أصدرت وزارة الداخلية مساء الأربعاء قرارا بالإفراج عن 25 معتقل جنائيا وسياسيا من أبناء سيناء من إجمالي 350 مُعتقلاً، بموجب قرار وزير الداخلية اللواء محمود وجدي الثلاثاء بالإفراج عن كافة المعتقلين. ومن بين المعتقلين 85 معتقلاً سياسيًا وجنائيًا ببرج العرب و65 معتقلاً في سجن العقرب والباقون موزعون على سجون طرة ووادي النظرون وقنا. وصدقت وزارة الداخلية عن الإفراج عن الدفعة الأولى مساء الأربعاء، ويتم إطلاق سراحهم اليوم الخميس من سجن برج العرب الذي يضم 85 معتقلا سياسياً وجنائياً. يأتي هذا فيما يشهد سجن العقرب بطرة إضراب 65 معتقلاً سياسيًا يطالبون بالإفراج عنهم وهم من المعتقلين على ذمة تفجيرات سيناء عام 2005 وبرأتهم محكمة أمن الدولة العليا طوارئ عام 2008 من تهم الإرهاب أو ضلوعهم في تنفيذ تفجيرات سيناء. وأفرجت وزارة الداخلية، الأربعاء، عن 50 معتقل آخرين من محافظات الشرقية والسويس والغربية والإسكندرية والقاهرة والإسماعيلية. وكانت أجواء من الفرحة الغامرة خيمت على أهالي سيناء، بعد أن قرر وزير الداخلية العفو عن جميع المعتقلين من أبناء سيناء، ومنهم من يقبع في المعتقلات منذ أكثر من 10 سنوات دون توجيه تهم ضده، وغالبيتهم اعتقل على خلفية تفجيرات طابا وشرم الشيخ ودهب. وكانت وزارة الداخلية شنت في أعقاب التفجيرات التي شهدتها سيناء في أعوام 2004 و2005 و2006 حملات اعتقال طالت أكثر من 5000 معتقل، وهو ما أثار حالة من الاحتقان بين السيناويين، في ظل اتهامات لقيادات مباحث أمن الدولة في سيناء بتلفيق اتهامات للمعتقلين لا أصل لها. ونجم عن ذلك مصادمات ومواجهات عنيفة بين بدو سيناء والشرطة فى عهد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق وأدت إلى مقتل العشرات من الطرفين، وكان آخرها ما شهدته سيناء في أحداث ثورة 25 يناير حيث مقتل حوالي 30 من الطرفين، كما تم تدمير وحرق أكثر من 90 % من مباني ومقار الشرطة والداخلية بسيناء. وجاء قرار وزير الداخلية الجديد الذي تعهد بفتح صفحة جديدة مع بدو سيناء والإفراج عن معتقليهم في السجون ليثير فرحة عارمة بين الأهالي هناك. وشهدت مدن وقرى سيناء حفلات ومواكب للسيارات طافت المدن والقرى ابتهاجا بالعفو العام عن جميع أبناء سيناء، وتترقب القبائل السيناوية دخول العفو العام حيز التنفيذ لإقامة الحفلات الكبرى واستقبال المفرج عنهم. واعتبر الشيخ خالد عرفات أحد زعماء الثورة في سيناء أن الإفراج عن جميع المعتقلين من أبناء سيناء "خطوة جيدة وكان لابد من اتخاذها منذ سنوات، وهو أمر مهم جدا قبل عودة الشرطة إلى سيناء". وعبر الشيخ سالم العيادي أحد زعماء قبيلة العيادي في سيناء عن سعادة أبناء سيناء بصدور قررا العفو العام عن جميع المعتقلين من أبناء سيناء، بينما طالب كريم أبو شيتة من العريش بدراسة الأحكام الغيابية التي صدرت بحق أبناء سيناء في عهد العادلي تمهيد لإلغائها. وصرح مصدر أمني مسئول بشمال سيناء أن مديرية أمن شمال سيناء في انتظار قرار الإفراج عن جميع المعتقلين تنفيذا لقرار وزير الداخلية بالعفو العام عن جميع أبناء سيناء خلال ساعات.