استنكر القيادي الإخواني الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، انخراط جماعة "الإخوان المسلمين" في الحوار مع عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية للخروج من أسوأ أزمة تشهدها مصر منذ 30 عاما، معتبرا أنه ما حدث ليس في صالح مصر التي هي يجب أن تعلو فوق كل المصالح الآن. وقال أبو الفتوح إنه يأسف لأن "البعض من الجماعة لا يزال يعيش بعقلية التنظيم المطارد وبعقلية إنه "يطلب" وينسى أنه يعيش في مرحلة الثورة"، مؤكدا أن "دماء الشباب الطاهر الذكي الذي قام النظام المستبد بقتلهم بدم بارد وبالرصاص الحي لا يجب أن تضيع سدى"، مشددا على أنه لا سبيل بإصلاح سياسي واقتصادي إلا برحيل حسني مبارك. ونقل عن بعض الذين شاركوا في الحوار إن اللواء عمر سليمان برر عدم الاستجابة لمعظم الطلبات التي طالب بها هذا الشعب بأنه ليس في يده أي سلطة، وقال إنه صادق في حديثه، لأن كل السلطات التي كرسها نظام حسني مبارك "المستبد الفاسد" في يد رئيس الجمهورية. وذكر أن رئيس الجمهورية هو من يملك حل البرلمان وإصدار قرارات جمهورية بسن قوانين وإلغاء قوانين وإطلاق حريات ويملك أشياء كثيرة بحكم الدستور، وأشار إلى أنه كرس كل هذه الصلاحيات في يده، لأنه "على مدار 30 عاما من حكمه "حكم مصر كان فرديا وكل من حوله كان أشبه ما يكونون بسكرتارية له ابتداء من رئيس الوزراء وانتهاء بموظفين العموم". وأضاف أنه "لا معنى لتفاوض الجماعة كحركة إسلامية أعلنت أنها ليست لها أي مطالب تخص أفراد الحركة أو حتى الحركة، فليس لهم مطالب أن يكونوا لهم وزراء أو مرشحون للرئاسة وليس لهم مطلب يخص الحركة الإسلامية نفسها". ودعا الجماعة وكافة أطراف التفاوض أن يتوقفوا عن الحوار، وقال إن "من سيقوم بالتفاوض لا يمثل أي أحد سوى شخصه ومن يتفاوض باسم الإخوان المسلمين لا يمثلهم في شيء"، معتبرا أن هذا يأتي تجاوبا مع مطلب جمهور "الإخوان"، بل والجمهور المصري كله بوجوب وقف التفاوض، وبالتالي فأي شخص يستمر يتفاوض باسمة الشخصي وليس باسم "الإخوان" أو اسم أي فصيل من فصائل الشعب المصري التي ضحت. وأوضح أن جماعة "الإخوان" اكتسبت مشروعيتها منذ عام 2005، فضلا عن اكتساب كل المشروعيات المدنية الحقيقة بقيام هذه الثورة التي أسقطت مشروعية هذا النظام، مشيرا إلى أن الذين شاركوا ومنهم بعض أفراد الجماعة شاركوا بهدف- كما أعلنوا0 أنهم كانوا يحاولون استقراء الوضع، وهل هناك نية لإرادة حقيقية عند النظام للتجاوب مع النظام. وأضاف أنهم خرجوا ليؤكدوا أنه لا يوجد أي استجابة لمعظم المطالب التي يطلبها الشعب، ورأى أن الذين ذهبوا للحوار كانوا تحت ضغط من الناس بأن "الإخوان" يرفضون الحوار أو التفاوض لكنهم ذهبوا ولم يجدوا شيئا، وبذلك حققوا ما قاله بعضهم إنه كان يرد على أنهم ليسوا رافضين لمبدأ الحوار. وطالب "الإخوان" بالتحرك بعقليه جديدة وبنفسية جديدة، لأن نفسية التنظيم المطارد أو السري لا تصلح في العمل مع الشعب، ويجب العمل مع الشعب بالنفسية الطبيعية لأفراد "الإخوان" والتعامل معهم بنضالية. وقال إن "الإخوان" قدموا على مدار 80 عاما تضحيات حيث لم يضح ولم يبذل أحد مثل ما ضحى وبذل "الإخوان" وهذه التضحيات في رقابهم، مشيرا إلى أنه حينما يتحرك أو ينتفض الشعب يجب أن يتحرك وينتفض "الإخوان" معه ويواجه الطغيان والفساد ويجب أن يكونوا أول من يقف معهم بل أمامه وخلفه ومن حوله لحماية ثورته والتضحية من أجله. ووجه أبو الفتوح حديثه للشباب الثائر، قائلا: "إياكم وأن يستدرككم أحد أو أن يغرر بكم في أشياء تحت زعم حوار لا يأتي بنتيجة، وإياكم أن يرهبكم أحد من الطغاة حتى تعدوا عن نضالكم الذي يشهد به كل الشعب المصري وسيسجل التاريخ صفحات بيضاء عنكم، وإياكم وأن يغتال أحد من هذا النظام وأفراده ثورتكم العظيمة واستمروا فيها فمصر". وذكّر المعتصمين بأن مصر "فقدت كثيرًا من أفرادها بالمرض والجهل وحوادث الإسفلت والغرق نتيجة الفاسدين في بواخر فاسدة ومراكب مات فيها شباب كان يريد أن يهاجر لأوروبا ليجد لقمة عيش بالحلال". واعتبر أنه من أجل مواجهة هذا "ليس كثيرا علي مصر أن نستمر في جهادنا ونضالنا ونصبر ليس فقط 60 يوما بل 60 شهرا، ونحن في رباط نثاب عليه ويسجل ذلك في تاريخنا جميعا، وليس كثيرا علي مصر أن نظل نبذل ونضحي مع هذه الجماهير حتى يسقط النظام وسيسقط النظام فلا يستطيع أن يستمر". وراى أن تشبثه بالكرسي يهدف "لإعادة ترتيب أوراق فساده التي نهب بها المليارات ووضعها في بنوك أوربا وأمريكا، فهو يريد أن يلملم أوراقه حتى لا يتعرض للمساءلة، على الرغم من أننا طالبناه أن يرحل بأمان وفتحت له أبواب كثيرة للرحيل في أمان بدلا من الاستجابة لمطالب كثير من الناس الآن بالقبض عليه وتقديمه للمحاكمة". وحذر الشباب الثوار من أنه إذا فشلت الثورة أو أفشلها بعض أصحاب المصالح والمرتزقة لهذا النظام "فسوف يكون مصيركم جميعا الإبادة والقتل، فموتوا وأنتم رافعون الرؤوس، وأنتم منتصرون لوطنكم خيرا من أن تموتوا في سجون وعلى مشانق حسني مبارك الطاغية الذي أفسد ما أفسد في هذا الوطن العزيز علينا". وتابع قائلا لهم "اعلموا أن إخوانكم المصريين في العالم الآن بعد ما كانوا يسيرون ويتحركون في العالم وهو مطأطئ الرؤوس بما سببه هذا النظام لهم من اهانة لكرامة وطنهم وكرامتهم أصبحوا بعد تلك الثورة العظيمة السلمية يسيرون وهم فخورون بانتمائهم لمصر وللشعب المصري وبطولته الذي خرج بالملايين".