على سلالم كلية الإعلام جامعة القاهرة، جدد الطلاب والأساتذة مطالبهم برحيل سامى عبدالعزيز عميد كلية الإعلام، فيما كان بضعة طلاب على بعد خطوات يرفعون لافتات لتأييد بقاء العميد فى منصبه. الخميس الماضى، كان اليوم الثانى عشر من اعتصام طلاب الإعلام، الذى بدأ فى 6 مارس مع بداية الثورة الطلابية فى جامعات مصر، «ولن تنتهى حتى يرحل العميد». حامد فتحى، طالب الفرقة الرابعة بقسم العلاقات العامة، يصف نفسه بأنه «طالب يستمد شرعيته من التحرير»، قرر مع خمسة من زملائه تصعيد الاعتصامات بالإضراب عن الطعام. هو ومئات الطلاب مرابطون على سلالم الكلية، ضد «عميد كان حالة خاصة جدا، كان عضوا كبيرا فى الحزب الوطنى». سامى السيد عبدالعزيز، رئيس قسم العلاقات العامة والعميد «المعين» حاليا لكلية الإعلام، عضو لجنة الإعلام بالحزب الوطنى والمستشار الإعلامى لجمال مبارك، عضو مجلس الشورى المنحل، مهندس الحملة الإعلامية للرئيس المخلوع حسنى مبارك، فى انتخابات 2005، شارك فى تخطيط وتنفيذ الحملة الإعلانية لقانون الضرائب الجديد، وأعد برنامجا اتصاليا متكاملا لتسويق مفهوم الخصخصة فى مصر، «يعنى هو جزء أساسى من نظام فقد شرعيته، قاعد لية؟»، يسأل الطالب المعترض. بدأت المظاهرات بدعوة على فيس بوك باسم «معا لتغيير العميد»، ودعا بعض الطلاب العميد بالاستقالة من المنصب، مع ضمان حق المنافسة «الشريفة» عن طريق انتخابات عادلة تتم داخل الكلية، «قلنا ندى له فرصة شرعية إنه يبقى عميد بناء على رغبة أبناء الكلية». الرد جاء بالرفض القاطع بدعوى «الفصل بين التوجه السياسى والعمل الأكاديمى»، العميد يتحدث عن ماضيه السياسى فى الحزب الوطنى، «أنا كان تخصصى فقط أعلم الناس مهارات الاتصال». يعبر سامى عن حزنه على الطلاب، «لأنهم بيدخلوا فى حاجة مالهومش فيها»، حق الطلاب فى لائحة أو انتخابات طلابية مكفول، أما فكرة انتخاب عميد جديد، «فيشارك فيها أعضاء هيئة التدريس وليس الطلاب»، مؤكدا أنه يملك أصوات الأغلبية. قرر العميد البقاء، «والقيام بمهمتى للنهاية وذلك فى ظل القانون والشرعية»، ويقرر الطلاب بداية الاعتصام. بدأت المظاهرات «سلمية» فى أول يوم دراسى، مئات من طلاب كلية القمة محدودة العدد، وقفوا على سلالم الإعلام يرفعون مطالبهم التى امتدت لإقالة رؤساء الأقسام والوكلاء، ودعا الطلاب لمظاهرات ألفية لطلاب الكلية. فى نفس التوقيت بدأت حملة مضادة فى صفحة جديدة على فيس بوك بعنوان «لا لإقالة العميد»، شارك فيها العمال والإداريون فى الكلية للتأييد. «عاوزين د. سامى لأنه محترم ومهنى، وكمان ما أخدش فرصة إنه يعمل حاجة للكلية»، أحد المشاركين فى الوقفة المؤيدة، يحمل لافتة يطالب فيها «بعدم انتهاك حرمة الحرم الجامعى، وعدم اتباع أساليب الضغط غير المشروعة». يوم الاثنين الماضى، الحادية عشرة صباحا، حدث التحول الأخطر فى مسيرة المظاهرات فى رأى محمد الفقى أحد الطلاب المعتصمين. زارت الشرطة العسكرية الكلية، «واستقبلهم د. سامى فى مدرج 3، وقال إن كل الطلبة الموجودين هم مؤيدون له». يحكى الفقى عن محاولة الدخول إلى المدرج، «ما قدرناش»، والسبب كما يذكر كان درعا بشريا من العمال والموظفين وأمن الكلية، «وتطورت الأوضاع إلى التعدى بالضرب على الطلاب والأستاذة كمان». عواطف عبدالرحمن، الأستاذ المتفرغ بقسم الصحافة، حررت محضرا فى قسم الجيزة برقم 1625، ذكرت فيه «تعرضها للاعتداء والبلطجة داخل الكلية من أحد العمال»، وتم رفع الشكوى لنقابة الصحفيين والمجلس العسكرى وأمر النائب العام بفتح التحقيق فى الواقعة. فى حواره على الهاتف مع «الشروق»، قال سامى عبدالعزيز إنه لم يرتب لما حدث. «أنا اتفاجئت لما لقيت الجيش جاى، وأمن الكلية تصرف بدون علمى عندما شعر بخطر من الطلاب»، مضيفا أن الندوة كانت دعوة للحوار، وأن العامل المتهم باعتدائه على د. عواطف يجرى التحقيق معه. وبدأ فصل جديد من التصعيد، بدأت البنات فى المبيت فى خيم خاصة فى حديقة الكلية، وأعلن قسم الصحافة بيانا ثانيا، بتعليق العمل الدراسى والاعتصام فى المكاتب لمدة أسبوع «مع تعويض المحاضرات فى الأيام التالية. البيان هذه المرة حمل وصفا جديدا لسامى عبدالعزيز، «الذى دعم رسالة الإعلام الرسمى المضللة، وأهان ثورة 25 يناير»، وبدأ القسم أيضا حملة جمع توقيعات من أعضاء هيئة التدريس بالموافقة على الإقالة، للضغط على رئيس الجامعة. المعترضون يدعون العميد إلى «الاستقالة» أو إجراء «انتخابات حرة». وسامى عبدالعزيز يؤكد بقاءه، «وربنا يساعدنى، ما فيش قدامى غير الحوار ثم الحوار». والطلبة المعتصمون مصممون على الصمود، بجوارهم البطاطين يفترشون بها الأرض فى ليالى الربيع القادم قريبا أمام مبنى الكلية، وفى الصبح فى مقرهم أمام الكلية، تحميهم من حرارة الشمس الساخنة لافتة كبيرة كتبوا عليها ارحل بكل اللغات، يجلسون هناك يرتبون الأفكار، ويقسمون العمل بين لجان الأمن والإعاشة والإعلام التى كونوها، يحاولون كسب المؤيدين عن طريق نشر صور ومقالات توضح موقفهم، ومقالات أخرى قديمة نشرها عميد الكلية توضح أنه عضو فى النظام الراحل.