قالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إن الإذاعة لاتزال تمثل الخيار الأول بالنسبة للنساء والرجال فى شتى أنحاء العالم. وأضافت بوكوفا - فى رسالة اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمى للإذاعة والذى يوافق 13 فبراير– أن الإذاعة تمنح صوتا لمن لا صوت له وتساعد في تثقيف الأميين وتنقذ الأرواح في حالات الكوارث الطبيعية، معتبرة أن الإذاعة تعد قوة داعمة لحرية التعبير والتعددية، فإنها تمثل عنصرا أساسيا لبناء مجتمعات المعرفة الجامعة ولتعزيز الاحترام والتفاهم فيما بين البشر. وتابعت "تتسم الإذاعة بأهمية خاصة في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء"، مشيرة إلى أن المرأة اضطلعت بدور أساسي في تحقيق نمو الإذاعات، بدءا بتولي مسئوليات ريادية في أوائل القرن العشرين وانتهاء بما تقدمه النساء اليوم من تقارير إعلامية تبث من مناطق النزاعات ، كما تضطلع النساء بأدوار مواطنات صحفيات ومراسلات ومنتِجات وتقنيات وصاحبات شأن في صنع القرار، وبذلك فهن يعملن في كل مستويات صناعة البث الإذاعي لضمان التبادل الحر للآراء والمعلومات والأفكارعبر موجات الأثير. وذكرت مديرة اليونسكو أنه لا يزال ينبغي عمل الكثير، إذ أن أقل من ربع البرامج الإذاعية تدور حول المرأة، كما تشغل النساء أقل من ثلث المناصب الإدارية العليا والرئاسية في وسائل الإعلام ، مؤكدة أن اليونسكو تلتزم بإقامة التوازن الصحيح، ولتعزيز التعددية وحرية التعبير في مجال الإذاعة، ويجب أن تحظى المرأة بحصة مساوية لحصة الرجل في البنى الخاصة بصنع الأخبار وصنع القرار وملكية وسائل الإعلام. واستطردت مديرة اليونسكو قائلة "لهذا السبب تعمل اليونسكو في جميع أنحاء العالم لتطوير الإذاعة، بوصفها وسيلة إعلام مستقلة وتعددية متاحة للنساء والرجال على حد سواء، لتهيئة بيئة أشد أمناً لجميع الصحفيين مع اعتراف خاص بالتهديدات التي تتعرّض لها النساء الصحفيات ، ويشمل هذا العمل إطلاق اليونسكو في عام 2013 للتحالف العالمي بشأن وسائل الإعلام والمساواة بين الجنسين". وأضافت بوكوفا انه يمكن للإذاعة أن تنقل أية رسالة إلى أي مكان في أي وقت كان "ونحن بحاجة إلى تسخير هذه الطاقة بشكل كامل لصالح الجميع" ، داعية من هذا المنطلق جميع محطات البث الإذاعي - بدءا بمحطات المجتمع المحلي وانتهاء بوسائل الإعلام الدولية - إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والرجال من العمل في الإذاعة وعن طريق الإذاعة. وذكرت منظمة اليونسكو ومقرها باريس – فى تقرير صحفى صادر بهذه المناسبة – أن اليوم العالمي للإذاعة يهدف إلى تحسين التعاون بين هيئات البث الإذاعي على الصعيد الدولي؛ وتشجيع الشبكات الإذاعية الكبرى وإذاعات المجتمعات المحلية على تعزيز الانتفاع بالمعلومات، وحرية التعبير، والمساواة بين الجنسين عبر الأثير. وأضافت أنه لما كانت الإذاعة تشهد تطورا متواصلا في العصر الرقمي، فإنّها تبقى الوسيلة الإعلامية التي تصل إلى أوسع شريحة من الجمهور في جميع أنحاء العالم ، وتشكل قناة مثالية لدعم إلتزام اليونسكو بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. ودعت اليونسكو جميع البلدان إلى الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة من خلال التخطيط لأنشطة بالتشارك مع هيئات البث الإذاعي الإقليمية والوطنية والدولية، والمنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام والجمهور العام. وكانت اليونسكو قد وافقت على اعتماد اليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام، و قد جاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية للإذاعة وجرى تقديمها رسميا من قبل الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في شهر سبتمبر 2011.