شهدت كلية الإعلام بجامعة القاهرة مساء أمس الأربعاء واقعة مؤسفة للغاية ، عندما اعتدى العشرات من أفراد الشرطة العسكرية على الطلاب والطالبات بالعصي الكهربائية والضرب المهين إضافة إلى اعتقال عدد من أساتذة كلية الإعلام بمن فيهم رؤساء أقسام مجاملة للدكتور سامي عبد العزيز عميد الكلية الذي يعاند آلاف الطلبة والأساتذة بإصراره على البقاء في منصبه ورفضه الاستجابة لمطالبهم بتنحيه عن منصبه ، خاصة وهو أحد رموز لجنة السياسات وقائد الحملة الإعلانية لترشيح الرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة وأيضا المسؤول عن حملات إعلان تلميع جمال مبارك في إطار مشروع التوريث . وكان الدكتور سامي عبد العزيز قد قام صباح أمس الأربعاء بعقد اجتماع لمجلس الكلية في قاعة المؤتمرات بالدور الرابع بكلية الاعلام، و هو الاجتماع الذي تغيب عنه عدد كبير من أعضاء المجلس من ضمنهم رؤساء الأقسام و مديري المراكز و وكيل الكلية لشئون الدراسات العلية و هو ما يسقط شرعية المجلس. عندما علم الطلاب المعتصمون بأمر الاجتماع قاموا بنقل اعتصامهم للدور الرابع و محاصرة الاجتماع مرددين شعارات مناهضة للعميد و أصروا على استمرارهم في الاعتصام و عدم الرحيل حتى تحقق مطلبهم الرئيسي و هو رحيل الدكتور سامي. في حوالي الساعة السابعة مساءاً فوجئ الطلبة بحضور عدد من مدرعات الجيش إلى مبنى الكلية و خروج عدد من أفراد الشرطة العسكرية منها يترأسهم عدد من قيادات الجيش .. قاموا بالاجتماع مع بعض أساتذة الكلية من ضمنهم الدكتور محمود خليل رئيس قسم الصحافة و عدد من اساتذه القسم، و أكد لهم القادة العسكريون أنهم لم يكونوا على علم بما يحدث في كلية الاعلام و استمعوا الى مطالبهم و وعدوهم برفعها إلى المجلس العسكري. ثم فجأة قامت اربعة فتيات باقتحام الاجتماع في حركة تمثيلية مرتبة و قدموا احتجاجاً للقادة العسكريين بانهم متضررون من تعطيل الدراسة بالكلية و التي تسببت بها هذه الاعتصامات. بعدها تحولت لهجة الحوار بين القادة العسكريين و الأساتذة لتأخذ شكل أقرب بالتهديد، حيث توعدهم قادة الجيش بأنهم إذا لم يقوموا بفض الاعتصام حالاً فسيواجهون مالا تحمد عقباه. بعدها توجه رجال الشرطة العسكرية للطلاب المعتصمين امام قاعة المؤتمرات و طالبوهم بفض الاعتصام و السماح للعميد بالخروج، لكن الطلبة أصروا على مطالبهم بضرورة رحيل العميد عن منصبه، فقام بعدها رجال الشرطة العسكرية بضرب الطلاب المعتصمين بالعصى الكهربائية و فضهم بالقوة و اعتقال رئيس قسم الصحافة و بعض اساتذه القسم و احتجازهم في المدرعات (تم الافراج عنهم بعدها)، و قاموا بتمزيق اللافتات التي قام الطلبة بتعليقها و اغلاق الكلية. عاد الطلبة للاعتصام مرة اخرى و لكن هذه المرة أمام المبنى الرئيسي للجامعة و قد انضم اليهم الطلاب المقيمين بالمدينة الجامعية و آخرون من عدة كليات بالجامعة، كما انضم اليهم بعض اساتذه حركة 9 مارس و الذين اعتبروا ان ما حدث يشكل اهانة للاستاذ الجامعي. و اعلن الطلاب عن استمرار اعتصامهم كما اكدوا نيتهم على التصعيد، حيث قاموا بدعوة عدد من المنظمات الحقوقية و الشخصيات الاعلامية للانضمام لهم غداً الخميس في الوقفة التي سيقوموا بتنظيمها مع شباب الخريجين في الجامعة ، ومن المنتظر تفجر الأحداث بصورة خطيرة في كلية الإعلام في الأيام المقبلة بعد تواطؤ رئيس الجامعة حاسم كامل مع رجل لجنة السياسات سامي عبد العزيز ورفضه الغريب لإقالته .