«هوجة» سدود تجتاح الدول التي تنبع منها روافد نهر النيل، تفجرت فجأة في اثيوبيا مع سد النهضة، والسدود الاخرى التي تقع خلفه، ثم اكتشفنا ان السودان الشقيق ايضا ينوي بناء 4 سدود أخرى، وهاهو «الاستاذ» هيكل يتوقع ان «تعطش» مصر خلال 4 سنوات! .. الأمر لم يعد يحتمل هدوء الحكماء الذي تتسربل به حكومة الببلاوي، بينما أثيوبيا والأشقاء في السودان يتعاملون مع مصر على أنها أصبحت «رجل افريقيا المريض»، لن «تهش أو تنش» وهي ترى شريان حياتها يتم تجفيف وتقليص دمائه امام أعينها،.. ماذا تنتظر الحكومة الرشيدة لاتخاذ خطوات تصعيدية تجاه «المؤامرات» التي «نضجت» لتعطيش مصر. .. ألا يقرأ الخبراء في حكومتنا ما تنشره الصحف المحلية في دول حوض النيل حول أخبار بناء السدود؟ .. ألا يفهم المسؤولون في حكومتنا الرشيدة تقارير الدوريات المتخصصة التي تنشر وتؤكد نفس الاخبار؟ .. ألا يستوعب أولو أمر مصر خطورة التحرك الإسرائيلي الممنهج والمنظم والمستمر منذ السبعينيات في دول حوض نهر النيل، والذي بدأت ثماره تظهر في سلسلة سدود الخراب التي «فوجئنا» بإنشائها على «النيل»؟ .. ألا يسمع وزير الري المحترم تصفيق الحضور عقب توقيع كل اتفاقية لبناء سد جديد، أو اعتماد لبرنامج استثمار الصين وكوريا ودول شقيقة لمئات الآلاف من الأفدنة الزراعية في السودان وزراعتها باستخدام تكنولوجيا متقدمة بعد أن تولى الرئيس السوداني عمر البشير شخصياً مهمة الإشراف على برنامج السدود وانتهى السودان بالفعل من بناء 3 سدود هي (مروى – عطبرة – ستيت) وهناك 4 سدود أخرى على الطريق؟!! .. ألا يحلل «عباقرتنا» مغزى مناقشة الصفقة التي كشف النقاب عنها مؤخراً، ويحصلُ بمقتضاها السودان على 44 كيلومتراً مربعاً من ولاية حدودية مع أثيوبيا بعد موقفه المؤيد لها في مسألة سد النهضة، وهي مساحة طالما نادى السودان باستردادها ولم توافق أديس أبابا؟ نحن لا يمكن أبداً أن نكون ضد تطور ونمو السودان الشقيق، ومع كل ما يأتي بالخير للشعب السوداني، ولكن قبل ذلك لا يمكن السكوت على «تصرفات» تؤدي لنقص وتدمير مساحة الأرض الزراعية المصرية، أو التراجع الحاد لحصة مصر من مياه النيل.. وتعطيش 90 مليون مصري! أفيقوا يرحمكم الله قبل أن نصحو من سباتنا فلا نجد شربة ماء. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66