قارن عبد الحكيم عبد الناصر، النجل الأصغر للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بين رموز نظام والده ممن أُلقي القبض عليهم في بدايه عهد الرئيس الراحل أنور السادات، في قضية "مراكز القوى"، ورموز النظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، فيما يتعلق بحجم الممتلكات والذمة المالية لكل منهم، في ضوء ما تكشف حول الثروات الضخمة للمحيطين بالرئيس السابق ونجله جمال والتي تقدر بالمليارات. وأورد الكاتب سليمان الحكيم في مقاله الذي تنشره "المصريون" اليوم نقلا عن عبد الحكيم أرقام ممتلكات بعض أفراد المجموعة المتهمة في "انقلاب" مايو 1971، التي كانت تضم 91 متهمًا، في إشارة لا تخلو من دلالة إلى حجم الفساد الهائل بين أعوان مبارك، والذي يتم التحقيق معهم بتهمة الفساد والاستيلاء على المال العام، مقارنة بأولئك الذين تمت محاكمتهم قبل 40 عاما. ومن بين هؤلاء- الذين أشار إليهم عبد الحكيم- الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية الأسبق، الذي ضبطت جهات التحقيقات بمنزله لدى تفتيشه في 24 مايو 1971 خطابًا من البنك الأهلي فرع مصر الجديدة بقيمة حساب جار آنذاك لا يزيد ما فيه على 139 جنيهًا و724 مليمًا، وحسابًا آخر في البنك الأهلي فرع محمد فريد بقيمة 74 جنيهًا و500 مليم وعثر في درج المكتب على 11 جنيهًا و300 مليم سلمت للسيدة حرمه. أما المفاجأة الكبرى – وكما يشير- فكانت ما ادخره الوزير الشهير الذي أعاد بناء القوات المسلحة بعد هزيمة يونيو 1967 لأولاده، وهو عبارة عن شهادتي استثمار فئة كل منهما 500 جنيه باسم ابنته سلوى، شهادة استثمار فئة 500 جنيه باسم ابنه أشرف، شهادتي استثمار فئة 500 جنيه باسم ابنته ماجدة. كما ضبطت جهات التحقيق بمنزله سبع ورقات من فئة العشرين دولارًا، تمت مصادرتها من قبل النيابة العامة على ذمة القضية، لكن قبل إيداع المبلغ فى الحساب جرى تحويله إلى جنيهات مصرية في البنك الأهلي المصري، وبلغت قيمة التحويل آنذاك 59 جنيهًا و500 مليم بسعر صرف ذلك الوقت. أما شعراوي جمعة وزير الداخلية وقتذاك فعثر معه على شهادات استثمار بقيمة 5000 جنيه لتعليم ابنته سلوى التي أكملت دراستها بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حتى حصلت على الدكتوراه وأصبحت أستاذة علوم سياسية. وقال عبد الحكيم إن جهات حاولت مصادرة الشهادات، لكن مساعد المدعى الاشتراكي الدكتور إبراهيم صالح رفض ذلك وأمر على مسئوليته الشخصية بإعادة الشهادات لصاحبتها. بينما عثرت النيابة بحوزة سامي شرف مدير مكتب عبد الناصر على مسدس ماركة أنفيلد بساقية، وبعض أشرطة التسجيل لأفلام سينمائية وأغان لأم كلثوم، وكشف حساب من البنك الأهلي يثبت أن رصيده 344 جنيهًا و858 مليمًا، إضافة لإشعار آخر من البنك يؤكد أنه اقترض مبلغ 360 جنيهًا و300 مليم تضاعف بسبب الفوائد إلى 723 جنيهًا و55 مليمًا، فضلا عن أوراق بنكية تفيد بأنه استبدل مبلغ 500 جنيه من معاشه، بموافقة ثروت عكاشة الذي كان يرأس البنك الأهلي. ويروي عبد الحكيم أن الكاتب محمد حسنين هيكل لما أخبر جمال عبد الناصر بإقدام شرف على استبدال معاشه، سأله بدوره: "هوه مفيش حل تاني يا سامي غير استبدال معاشك؟ ثم استطرد: خلينا نشوفلك حل ولو شخصي!! وابتسم شرف، لأنه يعرف أن عبد الناصر نفسه لا يملك سوى راتبه فكيف سيساعده؟، وفهم الأخير سر الابتسامة فقال له: طب روح اتصرف زى ما أنت عايز!!. وحينما أشيع أن سامي شرف يمتلك أربع عمارات في سويسرا، علق بسخرية قائلاً: نعم لدى أربع عمارات ولكنها في مصر وليست فى سويسرا، وهم: ليلى وهالة وهشام ومحمد أولادي الأربعة. فيما كانت المفارقة الأكبر التي كشفتها التحقيقات أنه لم يكن بمنزل ضياء الدين داوود زعيم الحزب "الناصري" من ثروة سوى 7 "قلل قناوي" يستخدمها لشرب المياه.