أكد وزير الأسرى والمحررين بالحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة الدكتور عطا الله أبو السبح أن خطف المقاومة الفلسطينية للجنود الإسرائيليين هو السبيل الوحيد والناجع لتحرير الأسرى الفلسطينيين من قيود السجان الاسرائيلي . وقال أبو السبح في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 أبريل من كل عام:"إن آلاف الأسرى داخل سجون الاحتلال ينتظرون لحظة الإفراج عنهم، وإن الخيار الأنجع لإطلاق سراحهم هو خطف جنود الاحتلال ومبادلتهم بهم في صفقات مشرفة مثل صفقة "وفاء الأحرار". ويحيي الفلسطينيون اليوم ذكرى "يوم الأسير" الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1974 ليكون في السابع عشر من أبريل كل عام تقديرا للأسرى في سجون الاحتلال ووفاء لتضحياتهم وقضاياهم العادلة. وكانت حركة حماس وإسرائيل- برعاية مصرية- قد توصلتا في 18 أكتوبر 2011 الى صفقة لتبادل الأسرى أطلقت عليها الحركة "وفاء الأحرار" وشملت الافراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الذي كان تحتجزه منذ عام 2006. وقال وزير الأسرى بغزة ان الاحتلال ارتكب جرائم الحرب بحق الاسرى وانتهك اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الانساني مما أدى الى استشهاد نحو 200 أسير في سجونه لاسباب شتى منها الإهمال الطبي والتعذيب الوحشي والقتل العمد والتصفية المباشرة. وعن الظروف التي يعانيها أسرى غزة، قال أبو السبح :"اسرائيل تعتبر كل الشعب الفلسطيني معاديا وكله مشاريع قتل وتدمير وان الفلسطيني الجيد هو الذي مات ، كما تنظر الي الشعب الفلسطيني على انه مجموعة من السحالي والعقارب والصراصير ولابد من ابادتهم جميعا". وأضاف:"لان غزة ترفع لواء المقاومة اكثر من الضفة الغربية في الوقت الحالي بشكل رسمي وفصائلي وشعبي فان الاحتلال يستهدفها بمزيد من العقوبات من حصار خانق ومعاملة اسراها معاملة لا انسانية ولا اخلاقية وحرمانهم من زيارة اهلهم والعلاج المناسب لمرضاهم ومقابلة المحامين لهم لدرجة ان بعض اسرى القطاع مر عليهم 7 سنوات بلا زيارة واحدة". وتشير احصاءات فلسطينية رسمية الى أن هناك نحو 5 آلاف معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية بينهم نحو 500 أسير من قطاع غزة موزعين على 22 سجنا ومركز اعتقال وتوقيف وسط ظروف مهينة ولاإنسانية ومخالفة للمواثيق الدولية. وفيما يتعلق بملف الأسرى المرضى ، قال أبو السبح:"هؤلاء الأسرى يتعرضون لجريمة صهيونية ممنهجة وانتهاكات مستمرة تعرض حياتهم للخطر الشديد، وخاصة مرضى السرطان والقلب والفشل الكلوي الذين لا يقدم لهم العلاج اللازم ويعيشون على المسكنات وأدوية التجريب التي لا تسمن ولا تغني من جوع" . وأوضح أن هناك قرابة 1400 أسير يعانون من أمراض متنوعة بينهم 25 أسيرا مريضا بالسرطان و45 أسيرا معاقا، وأكثر من 150 أسيرا بحاجة لعمليات عاجلة لأمراض تسبب الفشل الكلوي وانسداد الشرايين كالسكري والضغط والجلطات، لكن الاحتلال يماطل في إجرائها". وأضاف:"السجون الصهيونية تفتقر لأدنى مقومات الإنسانية، وما تسمى بعيادة السجن تفتقر لأجهزة ومعدات طبية وأطباء متخصصين ووجبات غذائية ملائمة للمرضى ولا علاج بداخلها سوى "الأكامول". وحول الدور العربي في دعم قضية الاسرى،طالب أبو السبح جامعة الدول العربية بتفعيل قرارات دعم قضية الاسرى وترجمتها الى خطوات عملية واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لرفع القضايا في المحاكم الدولية ضد الاحتلال. وأعرب عن أمله في "ان تكون قرارات الجامعة الاخيرة الصادرة في فبراير الماضي لدعم الأسرى قابلة للتنفيذ وان تترجم الى برامج عملية وألا تبقي حبيسة الادراج".