خوميني العراق عبد العزيز الحكيم يطلب من إيران أن تبدأ حوارًا مع أمريكا حول العراق،بعد ساعات يعلن لاريجاني - أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ومسئول الملف النووي في إيران - موافقة بلاده على "دعوة" الحكيم بعدها مباشرة تعلن أمريكا موافقتها على الحوار مع إيران!! استغرب الكثير هذا الأمر فما بين دعوة الحكيم واستجابة إيران وأمريكا سويعات...!! المداد الذي كتبت به التصريحات النارية للشيطان الأكبر حول المشروع النووي الإيراني، و حول الدور الإيراني في العراق، لم يجف بعد ...! هذا وغيره ... أوقع كثير من المتابعين لهذه العلاقة إلى وضع العديد من علامات الاستفهام حول الدور الإيراني والأمريكي في المنطقة عامة وفي العراق بصفة خاصة قائلين إذا كانت أمريكا في علاقتها مع الآخر (ميكيافلية) المذهب فالغاية لديها تبرر الوسيلة ولا تستند في سياستها إلى أية قواعد أخلاقية أو قانونية إلا أن إيران دولة عقائدية فعلى أي أساس تستند في تبرير تعاونها مع الشيطان الأكبر أمريكا؟ ما هو الثابت والمتغير في هذه العلاقة؟ لا شك أن المتابع للأحداث داخلياً وخارجياً والوقائع على الأرض يرى أن الطرفين في حاجة ماسة لاستمرار هذا الزواج غير الشرعي الآن أكثر من أي وقت مضى !! لماذا ؟ لأن أمريكا كما يرى أكثر المحللين والمهتمين بالشأن العراقي في ورطة شديدة وتريد الخروج من العراق ولكن بما يحفظ ماء وجهها ومصالحها وأن كل الوسائل التي استخدمتها من أجل تحقيق وجود دائم في العراق سواء كانت عسكرية أو سياسية ظاهرة وباطنه فشلت إلى حد ما في تحقيق الهدف المنشود يكفي هنا ما أكد عليه زبجينو بريزنيسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في ندوة "العراق: الخطوات القادمة للسياسة الأمريكية" "أنه مهما طال زمن الاحتلال الأمريكي للعراق، فإن مصيره سيكون الفشل ..." ، إضافة إلى التكلفة الاقتصادية الكبيرة التي لا يتحملها المواطن الأمريكي الذي تزداد معارضته للحرب يوماً بعد يوم هذا وغيره كثير أوصل الشيطان الأكبر إلى حقيقة مهمة هي أن الذي مكن له وسهل له دخول العراق هو الذي بيده مفتاح الخروج. أما إيران فترى أن نجاح الشيطان الأكبر في إقامة تحالف بينه وبين أوربا ضد برنامجها النووي ونجاحه في إحالة هذا الملف إلى مجلس الأمن نذير شؤم وللخروج من هذا المأزق لابد من عمل يكسر هذا الحصار ويثير الشكوك بين أمريكا وحلفاءها الأوربيين فلا مانع إذاً من الحوار مع الشيطان وهذه المرة سيكون مباشرةً لتزداد الشكوك أكثر وأكثر بين الحلفاء ويجعل كل منهم يوقن أن مصالحه مع إيران وليست مع أمريكا!! هذا بالإضافة إلى أن إيران وحلفاءها في العراق في حاجة لتوثيق المكتسبات التي تحققت لهم على الأرض قبل أن تذهب سدى في هذا السياق يمكن أن نفهم مبادرة الحكيم الأخيرة بطلبه من إيران أن تبدأ حوارًا مع أمريكا حول العراق،واستجابة لاريجاني الفورية وموافقة أمريكا!! وطبيعي أن هذا الحوار وهذا التفاهم إن كان في المرحلة الماضية تم على حساب سنة العراق فإنه في هذه المرة سيكون على حساب سنة العراق والدول العربية وتأتي عملية سامراء والهجوم عليها عربون صداقة !!