كتبت مي الشيخ وديفيد كيرباتريك أن عددا متزايدا من الشبان المصريين يقولون إن قمع الحكومة الشديد لكل أشكال المعارضة يوسع الهوة بين الأجيال وهو ما يشكل تهديدا للاستقرار في البلاد عى المدى الطويل. وفي مقالهما على موقع صحيفة النيويورك تايمز، نقل الكاتبان قول شادي الغزالي حرب الناشط الشاب (35 عاما) إنه "يئس من محاولة مساعدة الحكومة المدعومة من الجيش للتعامل مع قلقها تجاه فقدان تأييد الشباب"، وإنه بعد حضوره لثلاثة اجتماعات بشأن هذا الأمر في قصر الرئاسة، لم يقبل دعوة لاجتماع جديد بسبب رفض وقف اعتقال المزيد من النشطاء الشبان، أو تحسين ظروف حبسهم، بمن فيهم أصدقاء له ساهموا في تنظيم انتفاضة الربيع العربي في مصر. ويشير المقال إلى أن من يقل عمرهم عن 40 عاما يمثلون ثلاثة من بين كل أربعة مصريين، وأن ثلثي السكان تحت سن 35 عاما، "بينما يحاول المشير عبد الفتاح السيسي، أهم قادة الحكومة، السير على خطى جمال عبد الناصر الذي بدأ حكمه قبل 60 عاما، وسافر في الأسبوع الماضي حتى إلى موسكو لعقد صفقات سلاح عرفت مثيلاتها لأخر مرة في عهد الحرب الباردة، ويكتب مدونون ونشطاء شبان أنهم يشعرون بأنهم محاصرون في زمن آخر". ويرى المقال أن الشباب حانقون على جيل آبائهم بأكمله، "الذي يعد مسؤولا لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان عن الركود الاقتصادي والثقافي والسياسي والذي يبدو أنه ينكر على ثورة يناير 2011 محاولة قطعها لهذا الركود". وينقل المقال ما كتبه قبل شهر المدون محمد سالم المعروف باسم ساند مانكي في تدوينة لاقت رواجا واسعا بأن "مصر تواجه مأساة جيل كامل غير قادر وغير مؤهل للتعامل مع أزمته ..فكرة الحكم الإسلامي نفسها وحتى فكرة الانقلاب العسكري تعودان إلى الثمانينيات .. جيل متمسك جدا بالثمانينيات تمسك المتصابي بشبابه". ويرى الكاتبان أن عدم رضاء الشباب أصبح في دائرة الضوء الشهر الماضي حين غاب الشباب بشكل ملحوظ عن التصويت في استفتاء الدستور. وينقل الكاتبان عن سوزان حرفي إحدى من حضروا لقاء للشباب مع الرئيس المؤقت عدلي منصور أنه سأل "ماهي المشكلة ..ما سبب غياب الشباب بهذا الشكل؟."، ما يعني إدراك مسؤولين كبار لأهمية الأمر. وتنقل عن الناشط مينا فايق قوله إن حركة ميدان التحرير التي أسقطت مبارك "كانت صراعا مع آبائنا ...كنا نمزح قائلين: كان الوقوف أمام الدبابات وإطلاق الرصاص أكثر سهولة من إقناع آبائنا بأن يسمحوا لنا بالتوجه للميدان للاحتجاج." ويشير المقال إلى تصريح إسلاميين شبان –رفضوا ذكر أسمائهم حتى لا يبدون في مظهر من يشق الصف- بأن الهوة بين الأجيال تتسع أيضا داخل جماعة الإخوان المسلمين، حيث يحمل الشبان قادتهم الشيوخ "مسؤولية إهدار فرصتهم في الحكم وتعريضهم لحملة القمع الدموي بمن فيهم محمد مرسي الرئيس المعزول". ويشير الكاتبان لتصريح خالد عبد العزيز وزير الشباب بسعي الحكومة لتأسيس لجنة أومفوضية للشباب، ولقول صاحب مدونة ساند مانكي إنه طبقا للحالة الديموجرافية للبلاد فإنه ينبغي عكس الأمر، " تحب تدخل لجنة العواجيز؟ اسمها لطيف صح؟ زي لجنة الشباب كده ".