انتقد روجر كوهين الصحفي بالنيويورك تايمز جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، قائلا إن الأخير تحدث طويلا في مؤتمر دافوس مؤخرا عن إيرانوسوريا لكنه لم يتطرق إلى ما يسميه الوضع الكارثي في مصر، التي يصفها الكاتب بأنها تضم ربع سكان العالم العربي وتمثل قلب الربيع العربي. وفي مقاله على موقع الصحيفة، قال كوهين –محرر الشؤون الخارجية ومؤلف العديد من الكتب- إن كيري "صمت عن الوضع في بلد يعد حليفا للولايات المتحدة، ويتلقى معونات عسكرية تبلغ 1.3 مليار دولار (علق جزء منها)، والذي أصبح اليوم رمزا لتبدد الآمال الأمريكية في نظام ديمقراطي متسامح جامع في الشرق الأوسط". ويشير إلى قول كيري في وقت سابق -بعد عزل الجيش بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئيس السابق مرسي- إن مصر تستعيد الديمقراطية. ويتابع الكاتب "في الحقيقة تضمنت استعادة الديمقراطية هذه حملة قاسية على جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت في ديسمبر الماضي جماعة إرهابية، وعلى كل من لا ينحني للسيسي، ومقتل ما لا يقل عن ألف شخص، وإقرار متعجل لدستور صاغته جمعية ضمت فقط عضوين يمثلان الأحزاب الإسلامية، وجاءت كمرآة معكوسة لعملية صياغة دستور مرسي التي هيمن عليها الإسلاميون". وقال الكاتب إن الأغلبية الساحقة التي أقر بها الدستور (98.1) هي في الواقع أغلبية 38.6 من المصريين الذين أدلوا بأصواتهم، مضيفا أن "معظم المصريين إما خائفون يتعرضون للترهيب كالإخوان المسلمين، أو محبطون مثل جيل شبان تويتر الذين أشعلوا شرارة ثورة التحرير، أو غير مبالين". ويرى الكاتب أن ما يسميه بالكارثة المفاجئة في مصر هو فشل استراتيجي جسيم للولايات المتحدة "التي بعثت برسالة مفادها انسحابها، كما حدث في سوريا حيث أثبتت الخطوط الحمراء أنها ليست كذلك". ويرى كذلك أن ترشح السيسي للرئاسة يبدو حتميا وأنه سيفوز بنسبة أصوات على طريقة "العودة إلى المستقبل"، وأنه لو لم يترشح فإن أيا من كان المرشح فلن يكون "أكثر من مجرد دمية". وينقل كوهين ما كتبه من القاهرة زميله بالصحيفة –ديفيد كيرباتريك- فيما وصفه بتعليق ذكي مثير للإحباط، حين قال "احتفل آلاف المصريون بالذكرى الثالثة لثورتهم ضد نظام استبدادي يوم السبت الماضي بتنظيم مظاهرة تأييد لقائد الجيش الذي عزل أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي ". ويحكي الكاتب أنه كان في زيارة في مطلع يناير الجاري لمصر، وأمام هرم خوفو حيث لم يكن هناك أي سائحين غربيين استأجر جملا فقط بسبب الشفقة على أصحاب الجمال الذين توقف عملهم تماما، وقال "كان الأمر يعكس الوضع البائس الذي تشهده أمة عظيمة. واختتم الكاتب مقاله بأن هناك الكثير من اللوم للجميع، "لأوباما ولمرسي التعيس، وللإخوان المسلمين بسعيهم المجنون نحو السلطة، وللجيش المهيمن، وقبل كل شئ لليبراليين المصريين الخصماء الذين ناضلوا من إجل إسقاط مبارك ولكنهم لم يمنحوا الديمقراطية فرصتها".