قال المستشار وليد شرابى، المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر، إن يوم 3 يوليو لم يكن مجرد انقلاب على شرعية، لكنه أكد أن تلك المؤامرة صاحبها تفكيك الترابط والتراحم والتآخي داخل المجتمع، مشيرًا إلى أن التحريض كان سلاحًا موجهًا على الشرعية وأنصارها، وكانت الشماتة أسلوبًا فى الأحاديث والمناقشات، وكان القهر عنوانًا للمرحلة الجديدة. وتساءل شرابي في تدوينة مطولة له عبر موقع "فيس بوك" قائلاً: "من منا لا يعرف أحدًا ممن شاركوا وأيدوا ما حدث فى 30 يونيو، ثم قرر أنه لم يكن يقصد ما قام به العسكر فى 3 يوليو؟ من منا لا يعرف أشخاصًا قد تغيرت مواقفهم من الثائرين ضد الرئيس محمد مرسى إلى المساندين لما يحدث فى الشارع من حراك ثورى ضد فساد وحكم العسكر؟ من منا لا يعرف أحدًا كان مع 30 يونيو وطاله الإيذاء بعد حدوث الانقلاب". وأضاف أيضًا: "من منا لا يعرف أحد شارك فى 30 يونيو وندم عما فعل فى حق الأجيال القادمة؟ من منا لا يعرف أحدًا من بين هؤلاء قرر أن ما كان يقصده فى 30 يونيو يختلف عما قام به العسكر بعد ذلك وأشار "شرابي" إلى أن من أتحدث عنهم طبقة ليست بالقليلة داخل المجتمع المصرى، ولكن بالرغم من تحسن فهم وإدراك وأداء هذا الفريق إلا أنني أجد أن الكثير من أبناء الثورة حاليًا تضيق نفسه من أن يصطف إلى جانبه هذا الفريق فى حراكه الثوري!!! وذلك لأن الكثير من أبناء الثورة وأنصار الشرعية أصبحوا يقسمون الشعب بين ثائر وخائن، وبين منصف وعميل، وبين صالح وطالح. واعتبر "شرابي" أن الحقيقة تقتضي ألا يمكن أن يبنى وطن على مثل هذه الأنواع من التصنيف، فمصر لن تكون فى خندق تيار سياسى واحد وإن حاز الأغلبية لفترات، وسيظل الوطن يتسع للجميع بالرغم من اختلاف الآراء وتنوعها والتنافس فيما بينها، وبلا شك أنني أدرك المرارة التي يشعر بها كل ثائر وثائرة بسبب من خرجوا وأيدوا 30 يونيو. وشدد "شرابي " على ضرورة أن تتحد جميع القوي الوطنية المحبة لهذا البلد أن تعلم أن من بين بقية مخطط الانقلاب فى 3 يوليو هو زرع الكراهية والوقيعة بين رفقاء الدرب وشركاء الوطن، وبذلك تضعف كل الكيانات السياسية والمؤسسات المجتمعية ولا تبقى سوى قوة السلاح التي يمتلكها العسكر فقط لاضطهاد كل من يسعى إلى إصلاح ما أفسده العسكر فى هذا الوطن، علي حد تعبيره. وأكد شرابي أن لهذه الحرب كانت هناك ردة فعل فى نفوس الثوار وأنصار الشرعية فهم بشر قابلوا ذلك بالضيق والحزن والرفض لكل من شارك فى هذه الجريمة، وكان وصولهم إلى هذه الحالة النفسية جزء لا يمكن فصله عن مؤامرة 3 يوليو. واستطرد المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر، قائلا: لأني أعلم مدى حرص أنصار الشرعية – وغيرهم – على مصلحة الوطن فإننى أناشدهم ألا تغلقوا باب التوبة فى وجه أحد، وأن تعلموا أن الطريق الذي رسمه العسكر لتفكيك الوحدة الوطنية لا يجب أن نسير فيه، مطالبًا إياهم باستدعاء الرموز الوطني التي أصبحت لا تجد لها على الساحة مكانًا لها لا مع الثوار ولا مع العسكر، علي المشهد. وأضاف: "كونوا أداة الرحمة مع كل من راجع نفسه بالرغم الظلم الواقع عليكم، واجعلوا للوطن أمل فى غد أفضل، فإن المسئولية التي رضيتم أن تحملوها تحتم عليكم أن تتحملوا ما لا يطيقه الآخرون وأنا أثق أنكم قادرون على حملها".