قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها في 23 إبريل إن روسيا تجاهلت تحذيرات واشنطن, ولم تأبه باتفاق جنيف بشأن أوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يهدد بغزو أوكرانيا بعشرات آلاف الجنود الروس المنتشرين منذ فترة قرب الحدود الأوكرانية، وذلك بدعوى إنقاذ شرقي أوكرانيا من الفوضى. وتابعت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجاهل أيضا بشكل مستمر كل "الخطوط الحمر" والتحذيرات التي تطلقها إدارة أوباما، وأن المساعدات الأمريكية غير القتالية لأوكرانيا ليس من شأنها وقف الغزو الروسي، أو حثّ بوتين على تنفيذ ما جاء في اتفاق جنيف الأخير. وأجرت وحدة عسكرية روسية تدريبات في 22 إبريل بالقرب من الحدود الأوكرانية, بالتزامن مع إعلان كييف استئناف عملياتها العسكرية ضد المسلحين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، في حين هددت واشنطن بفرض مزيد من العقوبات على موسكو إذا لم تقم بإجراءات إيجابية لنزع فتيل التوتر بالمنطقة. واستخدم جنود الوحدة مركبات النقل العسكرية لعبور نهر في منطقة جنوبي روسيا، وتقول موسكو إنها تجري تدريبات فقط في هذه المناطق وسط مطالب أميركية لها بسحب قواتها القريبة من الحدود مع أوكرانيا. وأعقب ذلك, إعلان الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف استئناف عملية "مكافحة الإرهاب" ضد المسلحين الموالين لروسيا شرقي البلاد، وذلك بعد العثور على جثتين إحداهما لنائب محلي لحزب "باتكيفتشينا" المؤيد للغرب بزعامة يوليا تيموشينكو والذي ينتمي إليه الرئيس أيضا. وقد ارتفعت حدة التوترات العسكرية في المنطقة بعد تعرض طائرة مراقبة أوكرانية لإطلاق نار مساء الثلاثاء الموافق 22 إبريل, بينما كانت تحلّق فوق مدينة سلافيانسك التي يسيطر عليها مسلحون موالون لروسيا. وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الطائرة العسكرية تعرضت لعدة طلقات دون إصابة أحد من طاقمها، مضيفة أن الطائرة عادت إلى قاعدتها وأنها لا تزال صالحة للاستخدام. وفي هذه الأثناء، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره الروسي سيرجي لافروف خلال مكالمة هاتفية في 22 إبريل عن "قلقه العميق" من عدم اتخاذ موسكو ما وصفها بالإجراءات الإيجابية الكافية لنزع فتيل التوتر في الأزمة الأوكرانية، بحسب مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية. وأضاف المسؤول, في تصريحات لوكالة "رويترز", أن كيري هدد بفرض عقوبات مشددة, إذا لم تبادر إلى تحقيق تقدم على صعيد تطبيق اتفاق جنيف الذي أبرم الأسبوع الماضي، وينص خصوصا على نزع أسلحة "المجموعات المسلحة غير الشرعية" وإخلاء المباني التي تحتلها هذه المجموعات، سواء تلك الموالية للغرب في كييف أو الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا. وقبل ذلك, حذر جو بايدن نائب الرئيس الأميركي روسيا من احتمال تعرضها "لمزيد من العزلة" في حال استمرت على سياستها الداعمة للانفصاليين في أوكرانيا.