أعرب 71 صحفيا من صحفيي جريدة "البديل" المتوقفة عن الصدور منذ قرابة عامين عن رفضهم لما تردد مؤخرا من معلومات مصدرها أعضاء بمجلس إدارة الجريدة تفيد بأنهم قرروا إعادة إصدار الجريدة تحت رئاسة تحرير الزميل إبراهيم عيسي رئيس تحرير "الدستور الأصلي"، وبصحبته عدد من الزملاء الذين كانوا يعملون معه ب "الدستور" قبل صدور قرار بإقالته. وحذر الصحفيون من أن انتقال عيسى وصحفيي "الدستور" إلى "البديل" هو إعادة إنتاج لأزمة جريدة "الدستور"، وهو الأمر الذي يقول الموقعون "يثير دهشتنا من زملاء أعزاء تضامنا معهم قبل شهور قليلة في محنتهم بينما يسعي نفر منهم اليوم إلى الاستيلاء علي جريدتنا"، كما أكدوا في بيان. وتساءلوا: كيف يعيبون علي السيد البدوي ورضا إدوارد تورطهما في السطو علي تجربتهم وبينهم الآن بدوي وادوارد جديدان يخططان لاختطاف البديل علي جثث زملائهم؟. وتوجه البيان لصحفيي "الدستور" قائلاً: قبل أشهر قليلة كنتم تدينون أي زميل يقترب من "الدستور" بعد الاستيلاء عليها، وقلتم لهم: "دماؤنا تسيل من أقلامكم"، واليوم نقول لكم "أقلامكم ستكتب بدمائنا". وكشف الصحفيون فى بيانهم أن عضوًا بمجلس إدارة "البديل" أبلغهم أنهم قرروا الاستعانة بعيسي رئيسا للتحرير، لأنه سيساهم في تمويل الجريدة وانتشالها من أزمتها المالية، وهو الأمر الذي قالوا إنه "يضاعف من دهشتنا، نظرا لأن الزميل إبراهيم عيسي كان يعلن دائما أنه يرفض تحكم رأس المال في الصحافة، إلا أننا نراه اليوم في ثوب جديد حيث يرتدي عباءة المستثمر الذي يسيطر علي تجارب صنعها زملاء آخرون، بما يعني إن الفارق كبير والبون شاسع بين القول والفعل". واعتبر البيان أن كلام عضو مجلس إدارة "البديل" حول أنهم لجأوا لعيسي بسبب التمويل الذي سيأتي معه يتناقض تماما مع ما حدث منذ إغلاق الجريدة في أبريل 2009 وحتى الآن، "حيث إننا نعلم أن مجلس الإدارة تلقى عروضا متعددة وجادة لإعادة إصدار الجريدة بنفس طاقمها التحريري إلا أنها قوبلت جميعا بالرفض لأسباب لا نعلمها". ونسب البيان إلى خالد السرجاني مدير تحرير "الدستور الأصلي" قوله لأحد صحفيي "البديل" إن مجلس تحريرهم سيستعين بالزملاء الذين تركوا "الدستور" لإعادة إصدار "البديل" وأنهم يرحبون بالعمل مع صحفيي "البديل الأصلي" لكنهم يتحفظون علي بعضهم، وقد ذكر أحد الزملاء بالاسم، مؤكدا انه يفضل استبعاده من الجريدة. واعتبر الصحفيون الموقعون على البيان أن هذا كلام لا يليق أن يصدر من زميل تجرع مرارة إغلاق صحيفته من قبل، فضلا عن أنه يشير إلى وجود سوء نية تجاه بعض الزملاء في "البديل" والتخطيط للإطاحة بهم. ونقلوا عن عضو بمجلس إدارة "البديل" إنهم اشترطوا على إبراهيم عيسى الحفاظ على سياسة "البديل" التحريرية وعدم المساس بها، مستغربين هذا الكلام في ضوء تجارب الأخير السابقة، قائلين إنه "يمكن ومعه فريقه أن يصدروا "الدستور"مع كامل احترامنا لها بينما نحن لا يمكن أن نصدر جريدة أخرى سوي "البديل" وكلا التجربتان له نكهته الخاصة". وأكد الموقعون أن "البديل" لم تكن بالنسبة لهم مجرد جريدة ولم يعملوا فيها من أجل "لقمة العيش" فقط وإنما كانت " حلما سنظل حريصين على بقائه"، على حد تعبيرهم. وأضافوا: "إذا كان يحق لصاحب رأس المال تعيين من يراه مناسبا في أي منصب فمن حقنا نحن أن نحافظ علي حلمنا وندافع عنه ولهذا نسجل اعتراضنا علي إبراهيم عيسي رئيسا لتحرير البديل".