يبذل رجل الأعمال إبراهيم كامل، القيادي بالحزب "الوطني"- الذي كان من أشد المحتمسين لسيناريو توريث السلطة في مصر قبل الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في 11 فبراير الجاري- جهودا مكثفة، في محاولة للملمة أعضاء الحزب والمساعدة على النهوض به مجددا، على الرغم من الدعوات المطالبة بحله. وكشفت مصادر مقربة من كامل، أنه يعمل حاليا على تأجير مقرات جديدة للحزب، بعيدة عن المقرات التي دمرت أثناء الثورة، وقد اجتمع مع بعض قيادات الحزب من أمناء اللجان خلال الأيام الماضية، بهدف ترشيحه لرئاسة الحزب "الوطني" خلال الأيام القادمة. وذكرت أن الحزب لا تزال رخصته موجودة، ولم يحل لأنه حزب صدر وفقا للقانون المصري ويجوز تغيير اسمه، مشيرة إلى أنه بالفعل يعتزم تغيير اسم الحزب ليصبح اسمه الحزب "الوطني الجديد". وأوضحت أن كامل ومعه محمد رجب أمين التنظيم بالحزب وغيرهما من قيادات الحزب اجروا اتصالات مع عدد كبير من أعضاء الحزب القدامى من الذين جرى تهميشهم في عهد أحمد عز أمين التنظيم السابق، وطلبوا منهم دعم الحزب والعمل على إخراجه من كبوته وإجراء اتصالات مع أعضاء الحزب لمنع الحزب من الانهيار. وبمواكبة تلك المساعي تردد تلك المجموعة شائعات حول أن الحزب سيأتي بجمال مبارك مرشحا لرئاسة الجمهورية، خاصة وأن نجل الرئيس السابق لم يقدم استقالته من الحزب "الوطني" ولا يزال ضمن اللجنة العليا للحزب رغم استقالته من هيئة المكتب. لكن الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء، والقيادي السابق بالحزب "الوطني"، استبعد ذلك بالمرة في ظل التطورات الأخيرة على الساحة، وقال ل "المصريون" إن ظهور جمال مبارك مرة أخرى على الساحة السياسية "مستحيل". وأكد أن على الذين لا يزالون يرجون لجمال مبارك أن يكفوا عن هذا، "لأن البلد ليست على استعداد للدخول فى اضطرابات جديدة، فهدفهم هو دفعها إلى مرلحة من عدم الاستقرار حقدا وانتقاما مما أحدثته الثورة والتي أفرزت روحا جديدة مليئة بالأمل والحياة". وأشار إلى أن جمال مبارك لا يزال عضوا بالحزب "الوطني" ولم يستقل منه، موضحا أنه قدم استقالته من هيئة المكتب، لكنه هذا ليس معناه الخروج كليا من الحزب. واعتبر أن من حقه أن يترشح للرئاسة إذا أتاح الدستور له ذلك وفقا لنصوص المواد المعدلة، "لكنني استبعد هذا تماما". وأشار أيضا إلى أن الرئيس السابق حسني مبارك لا يزال رئيسا للحزب "الوطني" ولم يقدم استقالته منه. بدوره، أكد الدكتور عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية البرلمانية بمجلس الشعب السابق، أن الثورة المصرية أجهضت أي فكرة كان يروج لها بعض أعضاء الحزب "الوطني" ممن لهم مصالح فى ترشيح جمال مبارك للرئاسة، فأمس غير اليوم واليوم غير غد، فالأحداث تتغير بشكل متسارع جدا والشعب المصري يرفض مجرد ذكر اسم جمال مبارك من واقع ممارسات بعض المقربين أثناء رئاسته لأمانة السياسات. وأضاف: "من الصعب عودة جمال مرة أخرى على السطح وهو يعي ذلك تماما فالذين يروجون ويلحون فى عودة جمال مبارك يهدفون إلى عدم الاستقرار فى البلد فمن الممكن عودة جمال لكن بعد عدة سنوات أما الآن فهو حكم بالإعدام".