من بين عشرات التعليقات التي تجود بها قرائح القراء استوقفني ما كتبه أحدهم تعليقا على زاوية الأمس «صندوق دعم البورصة»، ثم أتبعه بمكالمة هاتفية طويلة ألحّ فيها على السكرتارية أن يتحدث معي مباشرة، وعندما رفعت سماعة الهاتف باغتني بسيل من الاتهامات استوعبت بعضها ولم افهم أكثرها لفرط انفعاله وحماسه، وما استطعت استخلاصه من كلامه انه يعترض بشدة على دعوتي لانشاء صندوق لدعم البورصة يقتصر على المصريين فقط، ويوجه اساسا للعاملين في الخارج، وحاولت فهم اسباب الاعتراض، فانفجر معددا ان العاملين في الخارج فرضت الحكومات السابقة عليهم ضرائب ظالمة وتم الغاؤها، دون ان تعاد اليهم اموالهم، وتفرض عليهم رسوم تصاريح عمل بمبالغ مبالغ فيها، وتشكل تحويلاتهم من الخارج رافدا مهما جدا للاقتصاد المصري، ولا يكلفون الدولة جنيها واحدا كعلاج أو دواء وابناؤهم يتعلمون في الخارج، وترفض اغلب الجامعات الحكومية قبولهم، الا القليل وبشروط تعجيزية، ولا يفكر أحد في منحهم أبسط الحقوق السياسية حتى بعد ان اصبح التصويت ببطاقة الرقم القومي، ولا يتم تخصيص أي حصص لهم في أراض أو مساكن كما يتم ذلك لجميع فئات وشرائح المجتمع المصري. .. ويواصل القارئ دون ان يلتقط انفاسه.. أو يترك لي الفرصة لأقاطعه.. كل ذلك وتطالبنا بدعم البورصة.. لماذا لا يدعمها من سرقها؟ ولماذا لا تسترجع الاموال المنهوبة من اللصوص والحرامية وهي بالمليارات و.... وهنا قاطعته بهدوء محاولا وضع بعض النقاط على الحروف قائلا: أخي الكريم أولا لقد كتبت ما كتبت بناء على مطالبة العديد ممن أثق في مشاعرهم من المصريين الموجودين خارج مصر، والذين يرغبون بشدة في مساعدة اقتصاد بلادهم على عدم الدخول في نفق مظلم، يرون قطار الاقتصاد المصري مندفعا الى غياهبه لا محالة ما لم تتكاتف كل السواعد الشريفة والقلوب المحبة والعقول الواعية لانقاذه من الكارثة. ثانيا: ما كان يحدث لقرابة 6 ملايين مصري يعيشون خارج مصر من ظلم وعدم اهتمام كان جزءاً من نظام انتهى بالفعل، ولم يكن هذا النظام يظلم العاملين في الخارج فقط أو يخصهم بعذابه، لذلك علينا ألا نحاسب الحكومة الجديدة على اخطاء ما قبل 25 يناير. ثالثا: استعادة الاموال المسروقة، واسترداد الثروات المنهوبة، واسترجاع الخيرات المسلوبة يجب ان يكون على رأس اولويات الحكومة الجديدة، وأولويات كل شريف محب لبلده، لكن ذلك يا سيدي لن يكون ابداً بين يوم وليلة، وربما استغرق شهوراً، بل وسنوات حتى ذلك الحين تبقى مصر امانة في اعناقنا واعناق كل المسلمين والعرب الشرفاء. أما حقوق المغتربين فآتية في وقتها بإذن الله. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 يا سيدي الفرعون هل شاهدت أحزان المدينة الناس تصرخ من كهوف الظلم والأيام موحشة حزينة ومواكب الكهان تنهب في بلاطك والخراب يدق ارجاء السفينة والموت يرسم بالسواد زمانك الموبوء والأحلام جاحدة ضنينة (الأرض قد عادت لنا – فاروق جويدة)