بعد أن ترددت أنباء عن الإطاحة بعدد من الإصلاحيين اشتعلت كواليس الحزب الوطني بالإسكندرية الأسبوع الماضي بحرب الشائعات بين الموعودين بجنة الحزب والمرشحين للطرد منها عقب تجديد الرئيس مبارك الثقة في الدكتور سعيد الدقاق - أمين الحزب بالإسكندرية - ونجاته من المذبحة التي أطاحت بتسعة أمناء للحزب في المحافظات. وقد اشتدت المعركة بين هؤلاء المقربين من الدقاق - أو هكذا يظنون - وبين الذين ناصبوه العداء. ففي الوقت الذي أقام له أعضاء الحزب بالإسكندرية «حفلة نجاة» في قاعة ميراج بالحديقة الدولية «دفع فيها كل عضو 200 جنيه» أعقبها حفلة أخري في نادي سبورتنج أقامها له أعضاء المجلس المحلي. فإن آخرين عقدوا اجتماعات مكثفة خلال الأسبوع الماضي في محاولة لتفادي إطاحة الدقاق بهم خاصة بعدما تداول عن نية الدقاق إعادة تشكيل هيئة المكتب والإطاحة بعدد من أمناء الدوائر وتصعيد آخرين للترشح في إنتخابات الشعب والشوري المقبلة رغم نفيه المستمر ذلك. وقد خرجت أنباء قوية عن قيام الدقاق بإبلاغ قيادات الحزب بالقاهرة عن رغبته في تغيير قيادات عدد من الأمانات داخل هيئة المكتب «4 أمانات» منها أمانة الإعلام وأمين العضوية بسبب كثرة إثارتهم للمشكلات. وكذلك ضرورة تغيير عدد من أمناء الدوائر، تأتي علي رأسها دائرة مينا البصل التي سافر أمينها للإعارة، ودائرة الرمل لرغبة أمينها في خوض انتخابات الشوري، وكذلك عدد من التنظيميين بالحزب الذين أبدوا رغبة في خوض الانتخابات المقبلة مع تعليمات أحمد عز - أمين التنظيم بالحزب - بضرورة تخلي التنظيميين بالحزب عن مواقعهم إذا ما ارادوا خوض الانتخابات وهو ما جعل عدداً كبيراً من التنظيميين وقيادات الحزب بالإسكندرية في حيرة دونما أن ينجحوا في التمييز بين ما إذا كانت الرغبة في استبعادهم الهدف منها تصعيدهم أو الإحاطة بهم مع عدم ثقتهم في وعود قيادات الحزب التي تمنح للجميع دون تمييز. وقد اندلعت أزمة بين أقباط الحزب بعد طلب الدقاق استبعاد باسم برسوم «طبيب التجميل» من هيئة المكتب وهو ما أشعل ثورة غير معلنة بين القيادات القبطية داخل الحزب والتي رأت في طلب الدقاق استبعاد برسوم رغبة من الحزب في عدم الدفع ببرسوم لخوض الانتخابات المقبلة، وهو ما يطيح بآمال عريضة لعدد من كبار رجال الأعمال الأقباط داخل الحزب والذين يشغلون بدورهم مواقع تنظيمية مثل شريف بقطر وصبحي بشري خاصة بعد المبالغ الطائلة التي تبرعوا بها للحزب لبناء مقره الجديد بسموحة مع وعود مقابلة بترشيحهم في الانتخابات المقبلة. كما تداولت أنباء عن قرب الإطاحة بعدد من كبار الإصلاحيين داخل الحزب «ربما ليطهر الحزب نفسه من الغرباء» إلا أن أسماء أخري تبذل جهودا مضنية للتودد لأمين الحزب بالإسكندرية أملاً في الدفع بهما في الانتخابات المقبلة. بعضهما يشغل مواقع تنظيمية بالحزب، وآخرون يحاولون إيجاد مكان لهم وسط معارك الكبار للفوز بترشيح الحزب الوطني الذي يبدو أنه سيذهب بالكثيرين من أبنائه إلي العناية المركزة بمستشفيات الإسكندرية عقب إعلان الترشيحات.