أصبحت أثرا بعد عين .. هذا هو حال الطائرة الماليزية في رحلتها الأخيرة والتي كانت الصين وجهتها الأخيرة بعد أن أقلعت من مطار كوالالمبور حين ابتلعها الفضاء وتفرق مصيرها في فضاء الموت والعدم .. فتحولت الى حالة غازية يصعب العثور عليها .. او تتبع مسارها .. وفي حقيقة الأمر ، فإن ماقيل عن الطائرة واختفائها القسري وعلى هذا النحو غير المألوف كثير وهو يثير الدهشة والعجب مثلما يثير العديد من مشاعر الحزن والغضب . كلمات كثيرة قيلت حول حادث الطائرة الماليزية البوينج 777 وهي في رحلتها المشؤومة رقم MH370.. والمتجهة من العاصمة الماليزية الى الصين.. وكلها تعبر عن الحيرة والدهشة والأسى .. كما تعبر أيضا عن العجز في معرفة مصير هذه الطائرة وركابها ال 239 المنتمين لأكثر من 15 جنسية حول العالم ..بما فيهم طاقم الضيافة والملاحين . ناهيك عن الطيار ومساعده اللذيين حيكت حولهما الكثير من القصص والحكايا الصادق منها والمكذوب .. فقد تلاشت الطائرة الماليزية .. وكأنها " طيارة ورق " من تلك التي كنا نطلقها ونحن صغار .. طائرتي الورقية الخالية من الركاب .. .. كانت أسعد حظا .. لأني كلما احتجت إلى استعادتها .. أسحب الحبل الذي يربطني بها .. على عكس هذه الطائرة الماليزية المنكوبة والتي حار العلم المتطور والتقنية العالية ذلك العلم الذي بلغ مداه في قرننا الحادي والعشرين الذي يتباهى بما وصل اليه من مراحل غير مسبوقة في التقدم والرقي في عالم تكنولوجيا الطيران والاتصالات عجز عن معرفة مصيرها .. وماذا حدث .. والاجابة على تلك الشبكة المهولة والمعقدة من التساؤلات وفك تلك الطلاسم التي احاطت بحادث اختفائها المفاجئ.. المثير في الأمر ، بل والأخطر هو حالة اللامبالاة التي ظهرت على جميع الدول والهيئات والمنظمات التي جمعها هم البحث عن هذه الطائرة لمنكوبة .. والركاب البؤساء .. الذين أوقعهم حظهم العاثر على متن هذه الطائرة التي ضاع اثرها ولم يعد يعرف أحدا في العالم عن مصيرها برغم مرور ثلاثة اسابيع على اختفائها القسري .. او الاختياري .. فلا أحد يعلم . المتابع لمسار هذه الرحلة ، وللجهود الحثيثة المبذولة لمعرفة مصير هذه الطائرة .. قليلة وربما شحيحة ، وربما ايضا متناقضة في بعض الأحيان ، علامات استفهام كثيرة غطت المساحة المتاحة في شاشة الكمبيوتر ، مثلما غطت المساحة المتاحة في الورق المنتشر على سطح أي مكتب . ولا اجابة واحدة تعدل حال اي من هذه العلامات الاستفهامية .. لقد اكتشف العالم وانا واحد من هذا العالم أن جميع الشركات واعني شركات الطيران ، وشركات صناعة الطائرات وشركات السفر .. جميعها كانت تملك وسائل خاصة للتجسس ، وأدوات خاصة للمعرفة والعلم والتي ظلت جميعها تعمل حتى بعد ان انقطع اتصال الطائرة بالكون .. فقد علمنا ان لكل طريقته في التعرف على اسرار هذا الكائن الطائر العجيب .. والاغرب ان الجميع لم يبادر بالبوح بما لديه من معلومات .. أو اخبار .. بل ان البعض تعمد تسريب الكثير من المعلومات المضللة والغامضة والمبتسرة .. حتى أيقن الجميع من تلاشي الطائرة .. وكأنها كانت مصنوعة من الوهم .. الطائرات والسفن ، وطائرات الهيلكوبتر والحوامات ومراكب الصيد والاقمار الصناعية واجهزة التقاط المعلومات والنبرات والهمسات عجزت حتى الان عن معرفة مصير الطائرة .. وبرغم كل ماقيل عن الاختطاف او الهبوط الامن في مكان ما .. او السقوط في قاع المحيط .. وماقيل عن المؤامرة والارهاب والانتحار وهلم جرا من الكلام المرسل الذي لم يشف غليل اي من اهالي الضحايا .. إلا أ، الحقيقة ماتزال ي عالم الغيب .. ولم يتفق اي من المسؤولين سواء كانوا شركات او منظمات او جمعيات على شئ منطقي .. الا ان الاتفاق الوحيد الذي يبدو أنه سوف يصدم كل متابع لما حدث للطائرة .. هو تحميل طاقم الطائرة مسؤولية ماجرى .. وقد بدأت مرحلة التسريبات في الظهور العلني .. والبداية كانت من صديق مزعوم للطيار الذي نقلت عنه "ديلي ميل" قوله : "ربما يكون زهاري الطيار قد أخذ الرحلة MH370 الى النزهة الأخيرة". لتبدأ رحلة الطعن في أهلية الطيار .. وفي سلوكه قبل الرحلة ، بل وحالته المزاجية .. وهي الفرضية التي كانت تراود المحققين منذ اليوم الأول لاختفاء الطائرة الماليزية، وهي أن يكون الطيار قد نفذ عملية انتحارية بالطائرة ..( عطفا على قاعدة شوفوا لنا متهم نلبسه القضية ..ونقفل المحضر ) أخيرا سوف يجدون الشماعة .. لانه ليس من المعقول ان تعترف شركات الطيران بخطئها .. أو شركات صناعة الطائرات بقصورها .. او يعترف نظام الطيران المدني بأن ثمة أمر ما حدث للطائرة جعلها تتلاشى هكذا في الفضاء ,, كأنها سحابة ماطرة .. مالبثت أن أصابها الوهن فأسقطت ماعليها من ركاب ومتاع في مياه المحيط .. بلا أثر ترصده العين .. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.