موجة حرق وإتلاف السيارات الخاصة ببعض الشخصيات زادت وأصبحت صادمة ومروعة ونذير شؤم وبداية لمسلسل مرعب من رد فعل مرضي ( مجتمعي ) يجب سرعة تشخيصه ومن ثم علاجه ، وإلا فلا تنتظروا إلا الأسوأ . ونذكر بالأخبار التي وردت في هذا الخصوص ، ( حرق سيارة بنت وزير العدل في حكومة الببلاوي ( دفع رباعي ) - إتلاف سيارات خاصة لأبناء مذيعة مشهورة ( قناة صدى البلد ) أمام منزلها - حرق سيارة القاضي الذي يتولى التحقيق مع جماعة الإخوان المسلمين - حرق سيارة ضابط شرطة في الغربية - حرق سيارة أحد المذيعين الذي قال للفريق عنان ( حأعَورَكْ ) - حرق سيارة ضابط شرطة بالفيوم- حرق سيارة ضابط شرطة بالإسماعلية – ثم حرق سيارة شرطة المخصصة للمقدم ( فلان ) رئيسة وحدة مكافحة سرقة السيارات بمدرية أمن البحيرة . أخبار تثير الغثيان مثلها مثل برامج ( التوك شو بعد 30 يونيو ) وما بين خبر حرق سيارة بنت وزير العدل( دفع رباعي ) وسيارة الشرطة المخصصة لرئيس وحدة مكافحة سرقة السيارات هناك رائحة إنتقام ما بين الإحساس بالظلم والكراهية ، وما بين الإنتقام من ضابط يقوم بواجبه على أكمل وجه ( يعني ناس أعماهم الإحساس بالظلم & وناس حرامية مية مية ). لكن دعوني أدعوكم للنظر حولنا في بلدنا مصر الغالية ، لنعرف الأسباب. لن يجد أحداً مجهوداً كبيراً عندما يسير في مكان ما ليجد أرضاً محترمة مخصصة للبناء ( للسادة ضباط الشرطة أوالسادة ضباط الجيش أوالسادة القضاة) . ثم يذهب لمكان آخر ليجد أراضِ زراعية خاصة لنفس الفئة. مع العلم أن كل هؤلاء لا ينقصهم أراض سكنية ، ولا زراعية ، لأنهم يستطيعون أن يعيشوا بشكل محترم ولائق برواتبهم. ثم إن أمثالهم من المفترض أنهم ميسورين الحال وأولاد ناس ميسورين الحال أيضاً ، وعندهم عقارات وأراض زراعية وإلا لما كانوا دخلوا أصلا هذه الوظائف ( مش كده ولا إيه ) على رأي فؤاد المهندس رحمه الله . في المقابل العشوائيات التي ضربت مدن مصر كلها، وآخرها (عشوائية عزبة النخل ) . وقامت الدولة بإزالتها ، وإن كانت ما فعتله الدولة كان لتصحيح وضع خاطئ . فهل صححت الدولة هذا الوضع الخاطئ بعمل آخر ناجح مثلاً، كأن خصصت لهؤلاء ( المضارين ممن هدمت عششهم ) أراض بناء وهم أولى بالرعاية والتخصيص ، على أقل تقدير كما خصصت للفئات التي لا تحتاج لتخصيص. أو هل خصصت الدولة أراض خاصة لإسكان الشباب. وأخرى زراعية لأبناء الفلاحين ، أم أنها تركت هؤلاء فريسة سهلة لمرض الإحساس بالظلم والكراهية والحقد ، يتعلموه من فضائيات الفتن عندما يبثون لهم ذلك في سب الإخوان ليل نهار . وبدلاً من يسقطوهم بالديمقراطية في أول محطة إنتخابية تشريعية أسقطوهم بالحرب الإعلامية والأمنية والإنتقائية . هل هناك تدريس وتعليم وتعميم للكراهية أفضل من كده ؟ الأمر خطير لأن الحقد والكراهية والعدائية أمراض نفسية خطيرة ، وقد ضربت في جذور المجتمع المصري ، بسبب غياب ( الحق والعدل والنظام والقانون ) لأن هذه هي دعائم الدولة الصحيحة التي لو كانت قائمة فعلاً لم نكن لنسمع ما صرح به شيخ القضاة المبجل ورئيس ناديهم المحترم وهو يصرح في وسائل الإعلام على الملأ ( نحن أسياد وغيرنا هم العبيد ) . فإذا كان ذلك منطق شيخ القضاة، كيف يقتنع الناس البسطاء بأن هناك حق وعدل . يا أيها السادة المبجلين المحترمين، هما كلمتين وبس ( غياب الحق والعدل والنظام والقانون ) سيؤدي لا لحرق سيارات بعض المصريين ، بل سيحرق مصر كلها .