أثار مقطع الفيديو المتداول فى القنوات الفضائية الخاص بنطق الشهادتين لأفراد طاقم الطائرة العسكرية, التى سقطت فى شمال سيناء الكثير من علامات الاستفهام الكثيرة حول توقيت صدوره وأسباب تسريبه للقنوات الفضائية، على الرغم من أنه يعد من الأسرار العسكرية. فالبعض يرى أن ظهور هذا المقطع مخالف لموقف القوات المسلحة وطبيعتها العسكرية من حيث السرية وخفض الروح المعنوية لجنود القوات المسلحة، إلا أن خبراء عسكريين قالوا بث المقطع جاء باتفاق مع القوات العسكرية نفسها وهدفه الرئيسى كسب تعاطف الشعب المصرى مع القوات المسلحة وبيان مدى التضحيات التى يقوم بها أفراد الجيش المصرى. وقال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكرى, إن إظهار المقطع الصوتى للحظة النطق بالشهادة لطاقم الطائرة العسكرية التى سقطت فى سيناء هدفه الرئيسى كسب تعاطف الشعب المصرى مع القوات المسلحة وبيان مدى التضحيات التى يقوم بها أفراد الجيش المصري. وأشار إلى أن ظهور هذا المقطع على القنوات الفضائية ليس اختراقًا لأسرار القوات المسلحة كما يزعم البعض ولكنه من المرجح أن تكون الأجهزة العسكرية قد أمدت الإعلام بهذا المقطع الصوتى لحظة النطق بالشهادة وذلك بعد أن كشفت عن الفيديو الذى يظهر استهداف الطائرة العسكرية بصاروخ من قبل متطرفين. وأوضح أن القوات المسلحة لا تعلن عن الخسائر التى تقع لديها وذلك حتى يتم الحفاظ على تماسكها ومعنويات جنودها إلا أن هذه الطائرة سقطت أمام الجميع بعد أن استطاع طاقمها أن يتفادى الأماكن السكنية حتى لا تحدث خسائر من قبل المدنيين. وأضاف أن استهداف الطائرة كانت نتيجة الحملة الأمنية المكثفة التى تشنها القوات المسلحة على بعض المناطق فى سيناء وإسقاط الطائرة العسكرية يهدف إلى الحد من نشاط طائرات الأباتشى التى تمشط المنطقة باستمرار. من جانبه، قتل اللواء زكريا حسين المدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا, إن التسجيل الصوتى الذى يظهر النطق بالشهادة لأفراد طاقم الطائرة العسكرية يعد أمرًا طبيعيًا وليس له أى أضرار على الأمن القومى ولا يعد انتهاكًا للأسرار العسكرية . وأشار إلى أن ذلك ليس له علاقة من قريب أو بعيد بما حدث قبل ذلك من رفض الجيش المصرى الإعلان عن الخسائر التى وقعت فى صفوفه فى أحداث ماسبيرو وتصريح المتحدث العسكرى أنها ستؤثر على الروح المعنوية للجنود لأنها كانت نتيجة حساسية الموقف لأنه كان لابد من إجراء تحقيقات دقيقة فى هذا الأمر لتجنب حدوث خطأ قد يفهم بشكل مخالف للواقع. وأوضح حسين, أن كل ما ينشر فى الإعلام عن القوات المسلحة هو أمر متفق عليه وليس له تأثير على الأمن القومى ولا على المؤسسة العسكرية. وقال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى, إن إذاعة لحظة النطق بالشهادة لشهداء الطائرة العسكرية لا يعتبر خفضًا للروح المعنوية لجنود القوات المسلحة ولكنه يؤثر عليهم فقط من الناحية النفسية مثلهم مثل أى شخص آخر فهم فى النهاية بشر ويتألموا لفقدان أصدقائهم. فيما ذهب اللواء محمد على بلال قائد حرب الخليج ومساعد رئيس الأركان الأسبق إلى القول بأن هذا المقطع الصوتى الذى بثته القنوات الفضائية سيكون تأثيره إيجابيًا على الجنود ولن يخفض الروح المعنوية كما يشير البعض وذلك لأن جنود القوات المسلحة على استعداد تام ببذل أرواحهم فداءً للوطن. واعتبر أن المقطع الصوتى هو نوع من توصيل رسالة مهمة إلى الشعب المصرى بأن القوات المسلحة مثل باقى الشعب المصرى متدينة بطبعها وأن من يقتلهم عليه اللعنة إلى يوم الدين، وعن نشر هذا المقطع فى وسائل الإعلام المختلفة يقول بلال, إن المقاطع الخاصة بالقوات المسلحة لا تخرج إلا إذا وافقت القوات المسلحة على ظهورها وعلى علم جيد بآثار نشرها فى وسائل الإعلام المختلفة.