بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فهذا حوار هادئ مع علمائنا ومشايخنا في الدعوة السلفية الذين يشهد الله بحبي لهم جميعاً واعتذر ابتداء إن كان فيه إساءة لأحد منهم فإني والله ما أردت إلا الخير ، وما أنا إلا مسلم قد احترق قلبه بما هو دائر في الساحة الإسلامية منذ بدأت الثورة المباركة حتى الآن . - نحتاج اليوم من علمائنا ومشايخنا أن ينصتوا إلينا قليلاً كما أنصتنا إليهم كثيراً جزاهم الله عنا كل الخير ، فقد كنا نتوقع من علماء الدعوة السلفية وهم يجوبون محافظات مصر - أسأل الله أن يجعل ذلك في موازيين حسناتهم – في حملة مباركة للدفاع عن المادة الثانية من الدستور - وإن اختلفنا معهم في التوقيت- لأن المواد التي طرحت للتعديل لم يكن من بينها المادة الثانية ، كما أن صياغة دستور جديد للبلاد لن يتم إلا بعد عام على الأقل فكان يمكن تأجيل هذه الحملة المباركة وتقديم ما هو أهم وهو الاستماع للتساؤلات والإشكاليات التي يحملها شباب الدعوة السلفية منذ بدأت الثورة المباركة حتى الآن ولا يجدون من يجيبهم عنها . - لماذا غاب منهج عمر رضي الله عنه عن كثير من مشايخنا وعلمائنا بعد نجاح الثورة ، ندري أن شيوخنا بنوا مواقفهم على المفاسد والمصالح ونقدر أن من اجتهد منهم فاخطأ فله أجر، لكن يبقى أن عمر حينما اجتهد فاخطأ قالها صريحة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم " أصابت امرأة واخطأ عمر " فلا يمكن للجماهير أن تقبل تحول العالم من موقف إلى موقف مناقض ومن اجتهاد إلى اجتهاد آخر دون أن يبين لهم خطأه في الاجتهاد الأول ، فالاعتراف بالخطأ يريح الجماهير ويزيل عن علمائنا القداسة التي يضعها بعض الاتباع علي العالم فيظهر لهم أنه بشر يصيب ويخطيء . - نحتاج من علمائنا ومشايخنا في الدعوة السلفية المباركة و الذين لا نشك أنهم أكثر فهماً للإسلام وعقيدته وأنظمته وحركته أن تجمعهم خطة بارعة ونظام محكم يسيرون في فلكه ، فإننا وللأسف ما زلنا نراهم ينفرون من التقيد بخطة ونظام يجمعهم في دائرة واحدة ،وما زال البعض يغرد خارج السرب منفرداً ، وياليت من انفرد سكت فظهرت الصورة رائقة نقية !! - نحتاج في المرحلة المقبلة من علماء الدعوة السلفية أن يمدوا جسور التواصل مع كل المصلحين في البلد ( كتاب – صحفيين – إعلاميين - رجال أعمال – تجار - نقابيين ) جاء في مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي أنه كان ( إذا بلغه عن شخص صلاح ، أو زهد ، أو قيام بحق ، أو إتباع للأمر : سأل عنه وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة ، وأحب أن يعرف أحوله ) ، فهذا الهجوم الذي نسمعه ونشاهده ونقرأه اليوم على السلفية ربما أحد أسبابه هو الجهل بهذه الدعوة المباركة والإنسان عدو ما يجهل ، فعلى السلفيين اليوم أن يُعرِفوا المجتمع بأنفسهم وبدعوتهم ليعاديهم من يعاديهم عن بينة وينصرهم من ينصرهم عن بينة . - نحتاج من علماء الدعوة السلفية وإخوانهم من العاملين في الصف الإسلامي أن يكونوا رحماء بينهم وأن يكونوا صفاً واحداً ويداً واحدة لتكون – بإذن الله – يد الله فوق أيديهم ، ومن ينكث منهم يومئذ – وظننا بهم جميعاً أنهم فوق ذلك – فإنما ينكث على نفسه و يومئذ لن يكون الخاسر لا نحن ولا هم بل كلنا يومئذ خاسرون . - نحتاج اليوم من كثير من إخواننا السلفيين وأعني العوام منهم أن يكونوا رحماء بعصاة المسلمين وأن يتذكروا دائماً أنهم كانوا كذلك من قبل فمًٌن الله عليهم ، وأن يدركوا أن هؤلاء العصاة والفاسقين ضحية تربية أخلدتهم إلى الأرض أرادت لهم الفسوق ابتداء ودفعتهم إليه بل وكافأتهم عليه ، وأن هؤلاء العصاة ظلوا لسنوات طويلة كما يقول الرافعي في وحي القلم 2/258 أسرى ل( سياسة محاربة المساجد بالمراقص ، ومحاربة الزوجات بالمومسات ، ومحاربة العقائد بأساتذة حرية الفكر) - أقول في الأخير لعلماء الدعوة السلفية وشيوخها وإخوانهم من علماء الإخوان وشيوخهم وكل القائمين على العمل الإسلامي اتقوا الله في أمتكم في هذه المرحلة التي تمر بها ، فلا تفرقوا بيننا باختلافكم فإنما نحن بكم إن تآلفتم وتحاببتم كنا نحن إخواناً ، وإن اختلفتم وتنابزتم كنا نحن فرقاً وأحزاباً ، لقد ظل كثير من علماء كلا الفريقين يفضحون عورات إخوانهم من الفريق الآخر ولا يسترونها وكانت النتيجة بغضاً وكراهية بين كثير من الأتباع وفرقة وضعفاً في الصف الإسلامي الواحد ، لقد آن لعلماء الدعوة السلفية أن يحدثوا أتباعهم عن حسنات الإخوان وما أكثرها وأن ينشروا فضائلهم وما أعظمها ، وآن كذلك لعلماء الإخوان ودعاتها أن يبينوا لأتباعهم حسنات السلفيين وما أكثرها ،وأن ينشروا فضائلهم وما أعظمها ، يقول الإمام محمد بن سيرين " ظلمك لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما رأيت وتكتم خيره " يا أيها العلماء الفضلاء إن أمتكم اليوم تحلم أن تعيش في ظلال القرآن ومنهج القرآن وشريعة القرآن فكونوا جميعاً يوسف هذه الأحلام والله ولي توفيقنا وتوفيقكم [email protected]