بدأ كبار مسئولي النظام السابق المحبوسين احتياطيًا داخل سجن طره التأقلم على حياتهم الجديدة، بعد أن اجتازوا أزمة الأيام الأولى داخل السجن والذي كان يمثل لهم ولا يزال لبعضهم قبر دفنوا فيه أحياءً، لكنه بمضي الأيام ومع قدوم وافدين بدوا أكثر تقبلاً لوضعهم يحذوهم الأمل في أن يجدوا طريقهم إلى الحرية. وكشفت مصادر مطلعة بسجن ليمان طرة ل "المصريون"، أن الحالة النفسية للوزراء السابقين المحبوسين أصبحت جيدة وتأقلموا على وضعهم الجديد، حيث قالت إن حالة أنس الفقي وزير الإعلام السابق وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وزهير جرانة وزير السياحة السابق وأحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب "الوطني"، وإسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق قد تحسنت كثيرًا عن ذي قبل على عكس جمال وعلاء مبارك نجلي الرئيس السابق وزكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق وأحمد المغربي وزير الإسكان السابق وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق. لكنهم لا يزالون يتعاملون على أنهم "ضيوف" من أصحاب المقامات الرفعية، إذ أن جميع طلبتهم يتم تلبيتها، فوجبات الطعام تأتي يوميًا من خارج السجن في مواعيد ثابتة يوميًا، وهو تبرره إدارة السجن بأنه إجراء قانوني طالما المتهمين لا يزالون رهن التحقيق ولم يصدر ضدهم أي حكم. ولكل واحد من هؤلاء طعامه المفضل الذي يأتي غالبًا من أحد الفنادق الخمسة نجوم، وفي اليوم الأول من دخولهم السجن يوم الأربعاء الماضي لم يأكل جمال وعلاء مبارك أي طعام واكتفيا بشرب المياه المعدنية، حيث دخل معهم ثلاثة كراتين مياه حجم لتر ونصف. وفي اليوم التالي، تناولا في الإفطار "كورن فليكس" بالحليب، وبيضة مسلوقة لكل منهما، ومربى تين وخبز "توست"، إضافة إلى قهوة فرنساوى، وفي الغداء تناولا فراخ برياني وشوربة لسان عصفور ومكرونة، إضافة إلى تفاحة لكل منهما، وفي العشاء جبنة سويسري وكوب زبادي وشاي بالحليب. أما حبيب العادلي فيتناول في الإفطار عصير برتقال وبيض مسلوق من واحدة إلى اثنتين ومربى وقهوة، وقد تناول في اليوم الثالث من احتجازه على الغداء صيادية سمك بالأرز وسلاطة بالمودزاريلا، فيما يتناول زكريا عزمي في إفطاره بيض مقلي وجبنة بيضاء وعيش شامي وقهوة، إضافة إلى قيامه بتدخين السيجا، ولوحظ أنه لا يتناول وجبة الغداء، لكن في العشاء يأكل جبن قريش ومربى خوخ وكوب حليب. في حين أن أحمد عز دائم الجلوس مع أنس الفقي ويتناولان وجباتهم معا، إضافة إلى أحمد المغربي في أحيان كثيرة، وإفطارهم المفضل هو عبارة عن فول مدمس بالزبدة مع جبن ومربى وعيش سن وعيش شامي، وأحيانا تفاحة مع قهوة وسندوتشات زبدة أو سندوتشات قشطة بالعسل الأبيض. وكان عز أقام منذ عدة أيام مأدبة غداء لزملائه وبعض المساجين الجنائيين أحضر فيها كباب وطرب وفراخ مشوية وقبلها أحضر استاكوزا وجمبري وأسماك متنوعة، أما عشاء عز والفقي فهو عبارة عن جبن وزبادي. لكن زهير جرانة يبدأ يومه بتدخين سيجارة، وبعدها يتناول كرواسون وجبنة وقهوة، ثم يقوم بتدخين سيجارة أخرى، ويعوض وجبة الإفطار لالغداء حيث يتناول أكلات دسمة فهو يعتمد على صواني الفراخ بالفلفل الرومي أو الكفتة التركي أو الفراخ الكاري، والعشاء زبادي فواكهة بالعسل الأبيض وقبلها بيضة مقلية وكابتشينو. والأطعمة تأتي ساخنة، لأنها إما مغلفة بورق حراري أو داخل صناديق بلاستيكية تحفظ درجات الحرارة لساعات، مؤكدا أن الأطعمة تأتي في أوقات ثابتة وهناك مساجين يقومون بخدمة هؤلاء المسئولين في مقابل مادي وتناول ما يتبقى من أطعمة.