غريب أمر النقد الرياضى فى مصر، فعندما يحقق الفريق فوزًا يرفعه النقاد إلى السماء ويلقى المدرب الكثير من الاستحسان والمديح ويلقبونه بألقاب عديدة مثل المبدع والمنتصر والجريء والعالمي وغيرها من الألفاظ التى تدل على أن صاحبها لا يخطئ أبدًا، ولم تصدر منه أى هفوة أثناء إدارته للقاء، وعلى النقيض تمامًا عندما تنتهي المباراة بهزيمة الفريق نجد سلسلة من النقد والتوبيخ وإطلاق العديد من المفردات التى تدل على فشل المدرب، وأن إدارته للمباراة كانت بعيدة تمامًا عن التوفيق وتكون الصورة لديهم ضبابية ولا يظهر فيها إلا إخفاق المدرب وفشل اللاعبين ونجد التحليل كله يمشى فى اتجاه واحد وينصب على الأداء غير الجيد فليس هناك حسنات وكله سيئات.
أيضًا حال اختيار اللاعبين والحكم عليهم لا يختلف كثيرًا عن النقد الرياضى الفني الذي يفتقد إلى الموضوعية والتقييم، فقد تجد مدربًا كبيرًا أو ناقدًا مخضرمًا عندما يسأل عن مستوى لاعب معين فى بداية حياته الكروية فيبدى الحكم عليه فى عجالة وبعيدًا عن النظرة الشمولية التحليلية فيقول رأيه فيه متسرعًا وربما يصدر الحكم قبل أن يشاهد اللاعب فى الملعب ودون إعطائه الفرصة والوقت من أجل إظهار موهبته وقدراته الفنية والبدنية وهذا ينطبق على اللاعب الكاميروني موسى إيدان عندما سُئل بعض النقاد عن مستواه فمنهم من قال ضعيف وآخر رد فى استهزاء كان يلعب فى الدرة وآخر أجاب أنه لا يليق بفريق مثل الأهلي ولكنني أرى أن الحكم عليه كان غير منصفًا وأن اللاعب لديه الإمكانيات التى سوف تظهرها الأيام المقبلة ولابد من الحكم عليه بعد رؤيته جيدًا وإعطائه الفرصة وأراه أظهر بعض هذه القدرات فى المباريات السابقة، وأضاف إلى هجوم الأهلى بعض الخطورة والروح المفقودة، ومع احترامي لأهل الخبرة كنت أظن أن قدراتهم فى الحكم على اللاعبين أكبر من ذلك، بكثير ولكنني فوجئت بكم اللاعبين الموهوبين الذين يُظلمون تحت أحكامهم ولا يجدون من ينصفهم بكلمة واحدة وبحكم قربى من هذا المجال اعتقدتُ وأنا مخطئة فى اعتقادي أنهم يتعمدون ذلك فى أحكامهم المتسرعة ونظرتهم غير الشمولية وغير التحليلية والموضوعية ولكنني للأسف اكتشفت فى الفترة الأخيرة أن أكثر هذه الأحكام غير مقصودة، وهذا فى حد ذاته عذر أقبح من ذنب، لأن نظرتهم قاصرة، وغير قادرة على الأحكام ولذلك تأتي الاختيارات فى الكثير من الأحيان مخيبة للآمال ودون المستوى، فمن يستحق أن يكون موجودًا يتم إقصاؤه بغرابة ومن يستحق أن يستبعد يتم الإبقاء عليه وإعطاؤه الكثير من المكانة التى لا يستحقها، وفى النهاية المحصلة المستوى المتواضع والهبوط الحاد الذي أصاب الأندية المصرية وبالتالي المنتخب المصرى الذي عجز عن الوصول إلى المونديال منذ عام 1990 والأسباب معروفة لهذا الانحدار.
1- الاختيار الخاطئ 2- النقد غير الموضوعي والشمولي 3- ضعف المختصين 4- ضعف الإمكانيات وعدم الانتماء.
فالخبراء يفتقرون ل"سينس" الاختيار فالعين الفاحصة أصبحت نادرة وبرامج التليفزيون الرياضية أغلبها ثرثرة على الهواء.