الرياضة فهمها المصريون على أنها كرة القدم فقط، فعندما تتحدث البرامج وتكتب الصحف يكون الحديث غالبًا يدور فى نطاق اللعبة الشهيرة كرة القدم، ويكون الحوار منصبًا على لاعبي تلك اللعبة مع أن الكرة فرع من فروع الرياضة العديدة، فهى أشمل وأعم من ذلك بكثير، ولكن نحن كمصريين.. الرياضيون فينا قلة لأننا فهمنا أن الرياضة كرة فقط، ولذلك أغلب الشعب ليس له علاقة بالرياضة ويظهر ذلك واضحًا من خلال أجسامهم، فالشعب المصرى يعشق الطعام كثيرًا ويتحرك قليلاً ويمارس الرياضة نادرًا ولم يفهم المعنى جيدًا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل".
فقد خص بالذكر سيدنا عمر بن الخطاب ثلاثة أنواع من الرياضة وبالطبع ليس هم كل الرياضة، ولكنه أشار إلى أن الرياضة هى السباحة والرماية وركوب الخيل، وبذلك تكون الرياضة متعددة، وربما رأى أن هذه الثلاثة أفضلها فى عصرهم لذلك أمر بتعلمها من أجل قوة الأجسام وسلامتها وتنشيط العقل والتمتع بالحياة فالرياضة متعة ولكن لمن يقدرها.
ولكن أين نحن من الرياضة وقد تساءل الأستاذ خالد حمودة رئيس الإتحاد المصرى لكرة اليد ووجه سؤالاً للمختصين والشعب قائلاً لهم: ما هى الرياضة؟ وقال بمرارة إن الرياضة ليست كرة قدم فقط فقد نحقق بطولة وعندما نفتح الجريدة لكي نبحث عن خبر الفوز نجد الصحف تتحدث عن دورى المظاليم فى كرة القدم ولا تذكر البطولة التي تحققت على يد أبطال كرة اليد ونتيجة لقلة الاهتمام المادي والمعنوي الذي تلقاه اللعبات الأخرى لا تحقق نتائج ولا يشعر بوجودهم أحد فمثلاً حظ كرة اليد فى العالمية أكبر بكثير من كرة القدم التي تبحث دائمًا عن التمثيل المشرف، وقد حققت اللعبات الفردية بطولات وذهبيات وفضيات وبرونز ومع ذلك لم يلتفت إليهم أحد ولا يعرف هؤلاء النجوم أحدًا ويعيشون فقراء ومحدودي الدخل فى حين أن لاعب القدم يتمتع بالشهرة والنجومية والتقدير المادي والمعنوي وليس الغرض الحقد على لاعب الكرة أو التقليل من شأنه ولكن الاستنكار هو الترويج للعبة والتهميش لبقية الألعاب فلابد من الاهتمام بالجميع من أجل نهضة الجميع.
ونحن نتفق معه على أن التركيز على كرة القدم أدى إلى فشل كرة القدم فالكل يتصارع عليها من أجل تحقيق النجومية والثراء ومحاولة وجود مكان فى هذه اللعبة بالطرق المشروعة وغير المشروعة، وحرمان من يستحق واستحقاق من لا يستحق، وضاعت الموهبة فلا نشاهد منها إلا القليل وعندما تسأل عن الرياضة تكون الإجابة بداهة هى كرة القدم هى أبو تريكة ومحمود الخطيب وحازم إمام وعبد الله السعيد وشيكابالا، هؤلاء هم الرياضيون والألعاب الأخرى لها الله وعلى أبطالها البحث خارج مصر عن أى إنجاز ليحققوه فنحن لا نعرفهم فالرياضة عندنا تختلف عما يفهمه جميع العالم عن الرياضة ولا عزاء للأجسام المصرية.