فى أول مظاهرة لها منذ ربع قرن نظم أعضاء الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد مظاهرة حاشدة تزعمها الشيخ عبود الزمر والدكتور صفوت عبد الغنى والدكتور عصام دربالة وعدد كبير من مشايخ وعلماء الأزهر للمطالبة بالإفراج عن الأب الروحى للجماعات الإسلامية الدكتور عمر عبد الرحمن المسجون منذ حوالى 18 عام فى السجون الأمريكية بتهمة التحريض على الإرهاب عقب تفجير المركز التجارى العالمى فى أوكلاهوما عام 1993 , وبدأت المظاهرة عقب صلاة الظهر فى مسجد عمر مكرم وتوجهت إلى مقر السفارة الأمريكية فى جاردن سيتى بمشاركة جميع الفصائل الإسلامية ومشايخ الأزهر كممثليين للمؤسسة الدينية الرسمية التى ينتمى إليها الشيخ عمر عبد الرحمن الذى يعد أبرز وأشهر علمائها بالإضافة إلى عدد كبير من السيدات المنتقبات والمحجبات , وقد غابت الشرطة عن الظهور فى المشهد, فى حين فرض الجيش حصارا محكما على جميع الشوارع المؤدية إلى مقر السفارة الأمريكية وقام بوضع حوائط بشرية من قواته والمتاريس الحديدية لمنع المتظاهرين من الوصول للسفارة , أما الإسلاميون فقد إرتفعت هتافاتهم بالشعارات التى تطالب إدارة الرئيس الأمريكى أوباما والمشير طنطاوى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإفراج سريعا عن الشيخ الضرير من ظلمات السجن الأمريكى , من بين الهتافات التى رددها المتظاهرون " الشعب يريد عمر عبد الرحمن " , ويا مشير يامشير شيخنا عمر لسه أسير , أمريكان يا أمريكان .. إنتهى عهد الطغيان , يا أزهرنا يا حبيب .. عمر مش لاقى الطبيب , وقد ألقى الشيخ عبود الزمر خطابا أكد فيه على ضرورة أن تسرع الإدارة الأمريكية بالإفراج عن الشيخ عمر , وان تعيد إدارة أوباما النظر فى علاقات امريكا بالأمة الإسلامية بصفة عامة والإسلاميين بصفة خاصة , وأكد الزمر أن الإفراج عن الشيخ عمر يساهم فى إستقرار الأمن القومى لمصر وطالب الشعب المصرى بالحذر من الفتنة التى يحاول إشعالها فلول نظام مبارك , ووجه الزمر خطابه إلى الاقباط وقال " أطمئن إخوانى الاقباط وأؤكد لهم أنهم سيشهدوا منا حسن المعاملة " وشدد على أن نظام مبارك هو الذى كان يشعل الفتن الطائفية , أما خالد الشريف أمين عام التجمع الوطني لحماية الثورة فقد طالب الإدارة الأمريكية بالإعتذار للشعب المصرى عما إرتكبته فى حق عمر عبد الرحمن بعد أن سجنته بتهم ملفقة , وأعلن الشريف عن مهلة لمدة شهر لأمريكا وإذا لم تفرج خلاله عن الشيخ الضرير سيتم الدعوة لمظاهرة مليونية ستخرج من الأزهر ضد أمريكا , اما الدكتور صفوت عبد الغنى فقد قال " إذا أرادت أمريكا المصالحة مع المسلمين فعليها أن تفرج عن عمر عبد الرحمن " وأكد أنه إذا لم يتم الإفراج عن الشيخ عمر فإن كل الخيارت ستكون مفتوحة أمام الإسلاميين إلا أنه شدد على أن جميع هذه الخيارات سلمية وبعيدة تماما عن العنف , اما منتصر الزيات فقد إتهم نظام مبارك بتدبير المؤامرات والضغط على أمريكا لسجن الشيخ عمر وعدم الإفراج عنه , مشيرا إلى أن مبارك تدخل لإفشال صفقة كانت على وشك أن تحدث بين أمريكا وإحدى الدول العربية للإفراج عن الشيخ وترحيله للإقامة على أراضيها .