إعتدنا طوال حياتنا أو حياتى انا على الاقل ,وعمرى تجاوز الان الاربعين ان نذهب الى صندوق الانتخابات لنجيب فى استفتاء الرئاسة بنعم او بلا، وبغض النظر عن نتيجة من صوت أو رأيه فالنتيجة محسومة وصوتك الذى هو امانة مصيره الى صندوق القمامة لان الحكاية كانت مجرد شكليات و لان النتيجة كانت تعلن على طريقة ( امه نعيمة ) فى الاغنية الشعبية (خلى عليوه يكلمنى ) التى لا تكتفى بنعم واحدة بل ترد ب(نعمين) والمحصلة النهائية نعم للحاكم القائم سواء كان ناصر او السادات او مبارك وبنسبة تفوق نسبة المؤمنين بالانبياء لانها تصل الى 99.9 % ولم يتفوق على هذه النسبة احد فى العالم الا المرحوم صدام حسين الذى حصل على نسبة 100% وهى نسبة تفوق نسبة المؤمنين بوجود الله سبحانه وتعالى . اليوم الوضع مختلف نحن امام صندوق حقيقى سيحسم سؤالا هاما هو هل نبدأ فى ادارة عجلة الديمقراطية حتى لو لم تحقق كل ما نحلم به، ونحقق كل ما نحلم به ونحن سائرون؟ ام ننتظر الى ان نحقق كل مانريد دفعة واحدة ونؤخر التحرك الديمقراطى قليلا ؟ وانا لا اتدخل فى الايحاء بنعم او لا لكننى مهتم بان نخرج جميعا الى صندوق الانتخاب لنبرهن للعالم ولانفسنا ان هذا الشعب الذى حقق معجزة الاطاحة بنظام مبارك قادر على ضرب اروع الامثله فى الوعى والفكر الديمقراطى وخرج بالملايين ليعبر عن رايه سواء كان نعم ام لا؟ . ولا اريد ان اصطدم بان من خرجوا ليعبروا عن رأيهم اقل مما نتوقعه ويتوقعه العالم ، لذلك اخرجوا جميعا واذهبوا الى صناديق الاقتراح ولا يهم ماذا ستقولون بقدر مايهم ان تذهبوا للاستفتاء وتحتكموا الى صندوق لن يتم تزويره لاول مرة فى تاريخ مصر اشعروا القوى السياسية والحكام والعالم ان الشعب اصبح قويا وقادرا على الاطاحة باى شخص واى قوة سياسية عن طريق صندوق الانتخاب . ومهما كانت النتيجة فالوطن هو المستفيد الاول منها واتمنى الا نخرج من الاستفتاء بتوزيع اتهامات العماله والتخوين فيصبح من ادلى بصوته ب(نعم) هو احد انصار الحزب الوطنى الذى يخطط لاستعادة سيطرته على الوطن مرة اخرى ،أو أنه من اتباع الاخوان الذين يريدون ان ينتهزوا الفرصة ويتحكموا فى مستقبل مصر او فى احسن التقديرات والوصف هو مواطن غبى لا يستطيع ان يأخذ قرارا صحيحا ويحتاج الى من يرشده . واتمنى الا نتهم من ادلى بصوته ب(لا) بأنه من انصار الامريكان وهو عميل للمخابرات المركزية ولديه أجندة خارجية ومستفيد من الوضع القائم وهو ايضا من اعضاء الحزب الوطنى والنظام المخلوع الذى يتحين الفرصة للعودة ليعيد حكم مصر مرة اخرى . اتمنى ان نتوقف عن استخدام هذه النغمات لأننا فى أول امتحان ديمقراطى حقيقى لو رسبنا فيه فسوف نرسب فى كل الاختبارات القادمة . على الذين قالوا (لا) وجاء الصندوق مخالفا لارائهم ان يرتبوا مع الذين قالوا نعم لضمان الا تحدث اي من المخاوف التى يرددها انصار لا، وعلى الذين قالوا ( نعم )وخالفهم الصندوق ان يجتمعوا مع من قالوا لا لبحث الخطوات التالية . لاول مرة تصبح مصر أمانه بين يدي شعبها بالفعل فلا تخذلوا انفسكم وتخذلونا معكم لو انصلح حال مصر انصلح حال الامة توافقوا ولا تتصارعوا ولا تتفرقوا احزابا وشيعا ودربوا انفسكم على الإحتكام الى رأى الصندوق الذى اصبح عادلا وغير مزور لاول مرة فى تاريخ مصر وانتهى الى الابد دور أمه نعيمه التى قالت نعمين.