شن وزير الإعلام السابق أنس الفقي هجوما ناريا – على الهواء مباشرة – على الإعلامي محمود سعد مقدم برنامج "مصر النهاردة" الذي يبث على القناة الثانية بالتلفزيون المصري، واتهمه بأنه يتقمص دور الوطنية على غير الحقيقة، وأنه يحصل على ملايين الجنيهات بينما يدعي أنه "يدافع عن الغلابة". ودافع الفقي- الذي تقدم باستقالته في وقت سابق هذا الأسبوع بعد واجهت إدارته الإعلامية لأحداث ثورة 25 يناير انتقادات على نطاق واسع واتهامات بعدم المهنية- عن تغطية التلفزيون المصري للأحداث، معتبرا أن ما فعله خلال تغطيته للأحداث التي شهدتها مصر خلال الفترة ما بين 25 يناير إلى 11 فبراير جاء متسقا مع أدائه اليمين الدستورية من أجل الحفاظ على أمن البلد. وأضاف: "لم استطع فعل ما فعلته الجزيرة والحرة والبي بي سي لأني أقسمت يمين الولاء والطاعة، وكان التلفزيون بالنسبة لي هو أهم من بيتي وكان من واجبي حمايته والحفاظ عليه من أي اعتداءات أو هجوم، لأن معنى سقوطه هو سقوط النظام وأنا رجل حلفت اليمين ومن واجبي حمايته ولهذا ظللت فيه لمدة 23 يومًا أصحو وأنام في ماسبيرو لحمايته من أي حادث اعتداء". وفي مداخلة عبر الهاتف مساء الأربعاء، اتهم الفقي محمود سعد- الذي انقطع عن الظهور خلال أحداث الثورة الشعبية احتجاجا على موقف التلفزيون- بأنه فعل ذلك "حرصًا على شعبيته وجماهيريته أكثر من حرص منه على انتمائه للمكان الذي يأكل منه عيش"، وقال إن يحصل على 9 ملايين جنيه والرقم في تزايد، وأشار إلى أنه كان يتباهى بالإعلانات وليس بالإعلام والرسالة التي يقدمها. وقال الفقي إنه يسعى لإجراء حوار مع الرئيس السابق حسني مبارك الموجود حاليا بمنتجع شرم الشيخ، "لأني سأكون أقدر على أن أقدمه للناس ليس مثلك ولا مثل عبد الطيف المنياوي"، رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المستقيل، والذي كان ضيفا على حلقة "مصر النهاردة" يوم الأربعاء. وعقب سعد باندهاش: أنا أتقاضى 15 مليون"؟، فرد الفقي: "هتوصلهم قريب وبعدين عاوز تعمل نفسك بتدافع عن حقوق الغلابة، فأنت يا محمود تدعي البطولات كنت قاعد في البيت بالبيجامة، ونحن كنا ننام وتحت رؤوسنا مسدسات للدفاع عن أنفسنا، والآن تأتي لتصنع لنفسك البطولات وتظهر نفسك كبطل على أكتاف شباب ثورة 25 يناير". وتابع الفقي متوجها له: "أنت لم تشارك فى الثورة, أبطال الثورة هما إللي كانوا فى ميدان التحرير مش فى بيوتهم زيك"، "ورد سعد عليه "كنتوا قاعدين تطبخوا الكذب الإعلامي" والجزيرة فضحتكوا يا سيادة الوزير، فأنتم قمت بتضليل الناس بشكل كبير وقوى مفتعل أيضا، كنت بتحلم تجري حوار مع الرئيس". وقاطعه الفقي منفعلاً: "متعملش فيها ثوري يا محمود وأنت الذي كنت تحلم بإجراء حوار الرئيس مبارك ونجله جمال، لأنك أكثر حرصًا على زيادة جماهيريتك وشكلك الإعلامي وليس رسالتك ولا تحرص على تليفزيون بلدك، فأنا أقسمت اليمين وأنت لم تقسم اليمين على حماية ماسبيرو". وتساءل سعد: "أين شهودك يا معالي الوزير؟"، وخاطبه قائلا: "فأنت الذي طلبت مني أكثر من مرة أن أجري حوارًا مع الرئيس مبارك وجمال مبارك وأنت الذي أبلغت جمال بأنه لو أراد أن يتقرب للناس وأن يتعاطفوا معه فعليه أن يكون ضيفًا في برنامج محمود سعد، ولكني رفضت لأني لا أريد تضليل الناس ولأني لم أرغب في تعاطف الناس مع النظام السابق الذي كنت أول من وقفت ضد سياساتهم وكنت مع الثورة ولهذا استبعدتني أنت من التليفزيون وأوقفتني عن العمل". وهنا أغلق الفقي الهاتف، وعلق سعد قائلا: "بالطبع أنا لن أرد على كلامك لأنه يبدو أنك منفعل ولن أعاتبك على ما قلت"، وضحك هو والإعلامي عبد اللطيف المنياوي. ونفى أن يكون ما قاله الوزير عن تقاضيه الملايين صحيحا، وقال: "الوزير السابق حاول إحداث فتنة حينما تحدث عن أجري ظنًا منه أنه يحرجني ولكنه يعلم جيدًا أن الأموال التي أحصل عليها من البرنامج نظير إعلانات تأتي إلى البرنامج من خلال علاقاتي الشخصية وليس كما قال الوزير". وانبرى الموسيقار عمار الشرعي مدافعًا عن محمود سعد في مداخلة عبر الهاتف، وقال: "نحن نعلم من أنت يا محمود ونعلم أين من هو أنس الفقي فالوزير السابق جاء إلى ماسبيرو من خلال السيدة سوزان مبارك، وأنها كانت تقول للفقي عندما يدخل مبارك الحمام ويتأخر: روح يا أنس شوف بابا مبارك ليكون عايز منك حاجة". وتابع الشريعي: "لن نتكلم في اللي فات ولكن نحن نعلم يا محمود موقف من الثورة من أول يوم وأنت مساند للثورة ورافض لسياسة الفقي المضللة، ولهذا استبعدوك من التليفزيون المصري فعلى من يتحدث أنس الفقي هل لا يعلم أننا كلنا نعرف الحقيقة فدعه يتحدث ولن يصدقه أحد".