قال قمر محمد موسى، محامي الجماعات الإسلامية، إن القيادي الجهادي البارز ثروت صلاح شحاتة سيمثل أمام نيابة أم الدولة العليا طوارئ صباح الثلاثاء القادم لاستكمال التحقيقات معه، بعد أن مثل أمامها للمرة الثانية يوم السبت الماضي. وخضع شحاتة قبل مثوله أمام النيابة لتحقيقات مكثفة باشرها جهاز الأمن الوطني، تعرض خلالها لتعذيب بدني وجرى الاعتداء عليه بشكل منتظم لمدة 3 أيام، وسبه وقذفه والديه، بعد نفيه لجميع التهم الموجهة إليه بقيادة "الجيش المصري الحر" فى ليبيا، وكذلك قيادات خلايا القاعدة فى مدينة درنة الليبية. وأضاف موسى ل "المصريون"، أن شحاتة بدا ثابتًا وواثقًا من براءته من كافة التهم المنسوبة إليه، وفند إدعاءات النيابة فيما يخص قضيتي "العائدون من ألبانيا"، ومحاولة اغتيال رئيس وزراء مصر الأسبق عاطف صدقي، المعروفة إعلاميًا بقضية "الطفلة شيماء". وأشار إلى أن شحاتة أظهر درجة عالية من التماسك على الرغم من احتجازه في السجن الحربي لما يقرب من 10أيام وحبسه لأربعة أيام في زنزانة وصفها ب "الصماء" في سجن العقرب شديدة الحراسة لا يدخلها الهواء ولا الشمس طوال الأربعة والعشرين ساعة. وتنسب التحريات الأمنية إلى شحاتة الضلوع في قيادة تنظيم "أنصار الشريعة" الذي يتخذ من شرق ليبيا مقرا لإدارة عملياته مستغلا الفراغ الأمني في أعقاب سقوط نظام معمر القذافي، كما اتهم أيضا بالتورط في تصفية سبعة من المصريين العاملين في ليبيا الشهر الماضي. واستبعد موسى تورط شحاتة في أي من الأفعال المنسوبة إليه، واصفًا إياه بأنه من "أنبل شباب الحركة الإسلامية، وأكثرهم قوة ورجولة وحنكة، ولا يمكن أن يتورط في مثل هذه العمليات المنسوبة". ونفى صحة التهم الموجهة لشحاتة بقيادة "الجيش المصري الحر" وخلايا "القاعدة" في "درنة"، شرقي ليبيا، واصفًا إياها بأنها "ملفقة، لأن شحاتة كان يتاجر في الأقمشة، ويرعى أسرته بالقرب من مسقط رأسه في العاشر من رمضان". وأوضح أن فريق الدفاع عن شحاتة سيبدأ خلال الأيام القادمة اتخاذ إجراءات الطعن على حكمي الإعدام الصادرين بحقه، باعتبار أن "مجرد مثوله أمام المحكمة يعني إلغاء الحكمين الغيابيين وسنطلب بالاستفادة من تبرئة القضاء العسكري، أسوة برموز جماعة الجهاد السيد أمام وعبدالعزيز الجمل ومحمد الظواهري، إبان نظر القضية في أوائل صيف عام 2012". ونفى موسى وجود علاقة بين شحاتة وبين تنظيم "القاعدة"، قائلاً إن الرجل كان على خلاف مع الدكتور أيمن الظواهري، ورفض الانضمام للتنظيم حرصًا على عدم إدخال جماعة الجهاد المصرية في قضايا متفرعة تشغل اهتمامهم عن قضيتهم الرئيسية في مصر. وتحدث موسى عن طبيعة اللقاء الذي جمع ثروت شحاتة مع الشيخ محمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس الراحل أنور السادات قبل ساعات من عودة الأخير إلى مصر في 28 أغسطس 2011، بعد أن مكث في أفغانستان 16 عامًا قبل أن ينتقل بعدها إلى إيران حيث أقام لمدة ثماني سنوات. وقال: "الإسلامبولي مارس ضغوطًا على شحاتة من أجل العودة معه على نفس الطائرة إلا أنه رفض بشدة، لأنه كان يخشى ألا تتركه الأجهزة الأمنية لحاله، وأن يتم الزج به في السجن، في إشارة إلى صدور حكمي إعدام بحقه في قضيتي العائدون وعاطف صدقي". وأنكر شحاتة في التحقيقات جميع التهم الموجهة له، فضلاً عن إنكاره التام لتهمة بتزوير جواز سفر لصالح شخص آخر بحسب المحامي الشاذلي الصغير، القيادي ب "الجماعة الإسلامية"، الذي تصادف وجوده بمقر نيابة أمن الدولة العليا وحضر التحقيقات مع القيادي الجهادي البارز. وأشار الصغير إلى إمكانية استفادة شحاتة من تبرئة القضاء العسكري لجميع المتهمين فى قضية "العائدون من ألبانيا"، ومنهم محمد شوقي الإسلامبولي عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، والدكتور سيد إمام عبد العزيز المكنى ب "الدكتور فضل"، منظّر جماعة "الجهاد"، والمهندس محمد الظواهرى زعيم "السلفية الجهادية"، والرائد عبد العزيز الجمل، القائد السابق لجيش "حركة طالبان". وأكد أن شحاتة رفض كل التهم الموجهة إليه فى هذه القضية، مشيرًا إلى أنه ظل فى مسقط رأسه فى محافظة الشرقية لمدة تزيد على عام اكتفى خلالها برعاية أسرته والتجارة فى الأقمشة، ولم يتورط فى أي عمل عدائي ضد مصر خلال هذه المدة أو منذ خروجه من مصر. يأتي هذا فيما أكد منتصر الزيات، محامي الجماعات الإسلامية، أنه تقدم بطلب لنيابة أمن الدولة طوارئ، لحضور التحقيقات مع شحاتة خلال المرحلة المقبلة، مبديًا ثقته فى براءته من كل التهم المنسوبة إليه. واعتبر الزيات أن وجود شحاتة في مصر منذ عام يكشف زيف جميع الاتهامات التي وجهت له بقيادة "الجيش المصري الحر" أو خلايا "القاعدة" فى درنة، حيث إنه لم ينضم يومًا ل "القاعدة" وكان مختلفًا مع زعيمها أيمن الظواهري منذ انحيازه الأخير لأسامة بن لادن، زعيم "القاعدة" الراحل. وكانت معلومات وصلت لأجهزة الأمن المصرية عن أن القيادي الجهادي دخل مصر باسم مستعار قبل عام، وتنقل في عدة أماكن قبل أن يستقر في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، حيث اتخذ من تجارة الملابس الجاهزة ستارا لإخفاء شخصيته ونشاطاته، حتى نجحت أجهزة الأمن في إلقاء القبض عليه بدعم من حملة أمنية مكثفة قبل ثلاثة أيام. وثروت صلاح شحاتة 51 عامًا هو أحد أهم كوادر تنظيم الجهاد المصري، ويعتبر على نطاق واسع أخطر شخصية جهادية مصرية بعد الدكتور أيمن الظواهري، زعيم "القاعدة"، وقضى 3 سنوات في السجن في قضية الجهاد الكبرى، وصدر عليه حكمان غيابيان بالإعدام من محاكم عسكرية، الحكم الأول في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي عام 1994، والثاني في قضية "العائدون من ألبانيا" عام 1999. ووصل شحاتة إلى ليبيا في أكتوبر 2012 بعد انتهاء العقوبة التي صدرت بحقه فى تركيا، بتهمة دخول الأراضي التركية بدون الحصول على تأشيرة قادمًا من إيران التي أمضى فيها عدة سنوات بعد سقوط حكم حركة طالبان, في أفغانستان. وكانت السلطات المصرية قد سمحت لأسرته بدخول مصر في أغسطس 2011، عندما عادت السيدة نجوى موسى عبدالمقصود سلطان وأبناؤها عن طريق تركيا قادمين من إيران.