جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا زمان الظلم يا فرعون ولي وزالت دوله المتجبرين مبروك لمصر حمدا لله علي سلامتك يا مصر شكرا لتونس وشكرا للجزيرة جزي الله شباب الثورة خيرا علي وعلي وعلي الصوت دم الشهدا مش ها يموت دم الشهداء لن يذهب هدرا دوله الظلم ساعة ودوله العدل إلي قيام الساعة. هذه الجمل وغيرها الكثير كانت كلمات لهجت بها السنه الكثير من المصريين والعديد من الشعوب العربيه اثر إعلان اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهوريه السابق خبر تخلي محمد حسني مبارك عن منصبه وتولي المجلس الاعلي للقوات المسلحه إدارة شؤن البلاد فكانت فرحه عارمه لا توصف من جموع الشعب المصري بمختلف طوائفه وعلي اختلاف توجهاته ففي شوارع وميادين مصر كلها من الاسكندريه إلي أسوان تجد الكل فرحا مسرورا بما حققوة متنصر عظيم فتجد حين تتفقدهم المتعلم والأمي والمثقف والجاهل والطبيب والفلاح والمسلم والمسيحي والإسلامي واليساري والليبرالي والعلماني والاشتراكي والرأس مالي الكل فرح ومبتهج بهذا الإنجاز وهي بحق فرحه مستحقه لأقوام عاشوا من عمرهم عقودا في دوله يحكمهم فيها رجل استفرد بمؤهلاته وقوانين ودساتير تجعله متألها علي الناس ولا يقبل نصيحة ولاامرا وهو وحده ولاغير الذي الذي يصدر الاوامر والفرمانات واجبه النفاذ الفوري فهو القائد الاعلي للقوات المسلحه والمشرف علي تعديل القوانين واللوائح حيث لاتتغير إلا بأمر منه شخصيا وهو الذي يعين شيخ الأزهر والنائب العام ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ورئيس النبك المركزي وغيره فضلا عن اختيارة لرئيس الوزراء وإشرافه علي اخيار وزرائه وكثير من رؤساء النقابات والأماكن السياديه في مصر فضلا عن رضاه بما يقوم به رجاله في الحزب الوطني وفي أمانه السياسات منه من الإشراف علي تزوير الانتخابات البرلمانيه والشوريه والنقابات والمجالس المحليه والي غير ذالك من استفحال دور جهازامن الدوله من مراقبه الناس وسيطرته علي كل شئ في البلد من التجسس علي خصوصيات الناس والتضييق عليهم وتعذيب كل من يتكلم بالحق أو يقول نصيحة للرئيس أو يرفع دعوى قضائية ضد وزير اومسؤل وغير ذالك من التعذيب والاها نه والتجريح الذي يحدث للمواطنين في مراكز الشرطه والأقسام التابعه لها علي يد بعض من ضباط الشرطه معدومي الضميروالانسانيه إلي جانب تلفيق بعض ضباط البحث الجنائي لكثير من القضايا لأناس شرفاء ليس لهممن يدافه عنهم ويأخذ لهم حقهم حتي صرنا بحق نعيش في ظل دوله بوليسية وقد انتشر أيضا الفساد المالي والإداري وانتشرت البطالة وعاش الناس في الفقر والجوع والمرض والضياع التام وفقدوا حريتهم وكرامتهم وآدميتهم واحتكر رجال الحزب الوطني الذي كان حاكما الحياة الاقتصاديه والسياسية وافسدهما علي الناس جميعا فلا تجد رجل أعمال بارز وميسرة له الأمور إلا وجدته احد أعضاء الحزب الوطني بل وعضو في أمانه السياسات به فتحققت نذر الفساد بالجمع بين المال والسلطة ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وزورت لهم الانتخابات وصاروا أعضاء بالمجالس التشريعيه والنيابيه ليمرروا مصالحهم وأطماعهم في الثراء الفاحش وقد استعان النظام لتوطيد حكمه ولتمرير مشروع التوريث وغيره من الفساد بكتاب وصحفيين لا خلاق لهم ولاضمير ولاذمه وان كانوا في المهنه مهرة وبهرة فضحكوا علي عقول الناس وغيبوا وعيهم وفتحت لهم جميع النوافذ وتقلدوا اعلي المناصب فأصبح بعضهم رؤساء مجالس ادراة الصحف القوميه والآخرون رؤساء تحرير واحدهم نقيب الصحفيين والاخرر رئيس اتحاد الاذاعه والتلفزيون ومنهم كبار المسؤلين عن الإعلام والصحافة وحصلوا علي اعلي الرواتب حتي وصل مرتب احدهم الي حفنه ملايين وكلها من جيوب الشعب ومن الضرائب التي يدفعها ظلما وعدوانا واستعان النظام كذلك بأناس يفترض أنهم الملاذ الوحيد للناس في حياتهم وهم رجال الدين فقام بعضهم بفعل أمور ينكرها الشرع الذي ينتسبون إليه ولا يبررها بأي حال من الأحوال فوجدنا منهم من أباح الربا وتجارة الخمور وحرم الختان وتعدد الزوجات وبعضهم يراقب الدعاة إلي الله ويزج بأسمائهم وما يقولونه إلي اجهزة امن الدوله لاتخاذ الإجراءات لصدهم عن الدعوة إلي الله ودفعهم في السجون والمعتقلات كل هذا الظلم وهذه الاباحيه السياسيه كانت منذرة بكارثة تحط علي هؤلاء واحدا واحدا وكان هذا الظلم وغيرة سببا في الانفجار الشعبي الذي حدث فخرجت جموع الشعب مطالبه بالعدالة والمساواة والحرية والكرامة فلوحقوا وعذبوا وقتل منهم خلق كثير وراحوا إلي ربهم شهداء نحسبهم كذالك ولا نزكيه معلي الله فهو ارحم بهم منا فصبروا علي هذا الظلم والاستبداد وظلوا متمسكين بحقوقهم وثابتين علي مطالبهم إلي إن حائهم الخبر اليقين الذي لطالما انتظروة وتمنوة جاء الخبر بوقوع دوله المتجبرين وزوال ملكهم وضياع آمالهم في البقاء والخلود وتوريث الحكم والقبوع علي صدور الناس اكثر من هذا فقطع الشعب رأس الافعي وهو أخبث جزء فيها ففيه السم القاتل الدش ليس له دواء إلا دفنه في التراب وقد حدث هذا بفضل الله تعالي واستمات الشعب بعد ذالك للحصول علي باقي حقوقه من محاسبه الفاسدين ومجازاة القاتلين ومسائله كل من كان سببا في الوقيعة بين نسيج الامه الواحد من المصريين مسلمين وأقباط وإثارة الفتن والأحقاد بينهم فتحقق لهم ما أرادوا واثبتوا للعالم كله ان مصر ولاده وانه مهما طال الظلم فلا بد للعدل والحق أن يسود وان يرجع إلي نصابه وانبهر العالم بشعب مصر وشبابها . وتحدث زعماء العالم عن مصر وأهلها بأفضل الكلمات وأعذبها وان كانت لانخدعنا ألاعيبهم فقال قائلهم(يجب أن نربي ابنائنا لكي يكونوا كشباب مصر) وقال آخر (إن الثورة المصريه يجب أن تكون ملهمه لنا) وقال احدهم(يجب أن ندرس الثورةالمصريه لنتعلم منها)وقال غيرة (انني لأعجب اشد العجب من شباب قاموا بثورة ونجحوا في تحقيق أهدافهم منها ثم قاموا بتنظيف أماكنهم وشوارعهم إنهم حقا رائعون هذه كانت ردود أفعال القاده الغربيين. أما العرب والمسلمون وقادتهم فحدث ولا حرج ففرحه عارمة غمرتهم وتفاؤل وأمل حل بواديهم اثر سماعم الأخبار السعيدة تأتيهم من ارض الكنانة ولئن كانت الثورة المصريه قد جاءت بعد الثورة التونسية إلا أن الاولي هي التي حركت نار الشعوب العربية التي كانت تحت الرماد وساعدت علي نفض التراب من على ظهورها والمتدبر في هذه الأحداث لا يمكنه إلا أن يقول (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير انك على كل شىء قدير ) فبعون من الله وتوفيق وتدبير منه سبحانه استطاع الشعب إسقاط النظام ومن حولة وحق للناس أن يرددوا قول الشاعر بكل فخر واعتزاز زمان الظلم يافرعون ولى وزالت دوله المتجبرين.