أصدر منتدى المفكرين المسلمين برئاسة الأستاذ عبد الرحمن الجميعان بيانا موجها إلى الشعب اليمني الذي يقود ثورته المباركة ضد نظام الرئيس علي صالح طالبهم فيه بالصبر والثبات وترحم البيان على شهداء الثورة الذين سقطوا بنيران القمع والاستهتار ، وأضاف البيان الذي وصلت المصريون نسخة منه : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده حين نزل قول الله عز وجل: ٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ (المائدة: 54)، قال صلى الله عليه وسلم: « هم قومك يا أبا موسى» .. وأومأ برأسه إلى أبي موسى الأشعري اليماني رضي الله عنه وأرضاه. ولما جاء أهل اليمن إليه صلى الله عليه وسلم، يعلنون إسلامهم، فرح بذلك فرحاً شديداً، وقال رافعاً صوته: « الله أكبر الله أكبر !! جاء نصر الله، وجاء فتح الله، وجاء أهل اليمن. فقال بعض الصحابة: وما أهل اليمن؟! فقال صلى الله عليه وسلم: قوم نقية قلوبهم ولينة طباعهم ... الإيمان يمان والحكمة يمانية .. هم مني وأنا منهم». ها هي الثورة اليمنية، في صمودها السلمي العجيب .. رغم القتل المتكرر من السلطة الطاغية، والغازات السامة، وأجهزة الأمن الظالمة، وعناصر الفساد والإجرام الباغية .. قاربت على طي شهرها الثاني بعزيمة، وإصرار منقطعي النظير، لا هدف لها، ولا مرام، إلا الإطاحة في رموز الظلم والاستبداد، الذين جثموا على الصدور عقودا طويلة، أفسدوا فيها الحرث، والنسل، والفطرة، لمن نزلت فيهم الآيات العظام .. إلى أن جاءت الثورة التي حطمت الكبرياء، والعصبية، والحزبية، والمحسوبية، والشعارات الزائفة والمغرضة .. وحطمت التهديدات الأجنبية، والاتهامات الظالمة والمشينة، وقطعت الطريق على الطائفية، ومحاولات الاختراق الخارجية، وأصرَّت على رحيل الطغاة، بلا مهادنات، أو مساومات، أو حوارات عقيمة، لم تعد تقنع أحدا من خلق الله. يا أهل الإيمان والحكمة إذا كان خير الخلق، صلى الله عليه وسلم، فرح بإيمانكم، واستبشر بكم، وشهد لكم بالحكمة، فحري بالأمة، كلها، أن تفرح وتستبشر بفرح رسولها الكريم .. وكيف لا تفرح؟ وقد عقدتم العزم على أن تقاوموا، بصدوركم العارية، كل صنوف الظلم، والطغيان، والفساد، والإفساد، لتقدموا للأمة رصيدا ثريا، في قابل الأيام، وعِبَراً تنتفع بها، في التصدي لكل جبار عنيد. كنتم، وما زلتم، يا أهل اليمن، رصيد هذه الأمة، ومددها، وحصنها الحصين، ودرعها المتين. وبعزمكم، وشجاعتكم، وصبركم، وثباتكم، وحكمتكم في إدارة ملحمة الانعتاق والتحرر؛ إنما تستردون اليمن ممن سلبها، وسلب منها سعادتها، وتهيؤون الأمة لانطلاقة عزها ومجدها، ونصرة دينها، وتبشرونها بما تحتاجه من مدد يعيد للأمة .. كل الأمة .. نقاء قلوبها، ولين طبائعها، وحسن إيمانها وفقهها، وجميل حكمتها. يا أهل الحكمة والإيمان اعلموا، وأنتم أهل الحكمة، أن عهد الطغيان ولّى إلى غير رجعة .. وأن عهد التخويف، والتسلط على رقاب العباد، قد أذن بالزوال .. وأن اليمن السعيد، قادم بعون الله، وقوته، ورحمته .. وفي سعادته سعادة الأمة .. الأمة، التي تتأمل فيكم الخير .. كل الخير .. فلا تكونوا إلا حيث كان أجدادكم العظام .. تمثلوهم، واقتدوا بهم، ولا تقبلوا لليمن، وأهلها، إلا بما قبل به أبو موسى الأشعري، وأبو هريرة، وأبي بن كعب، وأسيد بن الحضير، وأسامة بن زيد، وأنس بن مالك، وثابت بن قيس، وجرير البجلي، وحاطب بن أبي بلتعة، وحذيفة بن اليمان، وحسان بن ثابت، ودحية الكلبي، وزيد بن ثابت، وزيد بن حارثة، وسعد بن معاذ، وسلمة بن الأكوع، وشرحبيل بن حسنة، وعامر بن فهيرة، وعبدالله بن رواحة، وعمار بن ياسر، والعلاء بن الحضرمي, وعمران بن حصين، ومعاذ بن جبل، والمقداد بن عمرو، الطفيل بن عمرو، ووائل بن حجر، وأسماء بنت عميس، وأم سليم بنت ملحان .. وغيرهم من الصحابة الأفذاذ والصحابيات الملهمات. رحم الله رجال اليمن، وشبابها، ونسائها، وأطفالها، ممن قضوا، برصاص الغدر، على أيدي سلطة مجرمة، لطالما هددت بسفك الدماء، قتلا أو بالحرب الأهلية فعلا، كي يبقى الطغاة فوق عروشهم، يزهدون بدماء الأمة، ويستمتعون بها. ورحم الله القتلى ممن نحسبهم عند الله من الشهداء. وشفى الله الجرحى والمصابين، وحقن دماء أهل اليمن. اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وتقال فيه كلمة الحق لا يخشى قائلها في الله لومة لائم. اللهم وفق أهل اليمن وشبابها الأحرار لما تحبه وترضاه، وسدد خطاهم، وصوب رأيهم، وقِ البلاد والعباد شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. آمين والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته صدر في الكويت عن: منتدى المفكرين المسلمين الأمانة العامة 22 ربيع الثاني 1432ه الموافق 26 آذار / مارس 2011م