تفاصيل قانون تسوية أوضاع الممولين.. خطوة جديدة لدمج الاقتصاد وتخفيف الأعباء الضريبية    إحالة أوراق قاتل شقيقه ونجل شقيقه فى الغربية إلى المفتي    باكستان تعتزم إطلاع مجلس الأمن الدولي على التوتر القائم مع الهند    الأمن يضبط المتهمين بسرقة بطاريات السيارات في الغربية    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتفقد سير العمل بملف التصالح المركز التكنولوجي بمدينة ببا    استشهاد فلسطينية في قصف الاحتلال منزلا في مدينة غزة    الصورة الأولي للطالبة المتوفيه إثر سقوطها من الطابق الرابع بكلية العلوم جامعة الزقازيق    قرار جمهوري بالموافقة على اتفاق بشأن تخلي بنك التنمية الإفريقي عن الليبور كسعر فائدة مرجعي    زيلينسكي: وقف إطلاق النار مع روسيا ممكن في أي لحظة    البحرين تدين الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على سوريا    الزمالك يستأنف استعداداته لمجهة الاتحاد في كأس مصر للسلة    مصدر يكشف تفاصيل مفاوضات الأهلي مع المدافع الجزائري زين الدين بلعيد    من هو اللاعب كريم البركاوي الصفقة المحتملة للزمالك ؟    رئيس جامعة بنها يتفقد عدداً من المنشآت الجديدة بكفر سعد    ستبقى بيننا زمالة ومودة.. البلشي يشكر عبدالمحسن سلامة: منحنا منافسة تليق بنقابة الصحفيين    "عروض قتالية".. الداخلية تنظم احتفالية بتخريج الدفعة التاسعة من معاهد معاوني الأمن | فيديو وصور    بسبب الغش.. طالب ثانوي يطعن زميله بآلة حادة في أكتوبر    هل يجوز لي التعاقد على شراء كميات محددة من الحبوب الزراعية كالأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يوضح    ما شروط الوقوف بعرفة؟.. الدكتور أحمد الرخ يجيب    «الرقابة الصحية» تعلن منح الاعتماد ل24 منشأة صحية وفقا لمعايير «جهار»    قلبك في خطر.. احذر 5 علامات إذ ظهرت على جسمك اذهب للطبيب فورا    الزمالك: نرفض المساومة على ملف خصم نقاط الأهلي    المخرج طارق العريان يبدأ تصوير الجزء الثاني من فيلم السلم والثعبان    الشرطة الإسرائيلية تغلق طريقا جنوب تل أبيب بعد العثور على جسم مريب في أحد الشوارع    الإدارة العامة للمرور: ضبط 37462 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    في يومها العالمي.. وزير الأوقاف: الصحافة الواعية ركيزة في بناء الإنسان وحماية الوعي    بيراميدز يتفوق على الأهلي بروح ال+90.. كيف ساهمت الأهداف القاتلة في صراع الصدارة؟    فيبي فوزي: تحديث التشريعات ضرورة لتعزيز الأمن السيبراني ومواجهة التهديدات الرقمية    كلية الآثار بجامعة الفيوم تنظم ندوة بعنوان"مودة - للحفاظ على كيان الأسرة المصرية".. صور    تشكيل ريال مدريد أمام سيلتا فيجو في الدوري الإسباني    إلغاء معسكر منتخب مصر في يونيو    الأهلي يدرس استعادة أحمد عابدين بعد تألقه مع منتخب الشباب    وكيل تعليم البحيرة يتابع التقييمات الأسبوعية بمدارس المحمودية    توريد 104 آلاف و310 أطنان قمح بصوامع أسوان    بدء اجتماع لجنة الإسكان بالنواب لمناقشة قانون الإيجار القديم    الصاروخ اليمني اجتاز كل منظومات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية بمختلف أنواعها    مصادر: استشهاد 45 فلسطينيًا جراء القصف الإسرائيلي في 24 ساعة    نائب محافظ دمياط توجِّه بسرعة التدخل لدعم المتضررين من الأمطار    ضبط 800 كاوتش سيارات بدون فواتير بالشرقية    إصابة 3 أشخاص في حريق شقة سكنية بالمطرية    انطلاق القمة الخليجية الأمريكية في السعودية 14 مايو    الإييجار القديم.. ينتظر الفرج النائب شمس الدين: ملتزمون بإنهاء الأزمة قبل نهاية دور الانعقاد الحالى    إياد نصار: كريم عبد العزيز مجنون نجاح وهذه كواليس «المشروع x»    «أهل مصر» فى دمياط.. و«مصر جميلة» بالبحيرة    لبلبة: «بفهم عادل إمام من نظرة عنيه»    21 مايو في دور العرض المصرية .. عصام السقا يروج لفيلم المشروع X وينشر البوستر الرسمي    صادرات الملابس الجاهزة تقفز 24% في الربع الأول من 2025 ل 812 مليون دولار    رئيس الوزراء يتابع مع وزير الإسكان عددا من ملفات عمل الوزارة    خالد عيش: سرعة الفصل في القضايا العمالية خطوة حاسمة لتحقيق العدالة    «الشيوخ» يحيل تقارير اللجان النوعية بشأن الاقتراحات المقدمة من «النواب»    وزير الصحة: الذكاء الاصطناعي سيدفع مليار شخص بالعالم إلى تنمية المهارات    حساب بنكي لتيسير عمليات التبرع لصالح مستشفيات جامعة القاهرة    وكيل صحة البحيرة: الإلتزام بإجراءات مكافحة العدوى ومعايير الجودة    كندة علوش تروي تفاصيل انطلاقتها الفنية: "ولاد العم" أول أفلامي في مصر| فيديو    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    في ذكرى ميلاد زينات صدقي.. المسرح جسد معانتها في «الأرتيست»    هل يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه؟ الأزهر للفتوى يجيب    الأزهر للفتوى يوضح في 15 نقطة.. أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يعنى غياب النقد الذاتي عن الإخوان المسلمون
نشر في المصريون يوم 24 - 02 - 2011

لا شك ان جماعة الإخوان المسلمين قدمت الكثير والكثير لمصر والأمة وقد عكفت لعقود طويلة على تربية وإعداد وتأهيل أبناءها وكوادرها وان كان في سياقه التنظيمي المغلق في ظل ظروف الحقبة الاستبدادية السابقة مما اثر بكل تأكيد على فهم وتصورات وطبيعة الشخصية الاخوانية عامة في هذا السياق ينتظر من الإخوان الكثير والكثير وتعلق عليهم الآمال الكبرى في المرحلة القادمة في مشروع بناء مصر الحديثة والتي ستكون النواة والقاعدة الصلبة للأمة العربية القوية الحرية ، والتي سيقابله بكل تأكيد تحديات كبرى متعددة ومتنوعة من الداخل والخارج ، مما يتطلب معه نوعية خاصة جدا من القادة الحكماء والمنفذون الفاعلون.
في هذا السياق أتحدث وبكل جرأة وشفافية ووضوح كمواطن مصري مهموم بوطنه وأمته
وحريص كل الحرص على المشاركة الفاعلية القوية للإخوان المسلمون في المرحلة القادمة
ولى الحق في التفكير والاجتهاد وطرح رأيى وربما اخطىء أو أصيب كليا أو جزئيا ، كما ان من حق الإخوان ان يستفيدوا أو يهملوا ، وما أجمل وأروع الحرية وانفتاح فضاءات التفكير والمبادرات ، وبطبيعة الحال ستنمو أفكار وأساليب ومهارات الجميع في مجال إدارة واستثمار الاختلاف ، حتى نتحول به إلى نعمة كبرى نحسن استثمارها جميعا في تكامل وتراكم أفكارنا وخبراتنا الخاصة والعامة.
لا شك في ان العقل المسلم الجمعي العام مأزوم مع بداية وقف باب الاجتهاد الفقهي والفكري مع الثلث الأخير من الدولة العباسية وما تلاها من محطات متتالية من الهبوط الفكري والحضاري
حتى تم حصار الفكر الاسلامى في زوايا ضيقة حرمته حريته الحركة و المبادرة والمساهمة
في النهوض الحضاري الانسانى ، وتحول المسلمون الناشطون الفاعلون إلى صفوف المدافعين والمقاومين وفى هذا السياق التاريخي نشأت حركات الإصلاح والتحرر المتعافية في أنحاء متعددة من العالم الاسلامى إلى ان نضجت نسبيا على يد الأفغاني ومحمد رشيد رضا ومحمد عبده فحسن البنا الذي بلور واطر الأفكار السابقة وجسدها في تنظيم محلى ثم دولي هو تنظيم الإخوان المسلمون ، وعلى مدار كل هذه المحطات الإصلاحية كان الحراك الاصلاحى على الأرض مما شغل المفكرين والمجددين بمعطيات وتداعيات الحراك الفعلي على الأرض ولم يمنحهم الفرصة لإعادة القراءة الفكرية التجديدية للإسلام بما يتوافق مع العصور المتتالية وما تضمنته من تحديث كبير في عوالم الأفكار والأشياء والتحديات والأهداف ، مما وضع الفكر الاسلامى في حالة تقادم كبير.
فعلى سبيل المثال حتى الآن لا يمتلك المسلمون نظرية سياسية أو اقتصادية معاصرة وواضحة للحكم الرشيد ، بحيث أصبح غير قادر على طرح المبادرات الإصلاحية في شكل مشروعات متكاملة لقيادة وإدارة كافة مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ومع قوة العاطفة وغياب وتراجع العقل العلمي عن الساحة برزت الشعارات العاطفية البراقة من دون أفكار ونظريات ومشاريع متكاملة ، ربما أفقدت الكثير من الحركات الإسلامية توازنها حين اقتربت أو شاركت في الحكم في بعض البلدان ولم تتمكن من فعل شيء حقيقي مغاير لما عليه حال المجتمعات والأمم .
لاحظ ان التجربة التركية بدأت من الأسفل إلى الأعلى ولم تبدأ من الأعلى فهي لم تقدم مشروعا إسلاميا متكاملا للحكم بطبيعة الحال ولحسن الحظ توافق ذلك مع أوضاع القوى المحلية و العالمية الآن ربما بمرور السنين ونجاح الإصلاحات الجزئية على الأرض تتشكل وتتراكم وتتكامل الأفكار لتنتج نظرية متكاملة ومشروعا إسلاميا متكاملا حكم ونجح ويتم توثيقه تاريخيا وتأطيره فكريا وبذلك يكون قد حدث تحولا نوعيا في فقه بناء وتداول الحضارات بأن يسبق العمل الفكر ، بالرغم من الطبيعة الخاصة للتجربة التركية فإن العقل المسلم الحاضر لم يجد أفضل منها ليقلده ويحاكيه وهذا جيد ولكنه يفصح عن مدى فراغ العقل المسلم والحركات الإسلامية وعلى رأسها الأخوان والتي ربما تنجح في المشاركة التفكيك ولكن تفشل في البناء
ان أصرت على ما هي عليه ولم تراجع وتصحح.
ومن ثم وقد حانت الفرصة التاريخية للحرية والمشاركة في إعادة بناء أوطاننا من جديد
خاصة وأننا كمصريين وساعين للإصلاح والبناء من كافة الاتجاهات محصنون بحصانة شعبية واعية وقوية ربما لم تتوفر من قبل على مدار تاريخنا المعاصر على الأقل .
ومن هنا فليأذن لي الإخوان أو لا يأذنوا ، سأمسك مشرطا جراحيا لا دواءا مسكنا لأفتح به
الباب إمام إعادة الحراك الفكري وابدأه من البداية بمناقشة فكرة تأسيسية حاكمة في العقل الاخوانى وهى فكرة القيام بالنقد الذاتي الحقيقي وعلى أسس علمية حقيقية ، ومعه بطبيعة الحال ستتفتح الآفاق لقبول النقد الخارجي وساعتها يكون الباب مفتوحا نحو النقد والتطوير المستمر
وتحدث ثورات متتالية في عالم الأفكار والأشخاص والمشروعات وينتقل الإخوان من مساكن الركود إلى مصانع العمل والإنتاج الحقيقي في واقع المجتمع المصري والعالم الاسلامى
بأسره ، وبذلك تتحقق مقولة الشيخ البنا رحمه ( نحن روح جديدة تسرى فى جسد هذه الأمة )
وبطبيعة الحال كما ان للمشرط آثار إيجابية في نزع الداء من الجسد ، له أيضا آلاما في الجسد
واحسب ان وحده الهدف والحب والثقة المتبادلة ستكون خير مخدر لاى الم في سبيل الإصلاح الكبير .
لن أقدم هنا بتمهيد أؤصل فيه لماهية وأهمية النقد الذاتي ، فالوقت ضيق وقد انتهى الفصل الأول من الثورة والمعنى بالتفكيك ، وبدأ الفصل الثاني والخاص بالبناء ومن ثم أصبحت الحاجة للتقويم الذاتي ملحة وعاجلة جدا ، كما انى هنا للخاصة اكتب ، وللعامة إن أرادوا التمهيد ففي كتب النقد الذاتي للكتاب الإسلاميين الكثير البين .
لماذا لا نجد دراسة نقدية واحدة مؤصلة علميا لنقد الإمام الشهيد حسن البنا ؟
لماذا لا توجد دراسة نقدية للمرشدين المتعاقبين وتحديد أهم سلبيات وإيجابيات كل مرحلة
والخروج بالدروس المستفادة من كل منها لتكون على مائدة المرشد الجديد للاستفادة منها ؟
لماذا لا توجد أطروحة علمية نقدية واحدة لنقد تجربة الإخوان في حرب فلسطين وهل كان من المناسب وقتها الدخول في هذا الصراع الاقليمى والعالمي أم لا لتنظيم قام لأهداف إستراتيجية كبرى وهو مازال في مهده ولم يغادر الطور الأول من تكوينه ، فإذ به يستدرك إلى صراع عالمي كبير يكلفه الكثير ويودى به بعيدا ويؤخره كثيرا عن مساره الاصلى الذي قام لأجله ؟
لماذا لا توجد دراسة تحليلية نقدية لتجربة حركة يوليو 1952، وكيف تمكن شاب حديث السن في العقد الثالث من عمره من اختطاف الثورة ، وسار بها إلى ما سارت إليه .
لماذا لا توجد دراسة نقدية واحدة لتحليل ونقد مفردات وثوابت الفكر الاخوانى حتى على
الأقل تضمن تنقيته عبر وحدات الزمان والمكان المتعاقبة راسيا وأفقيا ؟
لماذا لا توجد دراسة نقدية معمقة لمشاركة الإخوان في الانتخابات النيابية في كل محطة
من محاطتاها التاريخية التي شاركت فيها في الانتخابات ؟
لماذا لا توجد دراسة نقدية واحدة لإدارة الإخوان لعلاقتهم مع النظم السياسية المتتالية ؟
لماذا لا توجد دراسة نقدية واحدة لإدارة العلاقة مع التنظيمات السياسية والدينية
المتنوعة داخل الحالة السياسية والاجتماعية والدينية المصرية ؟
لماذا لا توجد دراسة نقدية واحدة لكشف أسباب الخروج الجماعي والفردي المنظم
لأصحاب الفكر والرأي ؟
لماذا لا توجد دراسة نقدية واحدة لنقد المنتج التربوي المخرج النهائي للجماعة
ودراسة مدى ملاءمته ووفائه بمواصفات العنصر البشرى اللازم لمراحل التغيير والإصلاح الحالية في القرن الواحد والعشرون خاصة في ظل التحديات الحالية الغير مسبوقة تحديات غير مسبوقة بالطبع تتطلب عنصر بشرى مميز لمغالبتها والانتصار عليها عملا بقول ربنا عز وجل
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ) .
فالعبرة ليست في صلاح هذا المنتج وتميزه عن غيره من بقية أفراد المجتمع إنما هو في الغاية والهدف الذي اختير واعد من اجله ومدى قدرته على الوفاء باستحقاقات المهمة المكلف بها.
حيث تؤخذ وتقاس الأمور بمقاصدها وغاياتها لا إلى ما تمكنت من الوصول إليه .
لماذا لا توجد دراسة نقدية واحدة للأهداف المنشودة والمعقود الأمل عليها مقارنة بالنتائج المتحققة خلال العقود العشر الماضية ؟
لماذا لا توجد دراسة نقدية واحدة لنظام وهيكل الجماعة ومدى موافقته لشروط ومعايير المؤسسية التي وضع الإسلام شروطها ومعاييرها وكشف علماء المقاصد شفرتها ولمن أراد التوسع فليراجع كتابات د /جاسر عودة ود الريسونى ود سيف عبد الفتاح أهل المقاصد والفكر الاستراتيجي المستمد من القرآن والسنة .
لماذا لا توجد دراسة نقدية واحدة لآلية اختيار القيادات وصنع القرارفى تنظيم طال الأرض شرقا وغربا ؟
لماذا لا توجد دراسة نقدية واحدة لآلية ترشيح وانتخاب وضم الأفراد وصفهم وحشرهم في صفوف منتظمة داخل الغرف المغلقة كأسراب السردين الميتة ، في عصر الفضائيات المفتوحة وحرية وحكمة المعرفة ، تحت ذريعة
الاضطهاد الحكومي ، لا والله بل هو عجز العقول وعقم الأفكار ، وشلل المبادرات
إنه وبامتياز غياب النقد الذاتي عن عالم أفكار وأشخاص وأعمال وانجازات الإخوان المسلمون ، لم يجرؤ احد على انتقاد اى من أفكار أو أعلام أو أعمال أو انجازات أو إخفاقات الإخوان من الداخل ، ومن حاول كان مصيره الإبعاد وبأعنف وأحد ردود الفعل ، حتى يكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه مجرد التفكير في هذا المسار .
ولا شك ان محاولات نقد الإخوان جاء اغلبها في سياق كذب وتعمد تشويه وغش وخداع الأنظمة الاستبدادية التي تتصارع مع الإخوان في الميدان وقد استخدمت أساليب غير علمية وغير شريفة في النقد بهدف تشويه الإخوان كفكرة وكتنظيم وكأشخاص واستخدمت في ذلك أبشع أساليب الكذب والغش والخداع والتزوير، ومن ثم عززت فكرة عدائية اى نقد يمكن أن يوجه للإخوان من الخارج ، مما حد بالوطنيين المخلصين بالعزوف عن نقد أو نصح الإخوان حتى لا يصيبه ما أصاب المبعدين من الإخوان ، فما باله ان كان هو أصلا من خارج الإخوان فماذا يمكن ان يصيبه !؟ ، أو ان يصطف خطأ في طابور أصحاب النقد والهجوم والكذب والتشويه والخداع والتزييف الحكومي المضاد .
وفى الحالتين سيخسر الإخوان على الأقل كأشخاص ويفقد بذلك صحبة وحب وتواصل شريحة نوعية متميزة من المجتمع .
ومن ثم حرم الإخوان نفسهم من فضيلة وكرامة النقد الذاتي ، كما حرموا أنفسهم من نقد ونصح المخلصين والمحبين لهم .
بلا شك الإسلام ليس حكرا على احد ، كما ان الإخوان كفكرة وكتنظيم وكجهود وانجازات تحققت وأحلام يمكن ان تتحقق ، ليست ملكا لأحد بل هي ملك للمصرين كافة وللمسلمين عامة ، ومن ثم فتقويم وإصلاح وتفعيل الإخوان فيه صلاح كبير لمصر وللعالم الاسلامى بل وللإنسانية بأسرها لأنه الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، واجتهد حسن البنا والإخوان في حمله للناس ، واجتهدوا فأصابوا حينا وأخطئوا حينا آخر، فاحسب انه من الواجب الديني والوطني ان يتعاون كل ذي فكر ورأى من داخل أو خارج الإخوان في تقويم وإصلاح هذه المؤسسة الكبرى والتي يعقد عليها الأمل الكبير.
ملاحظة هامة جدا : دعك من خطيئة النصح في السر أو في الغرف المغلقة أو المسارات القانونية المعتمدة من الجماعة ، فهذا كما أكدت سابقا في الشأن الخاص
أما الشأن العام فالمكاشفة والعلانية والنشر أوقع وافعل ، واحسب ان التجارب التاريخية تؤكد ذلك وبقوة.
والحمد لله ان عمر وحمزة اصطفا على رأس صفين من المسلمين وخرجوا جميعا من دار وغرفة الأرقم فلماذا نعود إليها إذن !؟
وما أجمل النقد والرد عليه وإعادة النقد مرات ومرات فهذا هو تلاقح الأفكار وتراكمها ونموها ونضوجها ، وكلنا يحتاج للتوجيه والتعليم المستمر ، وفى نفس الوقت عرض الذات على الجمهور.
فالنقد مكروه فقط في ثقافة الأنظمة المستبدة ، ولكنه محل احترام وتقدير الحق ورسله وحملته والمحبين له والساعين إليه .
أيضا دعك من خطيئة الحالة تمام والكل على ما يرام ونحن أدرى بأنفسنا فهم لا يعرفوننا من الداخل ، فنحن نموذج مثالي في النقد والتطوير الذاتي ، ولهذا أقول أيها الأحباب أليس منكم رجل رشيد إن في أبسط ما تتفاخرون به من وحدة الفهم و وحدة وثبات الرأي الجمعي أقوى الأدلة على غياب النقد الذاتي ، حيث أن العقل والمنطق العلمي القديم والحديث ، القرآني والبشرى جرم أكثر ما جرم وحذر أكثر مما حذر من خطورة العقل الجمعي على هلاك الأمم القوية فما بالنا بالتنظيمات الناشئة والمجتمعات التي مازالت في سجون المستبدين .
دعك أيضا من تهمة التشهير ونشر الغسيل على الملأ ، وفضح الذات أمام الأعداء ، فكيف تدعى حمل مسئولية وأمانة إصلاح الأمة وقيادة العامة وتخشى النقد أمامهم فمن ابسط حقوقهم ان يتعرفوا عليك حتى يثقوا فيك ويمنحوك تأييدهم ، والأمر كله مسجل صوت وصورة ولا ريب
في ذلك فنسال الله أن يكون سرنا أفضل من علننا .
ولكننا نشفق على أموال الدولة الموجهة للبحث والمتابعة الأمنية ضد من نحسبهم ولا نزكيهم على الله اخلص الناس لبلادهم ، بدلا من ان توجه في أبواب البحث العلمي والتنمية.
دعك أيضا من مقولة دعونا وشأننا فنحن أدرى بأنفسنا ، لا وألف لا فليس الإسلام ولا دعوته ملكا لأحد ، وليس فكر الإخوان ولا تاريخ الإخوان ، ولا صفوف الإخوان ملكا لأحد إنها ملكا لمصر وللمصريين والعرب والمسلمين جميعا ، لا تحملوا الإسلام ودعوته سوءة ضيق فكركم
وتصوراتكم ، فكروا في كيفية إعادة ودمج الإخوان في المجتمع ليكونوا جزءا منه لا جزءا
منفكا منه ، وهذا بالطبع لن يحدث بكتابة يافطة أو بيان أو مقال ، إنما بالانفتاح والتواصل الحقيقي مع المجتمع مفكريه ومثقفيه وعامته .
في سياق فهمي للقرآن الكريم وغاياته وروحه العامة وتقديره للنفس اللوامة النقادة لذاتها الفردية والكلية الجمعية في سياق منظم وممنهج مؤسسيا ضامن لتقويمها وتطويرها وفاعليتها الشاملة المستمرة ، وإدراكي للمقاصد العليا للشريعة والتي تدور حيث دارت مصلحة الخلق ، ولذلك نجد مقاصد الشريعة في فكر السابقين ثم اللاحقين تدور حول حفظ أمور هامة كثيرة بدأها الفكر المقاصدى الاسلامى القديم بخمسة فقط وهي حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال، والتي يتوالى الإضافة والزيادة عليها علماء كل عصر بحسب مقتضيات الحياة المعاصرة ، مثل مقصد العدل الشامل فردياً واجتماعياً، وكذلك مقصد الحرية ، و مقصد المساواة ومقصد حقوق الإنسان ومقصد العمل المؤسسي المنظم ومقصد الفكر والتخطيط والادارةالاستراتيجية ،ومقصد الشفافية والتي تستند إلى النقد والمحاسبة والمساءلة .
وكذلك إدراكنا لأسس ومبادئ المؤسسية الحديثة وقوانين العصر الحديث عصر معايير الجودة العالمية والكونية والمنافسة الشرسة من اجل البقاء والتي تتطلب المراجعة النقدية الموازية لكل .
فكر وتخطيط وفعل يمكن أن يتم لضمان صحته وجودته وفاعليته ، وضمان ألا يكون قد فاتنا.
المرجوح عن الراجح.
بكل شفافية وتحديد ودقة هذا هو ما يعنيه غياب النقد الذاتي للحالة الإسلامية ، وإن لم تصرح به الألسنة ، فقد أكدته الأحداث والتجارب والفعل والإخفاقات على ارض الواقع على مدار القرن الماضي من عمر الحالة الإسلامية بالطبع احسبها من بداية حركة محمد رشيد رضا ومحمد عبده إلى حسن البنا الذي حصد فكرهم وجهدهم وبني عليه فكرة وتنظيم الإخوان.
يعن ذلك :
خارجيا / استراتيجيا :
استمرار أزمة العقل المسلم المأزوم بطبيعتها من الأصل عبر العديد من الفيروسات الفكرية المعقدة ، وذلك حيث ان الإخوان يشكلون جزءا كبيرا ومهما من العقل المسلم المعاصر.
استمرار تخلف وتحجر وتقادم وعزلة الفعل الاسلامى عن ساحة الفعل المحلى والعالمي
واستمرار تأخرهم لعقود أخرى قادمة ، حيث ستظل تعيش عزلتها خارج حدود الزمان والمكان.
ان يستمر الفكر العشوائي التواكلي على حساب الفكر العلمي المنهجي المنظم
نشوة واطمئنان الأنظمة المستبدة لاستمرار ضعف وسذاجة وتخلف وترهل وجمود الحالة الإسلامية وبقاءها تحت السيطرة المستأنسة .
داخليا وفى العقل الباطن والخطاب الضمني والفعل المقزم المبتور :
أن الإمام البنا الملهم الموهوب مقدس وفوق الخطأ والنقد
ان مرشدي وقادة الإخوان أشخاص معصومين ومنزهين عن الخطأ ، و فوق النقد
ان الحالة الإسلامية لا تعترف بسنن القرآن وتتجاوزها ومتكبرة على الحق غائبة عن
الوعي صائرة إلى المجهول
ان الحالة الإسلامية اكبر من النقد تحت زعم ( لا تجتمع امتى على خطأ )
ان يستمر نزيف الأعمار والجهود والأموال في الفضاء الطلق
ان يظل الجميع يجرى في المكان تحت وهم الثبات على الطريق
أن يتزايد رصيد المبدعين والمفكرين الهاربون من نهر الإخوان إلى بحار ومحيطات
الإسلام والعالم من حولهم
أن يستمر نزيف الأفراد ، وشح ونضوب الأفراد والأنصار والمحبين والمؤيدين
ان تتعمق حالة التعالي والجمود والانعزال عن المجتمع
أن تظل شماعة قوة واستعلاء الباطل حاضرة مع كل إخفاق ، من دون النظر إلى ضعف وتقصير الذات عن الأخذ الجيد بالأسباب
أن تظل المقولات الفاسدة المعوجة بأننا مطالبون بالفعل لا بالنتائج ، إذن فليخطى الطبيب
ويقتل مريضه ، ويخطئ المهندس ويهيل المباني على الخلق ولا نحاسبهم فهذا قدر الله في الضحايا ن فالطبيب والمهندس مطالبون بالعمل فقط والنتائج على الله !
أي خلل و هبل واستعباط هذا في فهم الدين وإلغاء سننه وقوانينه .
أن تظل المبررات الإيمانية جاهزة وبارزة مع كل إخفاق فالمحنة منحة ، الصبر والجنة لأهل الإيمان ، والعقاب وجهنم لأهل الطغيان والحمد لله أننا من المظلومين المقهورين الضعفاء ، ويارب دمها نعمة علينا وأحفظها من الزوال ! ؟ بالله عليكم هل يمكن ان يثق شعب ما في أصحاب هذه المفاهيم ويسلموهم رقابهم ومصائرهم ، لابد لهذه المفاهيم من ان تراجع وتحذف ، لابد للفكر الاسلامى من ان ينظف ويطهر من هذه الفيروسات المعطلة المعوقة .
أن يظل ملف الأخوان امنيا لدى كافة النظم الحاكمة المستبدة .
أن يظل المسلسل الممل لقصة الظالم والمظلوم والتي كرهها الناس بيد ان الممثلون
من الطرفين استغرقوا فيها حتى لم يجيدوا غيرها فأحبوها وعشقوها وأدمنوها واحترفوا معا إنتاج حبوبها المخدرة من روشتات وصيدليات المتصوفة الخارجون عن مسار زمان ومكان الحياة ( بالله عليكم الم يكن بيع مليونين من كتاب لا تحزن في امة طبيعتها الحالية أنها لا تقرأ إلا ستة صفحات في العام مؤشر شئوم على امة تريد ان تستفيق وتنهض أليس منكم رجل رشيد يدرك حقيقة ما وصلت إليه عقول ونفوس الإسلاميين والمجتمعات من حولهم ) .
غياب النقد الذاتي يفسر وبلا شك حالة رد الفعل العاطفي العشوائي الحاد الغيرممنهج علميا لكل من يمس الجماعة بشيء من النقد المباشر أو الغير مباشر
فمن لا يقوم ولم يتربى ولم يذق ولم يتمرن على النقد الذاتي بلا شك يفقد معنى وقيمة وحساسية النقد ومن ثم يتعامل معه على انه خطيئة كبرى وكبيرة عظمى
صاحبها أو مصدرها عدو أو خائن أو عميل .
انه شكل جديد من أشكال إنتاج وتفريخ الاستبداد الديني الظالم لنفسه ولأشخاصه وللمجتمع الذي يعيش فيه وللمرحلة التاريخية التي يمر بها وللإسلام العظيم الواضح البين لكل ذي عقل
و المحرر لكل نفس والمضيء لكل ذي عقل.
هذا هو التوقيت المناسب لمثل هذه المصارحة والمكاشفة الجريئة الحادة المباشرة المقصودة ، فقد تأخر الوقت كثيرا ، وحان وقت التغيير ولابد للحالة الإسلامية من ان تسارع بتنقية ذاتها الفكرية والبشرية والتنظيمية حتى تستعيد قوتها ومكانتها وثقتها بنفسها وثقة الجماهير فيها هي بلا شك مكون وشريك رئيسي وأساسي في التغيير والإصلاح والبناء القادم ، وبالطبع لا نريد لها ان تقف بعيدا أو على حافتي الطريق
لابد لها ان تضع قدمها على الطريق وتنطلق بأقصى قوة ويمكنها ان تكون
العمود الفقري لمشروع الإصلاح والبناء القادم وضمانة رشده وقوته
هذا ان استيقظت وتواضعت وأحسنت نقد وتقويم وتطوير ذاتها الفكرية والبشرية والتنظيمية .
يارب ... بالله عليك بصرنا بعيوبنا وارنا الحق حق وارزقنا إتباعه
وأحفظ لنا ديننا وأخوتنا وفهمنا وجهدنا وأعمارنا وكل مواردنا حتى نعمل
لك بفضل منك ما هو واجب علينا ، وأفضل ما تحبه منا
واستفغرك ربى على تقصيري في حقك وحق وطنيتي لتأخير هذا المقال لسنوات ، واعتذر إليكم اخو انى واحبتى عن ترددي وتأجيل كتابة هذا المقال سلفا ، ويا ليتنى كنت كتبته من سنوات قبل ان تلاحقنا وتسبقنا حركة الجمهور على الأرض .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.