اقتحم مئات المتظاهرين المصريين، مساء السبت، مقر جهاز مباحث أمن الدولة الرئيسي في مدينة نصر، بعد أن اعتصموا أمامه بضع ساعات. وبعد الاقتحام وجد المتظاهرين، المبنى خاليًا من الضباط أو المجندين، ولكنهم عثروا على أوراقٍ محفوظة في غرف الضباط، بالإضافة إلى أكوام من الورق المفروم، والذي يُعتقد أنه وثائق تخلّص الضباط منها. كما ضبط المتظاهرين سيارة قمامة كبيرة مليئة بعشرات الآلاف من الأوراق المفرومة وتحفظوا عليها, ثم سلموها للجيش، حيث كان ضباط أمن الدولة يهربون بها الملفات والوثائق التي تدينهم. ونقلت "الإسلام اليوم"، عن شهود عيان قولهم: إنهم سمعوا أصوات المعتقلين بعد اقتحام المقر، وتتبعوا مصدر الصوت وأفرجوا عنهم وسلّموهم لقوات الجيش. وفتش المتظاهرون عددًا من سيارات القمامة الخارجة من المبنى، وتبين أنها فارغة قبل أن يعثروا في إحدى هذه السيارات على أوراق مفرومة، يُعتقد أنها وثائق مهمة تم إعدامها، فحطموا أحد أبواب المقر واقتحموه. وكان أكثر من 3000 ناشط سياسي بدأوا اعتصامًا مفتوحًا أمام المقر إلى أنّ يُعلن بشكلٍ رسمي حل الجهاز، والإفراج عن أي معتقلين متواجدين بداخل أي من مقاره، في الوقت الذي نجح فيه نشطاء من محافظات مختلفة في اقتحام مبانٍ تابعة لأمن الدولة والحصول على وثائق لم يتم فرمها أو حرقها. وكانت قوات من الشرطة حضرت إلى المقر وحاولت حمايته مع ضباط الجيش، غير أنّ الجيش طلب منهم العودة بعد أن تعالت هتافات المتظاهرين تطلب ابتعاد رجال الشرطة. وكان مقر أمن الدولة بمدينة 6 أكتوبر قد تعرض للحرق صباح اليوم، حيث أشعل الضباط النار في المستندات التي يقول المتظاهرون إنها تدينهم. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا بعض الضباط يحرقون وثائق داخل المقر الذي احترق أحد طوابقه. وتزايدت الشكوك في جهاز أمن الدولة، الذي يقول المصريون أنّه عامل المواطنين بأساليب قاسية جدًا، منذ اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين خلال الانتفاضة التي انتهت بالإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في 11 فبراير، واستشهد أكثر من 300 شخص خلال المظاهرات. وقالت وكالة الأنباء الرسمية نقلاً عن مصدر أمني رفيع أنّ المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد يدرس خطة لإعادة هيكلة جهاز أمن الدولة وربما تجميده وحله نهائيًا. وكان نحو 200 محتج قد اقتحموا يوم الجمعة المقر الرئيسي لجهاز أمن الدولة في الإسكندرية، وسيطروا على طوابقه السفلى وأجبروا ضباط الشرطة على الاختباء في الطوابق العليا. وقالت وكالة الشرق الأوسط للأنباء اليوم: إنّ قوات الجيش أخلت مقر جهاز أمن الدولة في الإسكندرية تمامًا.