حينما انتهي الإمام من صلاة الجمعه في ميدان التحرير وفرغ المصلون من أداء صلاتهم هتف الجميع بصوت واحد (الله اكبر الله اكبر) فاهتز الميدان لصوتهم وكادت القلوب ان تنخلع من اماكنها لعظمه لفظ الجلاله الخارج من حناجرهم خروجا مغمورا بالحماس حينها غمرتني فرحه وسرور شديدين وافتخرت بإسلامي وانتمائي لمصر وعروبتي . تجولت في الميدان كعادتي فلم اترك شارعا إلا دخلته أو منصه الا وذهبت اليها ومارست هوايتي بالحديث مع عدد كبير من المتواجدين في الميدان فوجدت قمه الانتماء والحب والعظمه الكامنه في هذا الشعب العظيم فبرغم محاوله بعض المخربين من الوقيعه بين المصريين بعضهم البعض الا انهم علي وعي تام بهذا الامر وعلي اتم الاستعداد لمواجهته وليس لهم سلاح لهذا الا العقل والحكمه و الحب والايخاء والاتنماء لبلدهم الحبيبه مصر التي يحرصون اشد الحرص علي امنها وسلامتها ويضحون في سبيل نيل حريتها وكرامتها بالغالي والنفيس . تجولت في الميدان فرايت جميع طوائف الشعب المصري رايت السلفيين وقد علت وجوههم الابتسامه المعهوده عنهم واستمعت الي حديثم مع اخوانهم بالرفق واللين وسعه الصدر ورايت الاخوان بوجوههم الوضيئه يصافحون الناس ويتوددون اليهم ورايت الليبراليون وقد تجنبوا الجدال واكتفوا بمساعده اخوانهم وتيسير الامور لهم وكذا اليساريون والناصريون وغيرهم علي اختلاف توجوهاتهم الكل لايعنيه الا مصر وحدها ومحاسبه الظالمين اللذين ظلموهم ولم يفرقوا بين انتماءاتهم في الظلم والاضطهاد وكذالك المفسدين اللذين افسدوا حياتهم السياسيه والاقتصاديه واحنكروهما وجعلوا امتهم في ذيل الامم رايتهم وقد توحدوا ثانيه ليحاكموهم ويقتصوا منهم لشهدائهم وجرحاهم كما توحدوا من قبل لازاله دوله الظالمين كان الميدان اشبهه بملحمه لكنها ملحمه حب وسلام ووئام بين كل اطياف الشعب المصري العظيم مسلمين واقباط. قبل صلاة الجمعه فتحت الكنيسه المجاورة للميدان ابوابها لتوضأ المسلمون فيها اذ لامكان لقدم داخل مسجد عمر مكرم او حتي خارجه واثناء الصلاة وقف الاقباط علي مداخل الشوارع المؤديه الي الميدان وهتفوا مع المسليمن (الله اكبر الله اكبر) وكانوا جنبا الي جنب مع السلفيين والاخوان تغمرهم الوحده والايخاء ولم يشكوا البته في انهم كانوا وراء أي امر يستهدف امهنم وسلامتهم فظهرت بذالك صور الوحده الوطنيه والدفئ المجتمعي الذي قد حرمنا منه النظام البائد علي مدي عقود ساد خلالها الشحن الطائفي والنعرات المذهبيه فلله الحمد والمنه علي هذه النعمه التي نحيا فيها الآن ولم يكن الانتماء العربي والاسلامي غائبا عن الميدان فقد ارتفعت اعلام بعض الدول العربيه كسوريا وليبيا واليمن وذالك للدلاله علي ان الشعب المصري يقف معهم في ثوراتهم ضد طواغيتهم متمنيا لهم النصر واحساسا بآلامهم وتمنيا لهم الخير والرخاء واظهارا للعالم كله اننا لم ننسي عروبتنا يوما ما ولن ننساها ان شاء الله وكانت قضيه فلسطين حاضرة ايضا حيث لم ينساها الشعب ابدا وان كان قد تناساها حينا من الدهر فعلي احدي منصات الميدان الاذاعيه خرج علينا رجل حسن الوجه ذو لحيه بيضاء فتحدث عن فلسطين ووجوب تحريرها ممن اغتصب ارضها واستباح دماء اهلها وسلب خيراتها وكان مما قال ( اذا لم نسترد ارض فلسطين من اليهود المغتصبين فلا عزة ولا كرامه للعرب جميعا)فتفاعل الحاضرون مع كلماته تلك وهتف لوقت طويل في صوت واحد (الشعب يريد اسقاط اسرائيل) وتمني الحاضرون أن يروا فلسطين حرة ومستقرة وان تعود القدس كل هذه المواقف واكثر سيسجلها التاريخ وتذكرها الايام ليلعم العالم اجمع من هم العرب ومن هم المصريون وقفت حينها مع نفسي مرددا قول القائل سجل انا عربي وزدت عليها سجل انا مصري.