عندما أعلن اللواء عبد الجليل الفخراني محافظ الإسماعيلية الجديد قبل حوالي شهرين عن قراره برئاسة المهندس يحيى الكومي لرئاسة النادي الإسماعيلي كتبنا في هذا المكان أن هذا القرار هو نذير شؤم على النادي ولم يصدر لمصلحته أبدا ، لأنه صدر لينزع القيادة من مجموعة شديدة الإخلاص نجحت في انتشال النادي من أسوأ مرحلة مرة بها كان فيها مهددا بالهبوط للدرجة الثانية ، وحققت طفرة في النتائج كما قامت بالاتفاق السري والهادئ مع أكثر من لاعب متميز في بعض الأندية كما أنها نجحت في تحقيق توازن مالي سريع بفعل عقلانية اتخاذ القرار والخبرة الكروية التي يتمتع بها المجلس السابق بقيادة المخلص للإسماعيلية وناديها الدكتور رأفت عبد العظيم ، كان القرار بالغ الغرابة أن يتم عزل مجموعة ناجحة بل واضحة النجاح أتت بقرار إداري تحت حجة تسويفها في الانتخابات ، ثم المجيء بقيادة جديدة غامضة ليس لها أي تاريخ رياضي أو خبرة وبقرار إداري مع تأجيل الانتخابات ، كانت روائح التآمر واضحة جدا ، ومع ذلك وقتها عارضنا كثيرون وقالوا أن هذه رؤية متشائمة ، وأن الكومي ملياردير كبير وسوف يفتح خزائنه للنادي ، كما أن الرجل لعب على هذه النغمة وأعلن بملئ فمه أنه سيجعل النادي الإسماعيلي حلم أي لاعب مصري حتى لاعبي الأهلي والزمالك ، ثم انتهى الحال بأنه لم يعد سوى حلم لاعب في فريق درجة ثانية ، وبينما كانت فرق الأهلي وإنبي وبترول أسيوط والزمالك وغيرها تتحرك بسرعة لاستقطاب البقية الباقية من اللاعبين الموهوبين ومعظمهم في المراكز التي يعاني منها الإسماعيلي مثل إبراهيم الشايب ورضا متولي وأحمد المحمدي وعبد الله رجب وغيرهم ، كان المهندس الكومي يمطر الصحف وجماهير الإسماعيلي بالخطب ويبيع لهم التصريحات ، وأن لاعبين سوبر على أعلى مستوى في الطريق للنادي ، ولم يبق الآن أي لاعب "يستاهل" ويمكن انتقاله موجود في الساحة المحلية ، والصفقة الوحيدة الناجحة التي تمت هي التي أنجزها رأفت عبد العظيم بتفاهمه وخبرته ومصداقيته مع هيئة قناة السويس ، فحصل على نجمين سيكون لهما شأن كبير مع الإسماعيلي الموسم القادم وهما : عمرو سمير وصلاح أمين ، لم يدفع الكومي جنيها واحدا من أجل الإسماعيلي ، وإنما حصد شهرة مجانية كرئيس "غلطة" لثالث أكبر قلعة كروية في مصر ، لقد استثمر الكومي خصومات لها طابع شخصي مع الأسف بين المحافظ الجديد الذي لم يدرك حتى الآن الفارق بين الإدارة العسكرية والإدارة المدنية ، ليطيح بمجلس مؤقت ناجح جدا ، بل وحقق ما يشبه معجزة ، وكلهم من أخلص أبناء الإسماعيلية مدينة وناديا ، لكي يأتي بشخصية تباهت علنا بانتمائها إلى نادي قاهري كبير ، رغم إدراكها كم يمثل هذا المعنى من إشارة شديدة السلبية لجماهير مثل جماهير الإسماعيلي ، أذكر أن حوارا دار بيني وبين صديق ناقد رياضي مرموق وقتها ، فقلت له أنه حتى لو ضخ الكومي ملايين ، فإنه لن يتجاوز تجربة الحاج سيد متولي في بورسعيد الذي وصل بسوء إدارته إلى أن أصبح فريق المصري مرشحا للهبوط حتى آخر مباراتين في البطولة ، ولكني الآن مضطر إلى القول بأن الحاج سيد على الأقل دفع من جيبه فعلا ملايين وهو ابن المدينة والعاشق لفريقها وإن كانت خبرته الكروية ضحلة ، بينما الكومي لا هو يملك أي خبرة في الشأن الكروي ، ولا هو يملك أي "عشق" للإسماعيلية ، المدينة والنادي ، يجعله ينفق جنيها واحدا من جيبه ، وبعد أن كان يبشر بالإسماعيلي الحلم الذي يضاهي الريال وبرشلونة ، أصبح يتحدث عن "أزمة الفلوس" وأنه يبحث عن بيع أحمد فتحي لتحقيق سيولة للإنفاق على الفريق ، إذا لماذا جئت يا باش مهندس ، ولماذا لا تتخذ قرارا أخلاقيا باستقالتك من رئاسة النادي ، قبل أن تصل به إلى الكارثة في الدوري الجديد الذي يبدأ بعد أقل من شهرين ، وقد نجحت الآن في أن تسجل اسمك في "تاريخ المشاهير" ، كرئيس للنادي الإسماعيلي ، أرجو أن يكون في تلك المدينة الرائعة عقلاء وأمناء ، يتحركون للإنقاد قبل أن يدخل الفريق إلى النفق المظلم مع بداية الدوري الجديد ، وتتجرع الجماهير المزيد من كاسات الحزن والعلقم على فريقها الذي أصبح "ملطشة" للجهة الإدارية ومطية لكل من هب ودب .