهاديين في مصر، رسالة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ناشدوا فيها التدخل للإفراج عن الشيخ الضرير المعتقل بالولاياتالمتحدة منذ عام 1993، بعد أن أشادوا بالدور الذي قامت به القوات المسلحة في ضمان استقرار مصر وفي الاستجابة لمطالب الشعب العادلة منذ 25 يناير حتى الآن. وأعربت عن أملها في أن تلقى قضيته الدعم والمساندة من المشير طنطاوي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يتولى حكم مصر، حتى يتم إنهاء معانة الشيخ البالغ من العمر 73 عامًا بالسجون الأمريكية، وأن يتم تسليمه إلى مصر لكي يقضي آخر أيامه بين أهله وبني وطنه. وأكدت الأسرة في رسالتها أن الشيخ الذي أيد مبادر وقف العنف في مصر عند إطلاقها قبل سنوات يعاني جملة من الأمراض علاوة على كونه كفيف البصر، ومن بين تلك الأمراض السكري والضغط، ولا يشعر بأطرافه، ولا يتحرك إلا على كرسي متحرك بسبب ما أسمته المعاملة السيئة التي يلقاها في سجنه لا لشيء إلا لكونه رجل دين مسلم، بحسب الرسالة. وأضافت أن عبد الرحمن وهو أستاذ بجامعة الأزهر يعاني داخل محبسه، حيث وضعه الأمريكيون داخل زنزانة انفرادية منذ ثمانية عشر عامًا لا يكلم أحدًا ولا يكلمه أحد ويخدم نفسه في كل شيء حتى في غسل ملابسه، على الرغم من ظروفه الصحية وإعاقته البصرية. وأكد أن عودة الشيخ عمر إلى مصر بعد أن أعلن من سجنه تأييده ودعمه لمبادرة وقف العنف التي أطلقتها "الجماعة الإسلامية" في مصر وكان خير سند لها سيرسخ من اتجاه التيارات الإسلامية الجهادية نحو العمل السلمي بعيدًا عن الغلو والتطرف والتشدد. وختمت الأسرة رسالتها للمشير طنطاوي بالإشارة إلى أنها كانت قد تقدمت بطلب إلى نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك وتم الرد عليها بأنه لا يوجد مانع من مجيئه, لكن المسئولين وقتذاك قالوا إنهم لن يطالبوا الإدارة الأمريكية أن تسلمه إلى مصر. واعتبرت أن هذا الموقف كان "هروبا دبلوماسيا حتى لا يتدخل نظام مبارك ويطالب بالإفراج عن الشيخ الضرير، خاصة وأن أمريكا لن تسلمه إلا إذا طلبت مصر تسليمه، وفقا لما أكده المحامي الأمريكى ووزير العدل الأسبق رمزي كلارك". وناشدت الأسرة المشير طنطاوي العمل على إرجاع الشيخ المريض الضرير الكبير في السن إلى أهله وأولاده, وقال إن هذه الخطوة ستقابل بالشكر والامتنان والعرفان من جميع محبي الدكتور عمر عبد الرحمن. والشيخ عمر عبد الرحمن (73 عاما) التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وكان الأول فى دفعته تم تعيينه في وزارة الأوقاف إمامًا لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على درجةالماجستير ثم حصل على الدكتوراة الفخرية بجامعة الأزهر الشريف، وكانت عنوان الرسالة "موقف القرآن من خصومه" والتى كانت لها صدى واسعًا ونال بها درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى - عمل معيدًا بكلية أصول الدين ثم أستاذًا بها بجانب نشاطاته الدعوية. أوقف عن العمل في الكلية عام 1969، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل, واستمرت المضايقات على هذا الحال، حتى تم اعتقاله في 13/10/1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970. واستمر المنع حتى صيف 1973 حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر. وفي سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ التى فعلها الرئيس أنور السادات، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2/10/1984. ونظرا للتضييقات الأمنية فى مصر اضطر للسفر إلى الولاياتالمتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، وهناك تم اتهامه ومحاكمته بتهمة التحريض على تنفيذ تفجيرات أوكلاهوما بالولاياتالمتحدة عام 1993، ومنذ ذلك الحين أودع السجن حيث صدر في عام 1995 حكمًا بسجنه مدى الحياة.