ما قصدته بتخصيص الأندية التي لا تجد ما تنفق به على نفسها، أن يتم البحث عن رعاة لها من رجال الأعمال، مثل منصور البلوي في السعودية، الذي تولى رئاسة نادى اتحاد جدة فأصبح على يديه من أغنى الأندية السعودية بلاعبيه المحترفين من الفئة التي لا يستطيع أي ناد في مصر، حتى لو كان الأهلي أن يستقدمه! بدوره سيستفيد رجل الأعمال من هذه الرعاية لو تحول النادي على يديه إلى مشروع استثماري مربح من خلال استقدام لاعبين كبار والحصول بهم على البطولات، واستثمار هؤلاء اللاعبين أنفسهم ببيعهم بأعلى الأسعار وفي الوقت المناسب وبالطريقة التي لا تضر أداء النادي، وليس مثلما كان يفعل آل عثمان في فرقة الدراويش! ولو كان في النادي لاعبون كبار فان رجل الأعمال يستطيع تسويق مبارياته اعلانيا وتليفزيونيا، بل يمكنه ان يواكب ذلك بانشاء قناة فضائية تنقل مبارياته وتقوم بتشفيرها، وتوقعوا معي كما سيكسب من وراء ذلك، خاصة إذا كان يلاعب الأهلي أو الزمالك! هذه الأمور - بل شك - تحتاج إلى تنظيم، بحيث لا يصبح من حق التليفزيون المصري احتكار نقل هذه المباريات، ثم لا يعطي لأندية الأقاليم إلا الفتات، بمعنى أن كل الخبز يعطيه للأهلي والزمالك بدعوى أنهما يملكان جماهيرية عريضة، وهذا حق يراد به باطل، فالنقل التليفزيوني هو الذي يساهم في هذه الشعبية العريضة، ويوم كانت القناة الرابعة تبث أرضيا قبل ان تسلب منها تلك الخاصية مثل القنوات الاقليمية الأخرى وتعطى لقنوات متخصصة لا تسمن ولا تغني من جوع، وجدنا الاسماعيلي الذي كان غنيا بالنجوم قبل أكثر من موسمين ينافس الأهلي والزمالك في اجتذاب جماهير جديدة من قاعدتهما "القاهرة" حتى أن البعض فكر يومها في انشاء فرع لهذا النادي بالعاصمة! أندية مثل الاسماعيلي والمصري والاتحاد السكندري والمحلة ستكون بمثابة كنز لرجال الأعمال، يكسبون من وراءها أكثر مما يكسبون من مشاريعهم الخاسرة التي أفلست البنوك وجعلت قروضها لهم تدخل في نفق الديون المعدومة! هذه الأندية يمكن تسويق أسهمها في بورصة الأوراق المالية أيضا، وبالتالي نخلق مستثمرين جددا في مجال الرياضة، لتصبح نتائج الفريق في أي بطولة عملية استثمارية تؤثر بالسلب أو الايجاب على تلك الأسهم. لو أردنا احترافا حقيقيا لا يضر بمصالح الأندية ذات الشعبية والتي ليس لها امكانيات شراء اللاعبين المميزين أو حتى المحافظة على لاعبيها أمام اغراءات الأندية الغنية، فلابد من عمل شجاع ومنظم يحول تلك الأندية إلى مشاريع استثمارية لرجال أعمال كبار، يمتلكون جرأة الانفاق بلا حدود فيعود عليهم ذلك بالربح في النهاية، بشرط امتلاك عقلية كروية تعرف الاحتياجات جيدا وتستقدم اللاعبين الشباب المميزين الذين يمكن تسويقهم فيما بعد، وليس ذلك الذي يفعله سيد متولي في المصري عندما يقوم بشراء عواجيز الكرة المصرية معتمدا على النجوم التي غربت شمسها، وبالتالي لا يستفيد النادي فيتذيل الجدول، ولا يستفيد هو لأنه لا يوجد سمسار يقبل بتسويق لاعب عجوز! [email protected]