ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الحرب المستعرة في سوريا دخلت عامها الرابع، وأن أي آمال لجعل الولاياتالمتحدة وروسيا تتوسطان لإيجاد تسوية للأزمة السورية في الوقت القريب قد تبخرت، بسبب تفاقم الأزمة الأوكرانية. وأضافت الصحيفة, في مقال للكاتب ديفد إغنيشاس, أن واشنطن بحاجة لأن تتبع استراتيجية جديدة تتمثل في دعم وتعزيز موقف الثوار السوريين المعتدلين، وذلك حتى تمكنهم من مقاومة نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم القاعدة على حد سواء. وتابعت الصحيفة أن الحرب في سوريا أسفرت عن مقتل أكثر من 140 ألف إنسان، وأنها تسببت في تشريد الملايين داخل البلد وخارجه، وأنها أدت إلى دمار البنيتين الثقافية والاقتصادية. وشهد العام المنصرم تغيرات ميدانية في سياق أحداث الثورة السورية, من أبرزها تراجع قوات المعارضة المسلحة لصالح الجيش النظامي. وكانت العاصمة دمشق أكبر ميدان للخاسرين لجهة اتساع سيطرة النظام السوري على حساب قوات المعارضة، التي كانت مسيطرة منذ عام سيطرة كاملة على أحياء وبلدات جنوب العاصمة ما عدا بضع قرى منها السيدة زينب. أما في الوقت الحالي, فلم يبق من جبهات المواجهة بين الطرفين في دمشق سوى مخيم اليرموك ومنطقتي القدم والعسالي إضافة لأجزاء من حي التضامن، وقد أخرج النظام من حساباته بقية الأحياء والقرى إما بالتهادن معها بعد حصارها لأكثر من عام، وإما بالسيطرة عليها عسكريا.