بدأ الحزب "الوطني" استعدادات مكثفة لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في غضون شهور، بعد الموافقة على التعديلات الدستورية، في محاولة لاستعادة الهيبة التي فقدها خلال ثورة 25 يناير، لكنه لن يسعى للمنافسة على جميع مقاعد البرلمان كما كان يجري في السابق. وتشهد أمانات الحزب في القاهرة منذ يوم الثلاثاء اجتماعات مستمرة بشأن التحضير للانتخابات ووضع خطة للاحتكاك بالشارع طمعًا في محو الصورة السلبية التي صنعها على مدار العقود الثلاث الماضية، والعودة إلى قبة البرلمان بقوة، وإن كان ليس بنفس الكثافة العددية. فقد شكى أمناء الحزب لجان مصالحة بمختلف المحافظات يتألف قوامها الأساسي من أمناء الوحدات الحزبية وأعضاء المجالس الشعبية، الذين يقدر عددهم بحوالى 51 الف عضوًا، وعملوا على فض النزاعات بين العائلات الكبيرة وعقد جلسات لصلح بينهما لكسب ثقتهم، بهدف كسب شعبية تلك العائلات ذات الأصوات الانتحابية الكبيرة. ويستعد الحزب لعقد مؤتمر طارئ في غضون أيام، هو الأول من نوعه بعد فصل واستقالة العديد من كوادر الحزب لاختيار رئيس جديد له، خلفًا للرئيس المخلوع حسني مبارك وتشكيل هيئة مكتب جديدة استعدادًا لخوض انتخابات الشعب. وعلمت "المصريون" من مصادر حزبية، أن الدكتور محمد رجب، الأمين العام للحزب أجرى خلال الأيام الأخيرة اتصالات مكثفة مع عدد من النواب السابقين وأعضاء الحزب، بهدف إقناعهم بخوض الانتخابات البرلمانية القادمة على قائمة الحزب. ووافق عدد كبير من هؤلاء على خوض الانتخابات تحت مظلة الحزب، وقد اعتمد رجب في عملية اختيار مرشحي الحزب على الأعضاء الذين يتمتعون بالشعبية في دوائرهم، والذين يمتلكون القدرة على حشد الناخبين حولهم، دون النظر إلى الانتماء السياسي لهم، خاصة في مناطق الصعيد والدلتا. وبحسب المصدر، فإن الحزب سيقوم بالإنفاق على حملته الانتخابية من ميزانية الخاصة، حيث أن أمواله م تجمد وتبلغ عشرات الملايين من الجنيهات، وأضاف أن الحزب سيخوض الانتخابات على 40%من المقاعد ولن يخوضها في جميع الدوائر، نظرا للأوضاع الراهنة وحتى لا يؤدي خوض الانتخابات في جميع الدوائر إلى استفزاز المصريين الناقمين على الحزب. وأكد النائب السابق عبد الرحيم الغول ل "لمصريون"، أن الحزب "الوطني" استعاد عافيته مجددًا وسيعود بقوة في الانتخابات البرلمانية القادمة، مؤكدا أن غالبية الأعضاء لم ينسحبوا من عضويته ولا يزالون داخل الحزب. وقال إن الرهان سيكون على الأسماء التي ستخوض الانتخابات اعتمادًا في المقام الأول على شعبيتها، لأن الناخب المصري عندما يذهب إلى صندوق الاقتراع لا ينظر إلى حزب لكنه ينظر إلى المرشح، فليس من المنطق ان يقوم الناخب بدعم مرشح أيًا كان من أجل الحزب الذي ينتمي إليه. وأضاف إن نواب "الوطني" عندما يفوزون لا يكون ذلك على أساس انتمائهم الحزبي، بل لأنهم أشخاص معروفون في دوائرهم، فالمرشح المتواجد بين أهله باستمرار، والذي يقدم خدمات لأبناء دائرته هو الأقرب لمقعد البرلمان. وقال حول المطالب بتأجيل الانتخابات البرلمانية حتى تعطى الفرصة للأحزاب لاكتساب أرضية جماهيرية أين تلك الأحزاب التي تريد التواجد خلال شهور داخل الشارع المصري من ذلك طوال السنوات الماضية. وأضاف الغول إن ثقافة الناخب المصري هي تقديم الخدمات له، وليس البرامج الانتخابية والأحزاب التي تطالب بمد فترة الانتخابات لتكون بعد رئاسة الجمهورية عليها ان تنتظر عشر سنوات على الأقل حتى يتغير سلوك الناخب، وعلى الأحزاب ان تنزل من برجها العاجى وتختلط بالناس حتى يشعروا بها ويتركوا المنابر الإعلامية وكفاهم توجيها ونقدا دون مشاركة.